ماذا يحدث بين الهند وباكستان؟.. 5 أسئلة تشرح إلى أين يتجه النزاع.. تعرف عليها
معين برس | Sasapost
تصاعدت سريعًا حدة التوترات الأخيرة بين الهند وباكستان، مع أنباءٍ عن إسقاط طائراتٍ مسلحة هندية صباح الأربعاء، 26 فبراير (شباط).
وحول هذا الأمر، نشرت وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية مقالًا حول التوترات المتصاعدة بين الدولتين النوويتين، واللتين يدور صراعهما حول منطقة كشمير المتنازع عليها.
أشارت الوكالة إلى التوترات الأخيرة اندلعت بعد هجوم 14 فبراير، الذي أسفر عن مقتل العشرات من قوات الشرطة الهندية. ألقت الهند باللوم على باكستان، التي نفت أي تورطٍ لها في الهجوم؛ مما أدى إلى تصعيد الوضع ليصل إلى إسقاط باكستان لطائرتين هنديتين.
وترى الوكالة أنَّ هذا الوضع هو أخطر تحدٍ أمني يواجهه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي منذ توليه منصبه في عام 2014، وتأتي هذه الأزمة لتسبق الانتخابات العامة التي ستجري في مايو (أيار) القادم.
ويطرح التقرير خمسة أسئلة لتحليل الوضع الحالي بين البلدين، ورصد ردود الأفعال المستقبلية:
1. لماذا لا تثق الهند وباكستان في بعضهما البعض؟
نشأت الهند وباكستان من رحم التقسيم الدامي للهند البريطانية في عام 1947. وأدت التوترات قبل وبعد رسم الحدود الجديدة إلى تشريد 14 مليون شخص، واندلاع عنفٍ غوغائي أودى بحياة مليون شخصٍ من الهندوس والمسلمين والسيخ. وواصل البلدان خوض ثلاث حروبٍ رئيسة منذ الاستقلال.
يعتقد مؤسسو باكستان أنَّ الهند اعتبرت تقسيم شبه القارة أمرًا مؤقتًا، وتطلعت لأخذ الأراضي التي أصبحت باكستان في أول فرصة. وترى الوكالة أنَّ الهند أُصيبت بالإحباط من جراء ما اعتبرته دعم باكستان للإرهابيين الذين ما زالوا يضربون داخل أراضيها، ولا سيما في كشمير.
2. ما هو الشيء المميز في كشمير؟
دارت حربان من الحروب الثلاثة بين البلدين حول كشمير، وهي منطقة في جبال الهيمالايا تزعم كلٌ من الهند وباكستان أحقيتهما بها، وتخضع جزئيًا لحكم البلدين.
في وقت التقسيم، توددت الهند وباكستان إلى الولايات الأميرية المختلفة في شبه القارة الهندية لضمهما إلى دولتيهما الناشئتين. لم يستطع الحاكم الهندوسي لكشمير ذات الأغلبية المسلمة أن يقرر أي بلدٍ جديد ينضم إليه. غزتها القوات غير النظامية الباكستانية، وتدخلت فيها الهند، وقاتل البلدان، ووصلا إلى طريقٍ مسدود. وبعد ما يقرب من 70 عامًا، يظل الجانبان في حالة أزمة يسودها التوتر في ظل الحدود الفعلية بين البلدين المعروفة باسم «خط التحكم»، وهي واحدة من المناطق الحدودية الأكثر تسليحًا في العالم.
3. ما الذي أشعل الاضطرابات الأخيرة؟
بحسب التقرير، قُتل ما لا يقل عن 37 فردًا من أفراد قوة شرطة الاحتياط المركزية الهندية وأُصيب آخرون بجروحٍ في هجوم 14 فبراير على قافلةٍ أمنية، في الشطر الذي تسيطر عليه الهند من إقليم كشمير. أعلنت جماعة جيش محمد، التي مقرها باكستان، مسؤوليتها عن الهجوم الذى وقع بالقرب من سريناجار.
وتوضح الوكالة أنَّ الدولتين واجهتا العديد من النزاعات الحدودية، ففي عام 2016، اقتحم مسلحون معسكرًا للجيش الهندي بالقرب من بلدة أوري الكشميرية؛ مما دفع الهند إلى الهجوم على ما وصفته بأنَّه ساحة لانطلاق الأعمال الإرهابية في الشطر الذي تسيطر عليه باكستان في إقليم كشمير. بيد أنَّ الإجراءات التي أعقبت هجوم 14 فبراير جعلت من هذا الهجوم أكبر محطة صراع منذ أن خاضت باكستان والهند الحرب عام 1971، خاصةً وأنَّ جيش محمد هو جماعة جهادية تسعى لأن تصبح كشمير جزءًا من باكستان، وكانت على صلة بمقتل الصحافي الأمريكي دانيال بيرل عام 2002.
4. هل تخاطر الهند ببدء حرب شاملة أخرى؟
ترى الوكالة أنَّ الهند لن تخاطر على الأغلب بشن حرب جديدة واسعة النطاق، فعلى الرغم من وجود ضغوط داخلية هائلة للرد بقوة على باكستان، تتقيد الهند منذ زمنٍ طويل بفعل حقيقة أنَّ كلتا الدولتين تمتلك أسلحة نووية.
وتوضح «بلومبرج» أنَّه بعد الهجوم على أوري عام 2016، سمحت حكومة مودي بضرباتٍ محدودة، وضمنت عدم تصعيد الموقف، والذي كان وضعًا صعبًا ساعد من تهدئته نفي باكستان حدوث أي هجماتٍ عبر الحدود. ومع ذلك، يأتي هذا الهجوم الأخير مع تراجع شعبية حزب مودي في استطلاعات الرأي السابقة للانتخابات؛ مما قد يؤدي حسبما تعتقد الوكالة إلى فرض المزيد من الضغوط على رئيس الوزراء للرد على هذا الهجوم.
5. إلى أين يأخذنا هذا الوضع على الأرجح؟
وفقًا لوكالة «بلومبرج»، من المرجح أن تخضع باكستان لضغوطٍ دبلوماسية متجددة، إذ دعا البيت الأبيض باكستان إلى «الإنهاء الفوري لدعم وإيواء جميع الجماعات الإرهابية التي تعمل على أراضيها». وقد يفرض هذا الهجوم قد يفرض ضغوطًا على الصين، الحليف المقرب لباكستان، لتغيير موقفها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. إذ عرقلت بكين محاولات الهند لإدراج مسعود أزهر، زعيم جيش محمد، على قائمة الإرهاب. فضلًا عن تكرار وزارة الخارجية الصينية دعوتها للهند وباكستان بممارسة ضبط النفس.
وسعت باكستان للحصول على مساعدة الأمم المتحدة لتهدئة الوضع، بينما تواصلت الهند مع دول بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين وفرنسا وروسيا، وحثت الحكومة في إسلام أباد على اتخاذ إجراءاتٍ ضد الجماعات الإرهابية الموجودة في البلاد.