في ريف #النادرة | “بشائر “.. ناجيّة وحيدة تقف خلفها امرأة .. “تقرير + صور”
معين برس | النادرة – تقرير خاص
في احدى ارياف مديرية #النادرة, بمحافظة إب, اليمنية, رزقت “عزلة حدة” بجمعية ” بشائر الريف التنموية الخيرية”, وفي 12 إبريل 2018م, تم تسجيل هذه المولودة رسميا في وزارة الشئون الاجتماعية, التي لم تكن البكر بالنسبة لعزلة حدة, سبق وان احتفل الاهالي بمواليد قبلها, لكن الفرحة لا تتم حين تنتقل الى – رحمة الاهمال- اما بسبب وباء المكايدة, أو مرض الشخصنة, ولهذا استقبل الجميع ولادة “بشائر” بنفس المشاعر الباردة.. حتى ان البعض تساءل: هل مولودة “إبريل” – اي بشائر- ستكون “كذبة إبريل”, وتشييعها سيتم مبكرا كسابقاتها?!, أم انها الناجي الوحيد في زمن الأموات.
قيد ونجاح
وفي حديث خاص لصحيفة ” معين برس” الإلكترونية, قال سكان محليون في عزلة حدة, بمديرية النادرة,: “شب عود “بشائر” سريعا, وبأقل من عام استطاعت ان تكسّر قيود السجّان الفكري , ونفذت اكثر من خمسة مشاريع تنموية وخدمية ومساعدات إنسانية, أصغرها “كسوة محتاج”, وأكبرها, تنفيذ المرحلة الاولى من شق ورص طريق نقيل “حدة” الجبلي, الذي كان وما يزال يشكّل عازلا كبيرا بين قرى “عزلة حدة”, ومركز المديرية, وهنا أستطاعت جمعية “بشائر” ممثلة برئيستها بشرى صالح الصباري, ان تكسر قيد كل ما يحول بين الفرد والنجاح.
حديث الاهالي والاشادة بالهيئة الادارية للجمعية, ولجنة الرقابة والتفتيش, وجمعيتها العمومية, كان له وقعه على مسامع الآخرين, حتى انه شكّل دفعة قوية لديهم بالوقوف الى جانبها, فالجميع – بلا شك- يعشق النجاح, لكن تحقيقه يبقى رهن القوى المؤثرة, وهنا كانت “بشرى” – رئيسة الجمعية- تسبق “بشائر” – الجمعية نفسها- بخطوة, والنجاح حليفهما, مع فارق في نسبته فقط..
وقت وجهد
مشاريع الجمعية التي نفذت بوقت قياسي, ولدت لدي تساؤل: هل ” وراء كل جمعية ريفية ناجحة امرأة?!.. ام ان هذه المقولة ولدت من رحم المثل الشهير “وراء كل رجل عظيم امراة”..?! ام ان الفارس الناجح فقط هو الذي بمقدوره ان يروض الخيل في الميدان?!..
تظل تلك بالنسبة لي كصحافي تساؤلات هامة, حينا تقنعني اجابات ذات الشأن, وآخر تتركني عالقا في اسلاك الاجابة, لكنها بالنسبة للقارئ عكس ذلك تماما.. كذلك أيضا بالنسبة لرئيسة جمعية بشائر الريف – بشرى صالح الصباري التي قالت: “لم تنجح بشرى بمفردها.. نجحت بفريق عمل متجانس, ومتكامل”.
وتضيف الصباري: فرض احترامه بجهوده وتعاونه وتميزه في البذل والعطاء والتضحيه بالوقت والجهد والوضوح من اجل اسعاد الناس, وتحقيق هدفنا وغايتنا الانسانية النبيلة.
وعن انعكاسات ذلك تقول: “ينعكس هذا على تقبل المجتمع العمل والفكرة والدعم , رغم الظروف التي تمر بها البلاد, الا اننا بفضل الله تجاوزنا وبوقت قياسي السقف الذي كنا وضعناه, وحققنا منجزات نفاخر بها رغم شحت الموارد”.
مجتمع ذكوري
تجاوز مشروع ما وبوقت قياسي, ليس بالسهل, حينما تكون هي المرأة من تتصدر تنفيذه, في ظل النظرة الذكورية المتعصبة لجنسها, وتحديدا في مجتمع قبلي وذكوري كالمجتمع اليمني عامة, والريفي خاصة, وهو ما قد تفشل فيه أي امرأة مهما كانت طموحه ان لم تكن تمتلك الثقة, والإرادة القوية, وتجيد فن الادارة, والتعامل, والخطاب.
وتقول بشرى الصباري: الحقوق تنتزع ولا توهب, واي عمل تقوم به المرأة لابد له من معوقات في مجتمع ذكوري ما زال ينظر الى المرأة بنظرة نقص وتقليل من دورها, بل واعتراض على وجودها قبل حقوقها, ويعتبرها عيب وعورة, وان مثل هذه الاعمال لايقوم بها غير الرجال.
وتضيف: “ولكن اقولها بكل ثقه واقتدار اذا توفرت الارادة والثقة والاخلاص في العمل والسعي الى إرضى الله قبل البشر سوف نحقق النجاح والتميز وسيتقبل المجتمع بدور المرأة, وخصوصا حينما يلمس ويستفيد ما تقوم به من نشاط مجتمعي بكل اخلاص وشفافية, وتحقيق الهدف الذي وجدت من اجله.
