أحمد غيلان – شعر | #الغضب_المقدس ..!!
معين برس | شعر : احمد غيلان
أشعل الحرف والبلاد تـثـورُ
يسقط الزيف والغوى والزورُ
كل سـهـلٍ وربـــوةٍ وفـــلاةٍ
في بلادي على الطـغـاة دبـورُ
أشعل الحرف والرجال صمودٌ
وافـتـداءٌ ومنعةٌ وجسورُ
واسْـمعِ الأرضَ والسماءَ بياناً
من حجورٍ بعـزمنا مزبـورُ
ألف هيهات أن تُـبادَ حـجـورٌ
كل شـبرٍ من البلاد حـجـورُ
أشعل الحرف والعياراتُ تُجـليْ
مطـلع الفـجـرِ والرماد يـمـور
أشعل الحرف فالخـرافات ولَّت
والأزاهـير غــردت والطـيـور
وبـنـو النار يحـطـبـون رعـاعـاً
يمتطـي ظهـر غـيهـم موتـورُ
جاء يستعـبد الأنام جـهـاراً
وسوى القـبح ما له دسـتـورُ
يضرم النار حـول كل نـقـاء
حـاقـدٌ جـاحـدٌ ظـلومٌ كـفـورُ
إنها الحربُ : كاهنٌ وبغيٌّ
وجهولٌ وجوقةٌ وغرورُ
إنها الحربُ : فاجرٌ مستبيحٌ ..
وتـقـيٌّ لخـوضـها مجـبُـورُ
إنها الحربُ : مؤمنون تُقاةٌ ..
وبُـغـاةٌ وردَّةٌ وفـجُــورُ
إنها الحربُ : ثابتٌ .. ودخيلٌ
دجـلٌ سـافِـرٌ .. وحـقٌّ جـهـورُ
إنها الحربُ : موطنٌ .. وغـزاةٌ
آثـمٌ غـاشـمٌ .. وشعـبٌ غـيورُ
ها هنا حميرٌ بكل نقاها..
وهنا الفـرسُ إفـكُـهـم طـابـورُ
هاهنا أرضنا ونحـن بنـوها
يا بني النار أمُّـكـم نـيـسـبـورُ
يا بني الزيف نحن أسفار دهـرٍ
وأسـاطـيركم وأنـتم سـطـورُ
يعربٌ نحن , يـشحبٌ , آل شرحٍ
كل مـجـدٍ من مـجـدنا مـأثـورُ
يا بني الريح نحن مليون قرنٍ
شـاهـدٍ للزمـان أنا حـضـورُ
نحـن أصـلٌ لكل أصـلٍ , وأنـتم
طـحـلـبٌ طـارئٌ عـلـيه قـشـورُ
قِـسـمُـنا مُـثـبتٌ بـكل كـتـابٍ
أنزل الله , ساطـعٌ مـشـهـورُ
نحـن سـفـحٌ مـدرَّجٌ ومـنـارٌ
نحن نـقـشٌ ومـصحـفٌ وزبُـورُ
نحن معـدٌ وتُـبَّــعٌ ومـعــينٌ
وثرىً طـيِّـبٌ وربٌّ غـفــورُ
حـمـيريـون , أنـقـياء , تـقـاةٌ
بالهـدى نهـتـدي وأنـتم نـفـورُ
سبأٌ نحن , معـجـزاتٌ وسـبـقٌ
ولنا مسـنـدٌ وسـدٌّ وسُــورُ
ولكم معـبـدٌ ونارٌ وعارٌ
وشـنارٌ ومقـفـراتٌ بُـورُ
نحن دينٌ لكل دين أتانا
والهدى كله بنا منصورٌ
نحن للمرسلين ذُخـرٌ ونـصـرٌ
وغـواكم على الرسـالات جَـورُ
صـلـفٌ تلـبـسون عِـمَّـة قِـسٍّ
مِـلَّـة السادن الرخيص دُثـورٌ
نحن للحـق والفـضـيلة جُـنـدٌ
ولإبليـس سيـفُـكم مأجـورُ
أيها العابـثـون يا كل رجـسٍ
ما لكم في ثرى البلاد جـذورُ
أنتم الشـر كلـهُ وعـلـيكــم
ثارت الأرضُ طـيـنها والصخورُ
نالكم في سواحل العـز خـزيٌ
كل حـشـدٍ لكم بها مدحـورُ
من جـثـامـيـنكم يغـص ثراها
قـبـحكم في رمالها مطـمـورُ
عدنُ المجد طُـهِّـرتْ من غواكم
وبلحـجٍ وجـودكـم محـظـورُ
خـضبت أبـينٌ سـيوف بنيها
بدماكم وجــمعـكم مهدورُ
وبشبوة حيث تاهت قواكم
فرَّقتها على الجهات صقورُ
واتاكم من حضرموتَ نذيرٌ
لفـظ البحـر قـبحَـكم والخـورُ
مهرة الطهر ما دنت لجهولٍ
وسُـقـطرى لها حمى مـقـصـورُ
وشربتم كأس المذلة قسراً
في رُبى الضالع التي لا تـخـورُ
ومُـريــسٌ لله درُّ مُـريــسٍ
في لظـاها غـروركـم مـصـهـورُ
في تعزٍّ لا ترقبوا أيَّ عزٍّ
وبصرواح زحفكم مقهورُ
في رُبى مأربٍ يُدكٌّ غواكم
ومن الجوف جمعكم مذعورُ
في كتاف والبقع في سهل ميدي
حشدكم خائر القوى مكسور
وتخلت جبال حجة عنكم
كل جرذٍ لكم بها مأسورُ
وبقانيةٍ تشظت خطاكم
وإلى دفـنـكم تـتـوق نـشـورُ
وعلى العهد عتمةٌ وخُـبـانٌ
ومن القـفر تقتفـيكم نمُـورُ
من ضحى ريمةٍ يهـبُّ فـناكـم
وإلى الحـتـف جُـرمُـكم مجرورُ
وستمحو محويتنا كل إفك
وسيزهو صباحها المغدور
وستنقضُّ حاشد وبكيل
وستصحو جحانة وحظور
وذمارٌ ومذحجٌ ومراد
ثورة وانتفاضة وثبور
ولصنعاء موعـد ورعـودٌ
واقتصاصٌ تـقُـصُّ عنه الدهور
يا بني النار طوركم قـد تـوارى
زهـق البغي , جاء للحـق طـورُ
إنها الحربُ , يا بني عبد حربٍ
في رحاها ألقى بـكم مسـعـورُ
فاصطـلـوا نارها وذوقوا لظاها
لكم البـيـد والقـفـار قـبـورُ
أيها الصابرون في كل أرضي
أشرق الحـق وانطـوى الديجـورٌ
بـيرق النـصـر يفـتـديه أبـيٌّ
وتـقـيٌّ وثائــــرٌ وصــبـــورُ
إنها الحربُ , أسرجـٍوا كل عـزمٍ
فالمنـايا على البـغـاة تـدورُ
وحدوا في صفوفها كل نبضِ
فالغوى باتحادكم مدحورُ
إنها الحربُ , ثورةٌ وحياةٌ
ولها الأرض والجبال تثورٌ
إنها الحربُ , بدء كل سلامٍ
وشفاء لما تُـغَـصُّ الصدورُ
إنها الحربُ , نقطةٌ لا سواها
ينتهي عند وضعها المسطورُ
27 فبراير 2019