فيرمينو ورحلة العودة.. استعادة البريق أم إثبات صحة قرار كلوب؟
معين برس- كووورة – سمير بدر:
شهدت فترة الانتقالات الصيفية الماضية، طفرة واضحة في الكرة السعودية، بالتعاقد مع نجوم الكرة الأوروبية بشكل متواصل، بعدما بدأ صندوق الاستثمار رحلته مع الصفقات المدوية بضم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو لصفوف النصر في يناير/كانون الثاني 2023.
مجيء الهداف التاريخي لكرة القدم إلى الدوري السعودي، فتح الباب أمام نجوم الكرة العالمية لخوض التجربة والذين جاء في مقدمتهم البرازيلي روبرتو فيرمينو بعد رحيله عن ليفربول في الصيف الماضي.
وانضم النجم البرازيلي صاحب الـ32 عاما لصفوف أهلي جدة في صفقة مجانية بعد نهاية عقده مع ليفربول، ولكنه أثار حالة من الجدل بسبب مستوياته المتذبذبة، حيث بدأ رحلته بظهور متواضع قبل أن يستعيد جزء من بريقه على فترات متباعدة.
رحيل صادم
طلب فيرمينو الرحيل بشكل مفاجئ عن ليفربول في الصيف الماضي بعد الاتفاق مع إدارة النادي والمدرب الألماني يورجن كلوب، رغم الرحلة التاريخية التي عاشها مع الريدز بداية من يوليو/تموز 2015.
فيرمينو لم يكن مجرد مهاجم يلعب داخل الصندوق ويسجل الأهداف فحسب، بل أن دوره كان يمتد لصناعة اللعب وإتاحة الفرصة لزملائه من أجل التسجيل، بسبب قدرته على التحرك بين الخطوط وفتح المساحات بجانب لمسته الساحرة.
وارتبطت جماهير كرة القدم وخاصة أنصار ليفربول بالنجم البرازيلي بسبب دوره الفعال في إعادة أبناء ملعب “أنفيلد” للطريق الصحيح بتكوين شراكة هجومية لا تنسى رفقة المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني.
لكن نجم “السليساو” تفاجا خلال فترته الأخيرة باقتصار دوره على المشاركة كبديل، ليخرج في وقتٍ سابق، قائلا: “لم أعتد على الوضع الجديد، لذا قررت الرحيل”.
أسلوب مختلف
قرر يورجن كلوب تغيير أسلوب ليفربول خلال الموسمين الأخيرين لفيرمينو مع الريدز، بعدم الاعتماد على رأس حربة والميل إلى التحولات ومهاجمة الخصم من الأطراف بدخول الجناحين للعمق وفتح الملعب بالعرض من الظهيرين.
وبالتالي، احتاج المدرب الألماني إلى لاعبين يمتلكون سرعات كبيرة في التحولات وهو ما افتقده فيرمينو، في الوقت الذي تم فيه التعاقد مع البرتغالي ديوجو جوتا في صيف 2020، ثم الأوروجواياني داروين نونيز في 2022.
فضلا عن وجود الثنائي صلاح وساديو ماني وقدرتهما على الدخول في العمق مع التحولات الهجومية، بجانب القيام بالأدوار المعتادة المتعلقة بالجناح، قبل أن يرحل النجم السنغالي في صيف 2022.
جاء الأسلوب الجديد في الوقت الذي عانى فيه فيرمينو من إصابات متواصلة وتراجع مستواه البدني، وهي أمور جعلت كلوب يوافق على رحيله تزامنا مع عدم رغبة اللاعب في الجلوس كبديل.
مفاجأة الموسم
قرر فيرمينو خوض تحدٍ جديد في مسيرته، لينضم إلى الأهلي مطلع الموسم الجاري، ولكنه فاجأ الجميع بظهور باهت.
فيرمينو بدأ الموسم بشكل مثالي عن طريق تسجيل هاتريك ضد الحزم في الجولة الأولى من دوري المحترفين في أغسطس/آب الماضي، قبل أن يصوم عن التهديف حتى فبراير/شباط الماضي.
وبخلاف الصيام عن التهديف، فإن فيرمينو لم يقدم المستوى الفني المطلوب سواء بخلق الفرص أو المساعدة في بناء اللعب، بالإضافة إلى مخزونه البدني الضعيف، ليتم استبعاده من التشكيلة الأساسية في 8 مباريات على التوالي.
ظهور فيرمينو بهذا المستوى كان بمثابة مفاجأة مدوية للجماهير التي طالبت برحيله، بجانب الانتقادات الإعلامية التي عانى منها.
هل يُثبت كلوب وجهة نظره؟
اتبع الألماني ماتياس يايسله، مدرب الأهلي، أسلوب جديد مع فيرمينو بالميل إلى صناعة اللعب والتحرر من الأدوار الهجومية الشاقة وتركها للشاب فراس البريكان.
وبالفعل استعاد النجم البرازيلي بريقه على فترات، حيث وصل إلى 6 تمريرات حاسمة وسجل 7 أهداف في 29 مباراة بمختلف المسابقات، ولكنه ليس بالصورة المعروفة عنه خلال فترة الذهبية مع ليفربول.
تناقض مستوى فيرمينو فتح باب التساؤل خلال الفترة القادمة، حول إمكانية عودته لسابق عهده أو إثبات صحة وجهة نظر كلوب بالتخلص منه.