صعاب ومعوقات
الصعاب والمعوقات تزيد وتتشعب بتشعبات الحياة, التي تعتبر المشاريع الخدمية والمساعدات الانسانية واحدة من بينها في مثل هكذا جمعيات, وعن تحديات ذلك بالنسبة لجمعية ” بشائر” تؤكد الصباري : ” نواجه صعاب بالوضوح والشفافية وتحديد المعايير دون محاباة او تمييز لكون دورنا إنساني وخيري يهدف إلى إسعاد المحتاجين وتحفيز الميسورين للبذل والعطاء والعمل على إعادة الثقه بدور المنظمات الانسانيه التي فقدت مصداقيتها في كثير من الاحيان”.
من السهل جدا طرق ابواب الداعمين, لكنه من الصعب اقناع جميعهم.. وعن كيفية تعامل جمعية “بشائر الريف” خلال استهداف الداعمين?! , توضح الصباري : ” لا نحتاج الى عصاء سحريه أو دعاية, أو جهد , لاقناع الداعمين.. كل ما نحصل عليه نقدمه لمستحقيه وهذا الشيء زرع الثقة مع الداعمين, وعرفوا ان كل ما يقدموه يصل الى المحتاجين, والى الهدف الذي نسعى جميعا الى تحقيقه بكل شفافية, واصبح المجتمع نفسه متابعا ومطّلع على كل ما نحصل عليه وكل ما نقدمه “
رســــائل
اما اذا كان هناك رسالة تريد ان تبعث بها الى جهات أو افراد, فتقول الصباري: “شكرا, لكل اعضاء الجمعية وداعميها.. شكر خاص لزوجي والداعم الحقيقي لي الاستاذ عبده الصباري .. لكافة ابناء منطقتي الذين اعتبرهم اهلي وعزوتي وسندي لثقتهم بي ودعمهم.. للمغتربين “الطيور المهاجرة” التي تتحمل العناء من اجل اسعادنا.. والشكر كل الشكر لكل مشايخ واعيان بلادي, ولكل من دعم حتى بكلمه .. وان شاء الله بجهود الجميع, وتكاتف الكل سننجح”..
وسبق للصباري ان عملت في المجال التنموي والخيري, وكانت رئيس لجنه تنموية في عزلة حدة, واشرفت على مدرستين, بالاضافة الى فتحها عدد من فصول محو الامية وبمبادرات ذاتية, وحاليا رئيس جمعية بشائر الريف.
مشاريع ومساعدات
وعن المشاريع التي نفذت جمعية “بشائر الريف”, قال صلاح علي صالح – أمين عام جمعية بشائر الريف التنموية الخيرية : “نفذت الجمعية مشروع السلة الغذائية, رمضان 1439هـ , الذي استهدفت من خلاله الأسر النازحة والأشد إحتياجا, في قرى (خربة الصباري – مارش – السكنة – المدورة – الجرجور- الضيق – ضوس – مشرعه- العفرفار – جندب), في عزلة حدة, استفادت منه 84 اسرة”.
واضاف, أيضا نفذت الجمعية مشروع “كسوة محتاج”, وأستهدفت بواسطته “120” أسرة موزعة في ذات القرى السالف ذكرها.
مسح ورصف
العمل الإنساني ليس محصورا على المسكن والملبس والغذاء والدواء, بل يشمل مختلف البنى التحتية, كالمياه , والطرقات, والصحة, وغيرها.
“بشائر الريف” تجسد عظمة العمل الإنساني, حيث ساهمت في تنفيذ مشروع مسح ورصف نقيل حده (المرحله الأولى), وتضمنت عملية المسح 5.5 خمسه كيلو مترات ونصف الكيلو, بالإضافة الى عمل منافذ وتصاريف للسيول, خصوصا وإن أكثر سيول الأمطار هي التي تعمل على تخريب الطريق بعد أي عملية مسح. والحديث هنا لـ”أمين عام الجمعية”.
وأضاف, كما تمت عملية رص للطريق بطول “70” مترا وعرض 3 أمتار, وبناء جدار ساند بطول 75 مترا, وارتفاع 2.80 متر.
واستطرد: كل هذه الإنجازات والمشاريع -بفضل الله- وبفضل جهود جميع أعضاء الجمعية سواءً كانوا في الجمعية العمومية أو الإدارية أو الرقابية.
وعود السلطات
ستظل عملية شق ورص وسفلتة “نقيل حدة” حلم أجيال متعاقبة من سكان المنطقة التي تتدثر بوعود أنظمة السلطات الحاكمة المتعاقبة في البلاد منذ سبعينيات القرن الماضي, بالرغم من اهمية ذلك الشريان الذي يربط آلاف السكان بمركز المديرية “النادرة”, ناهيك من كونه خط بالغ الاهمية لربطه مديريات وقرى شمالي محافظة الضالع, بجنوبها, وهو بمثابة خط بديل لخط “الرضمة – دمت – الضالع – عدن”.
شكرآ. جمعيه بشائر الريف شكرآ بشرى الصباري. شكرآلكم ابنا بلادي الحبيبه.