إيقاف آلة الحرب بغزة رهن مواقف العرب
ناجي بابكر
لم يعد مهما إستجداء العالم لاتخاذ موقف تجاه ما يحدث في غزه – ذلك لأن هذا العالم لا حول له ولا قوة منذ تشكل النظام الحالي منتصف القرن الماضي حيث تسيطر فيه خمس دول فقط، بل وتختزل صياغة القرار الدولي جميعها مشاركة بطريقة أو بأخرى في تأييد وصناعة هذا الدمار الهائل الذي يحل بغزة وأهلها على ثلاثون يوما من القصف الممنهج والمتواصل على كل شبر في كل ارجاء هذه المدينة المنكوبة بشرا وحجرا وشجرا.
ومع ذلك … كانت الآمال وما تزال معلقة على إمكانية إتخاذ الحكام العرب مواقف وقرارات من شأنها إيقاف آله الحرب الاسرائيلية الهمجية- وإن لم يكن – فحتى تقليل كلفة هذه الحرب على الشعب الفلسطيني أو تقليص أعداد الضحايا – قد يكون هو الحسنة الوحيدة التي تسجل في رصيد أعمال هؤلاء الحكام الرعاع للدنيا والاخرة ..
ماذا ينتظر هؤلاء الحفاة العراة – ملوك الظلام من إنقطاع التيار الكهربائي عن مستشفيات مدينة غزة بالكامل حتى يتعذر على الاطباء اجراء بعض العمليات الجراحية للمصابون بعد تخدير أو أي معدات جراحية
هل بعد هذا العذاب من عذاب..؟
هل ما زال في أوردة حكام الخليج من بقايا خلايا دموية حية حتى يخرجون عن صمتهم بمواقف تستذكر أواصر العلاقات الاجتماعية والانسانية التي تربطهم بأطفال غزه ..
نعلم أن جميع الحكام العرب لا سيما زعماء “القبائل الخليجية ” يترقبون شارة البدء من الحكومة المصرية كما هو الحال بالنسبة لأصحاب الفخامة الآخرين – لكنهم يتناسون أن مصر وشعبها في موقف لا يحسد عليه، في منطقة الشرق الأوسط حينما يراد لها أن تنخرط في صراع قد يكون هو الهدف الخفي والحقيقي من هذا العنف – وبالتالي فإن سقوط مصر في هذه المرحلة التاريخية العصيبة بفعل إختلال توازنات النظام العالمي الجديد لا يعني سوى سقوط المشروع العربي والبيت العربي على من فيه.