سيناريو قاتل.. خدعة أبناء كلوب تعمق جراح ميسي
معين برس- كووورة:
استحقت كرة القدم، لقب “الساحرة المستديرة” منذ نشأة اللعبة قبل أكثر من 100 عام، لما تمنحه للجماهير من متعة وإثارة وسيناريوهات درامية جعلتها دون منافس، الرياضة الشعبية الأولى في العالم.
تلك السيناريوهات تزيد من تعلق الجماهير بها، بحبس الأنفاس حتى اللحظات الأخيرة، ومنح السعادة لملايين بعد أن تملكهم اليأس، وقتلت أحلام آخرين، بعدما بلغت رؤوسهم عنان السماء.
ويقدم كووورة في سلسلة مثيرة، مجموعة من أكثر السيناريوهات القاتلة في تاريخ كرة القدم بمختلف الملاعب سواء العربية أو العالمية:
الحلقة السابعة: ليفربول وبرشلونة 2019
الزمان: 7 مايو/آيار 2019
المكان: ملعب الآنفيلد
الحدث: إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2019
فرصة سهلة
عندما يفوز برشلونة على ليفربول بثلاثية نظيفة ذهابا في كامب نو، فإن فرص الخسارة في الإياب وتعويض الفارق ربما تكون شبه مستحيلة، خصوصا في وجود النجم الأسطوري ليونيل ميسي على رأس الفريق الكتالوني.
ودخل البارسا، اللقاء باحثا عن الفوز في ملعب خصمه أو على الأقل تسجيل هدف يؤمن العبور إلى النهائي الذي يغيب عنه الفريق منذ آخر تتويج له باللقب في 2015، إذ تجرع برشلونة، مرارة الخروج أكثر من مرة بسيناريوهات مزعجة كان آخرها من ربع النهائي على يد روما بالخسارة (0-3) في ملعب الأولمبيكو بعد أسبوع من الفوز في كامب نو (4-1).
لكن صدق أو لا تصدق.. المستحيل تحطم على أرض الآنفيلد في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بأقدام لاعبي ليفربول وفي غياب الفرعون المصري محمد صلاح، نجم الفريق الأول وهدافه في التشامبيونزليج.
كارت تحذير
بدأ يورجن كلوب مدرب ليفربول، اللقاء بفلسفة هجومية واضحة، مستغلا الدفعة الهائلة للفريق في الآنفيلد.
وبالفعل نجح ديفوك أوريجي في تسجيل الهدف الأول للريدز في الدقيقة 7، حيث سدد هندرسون كرة تصدى لها تير شتيجن لترتد أمام أوريجي الذي سدد على يمين حارس برشلونة.
هذا الهدف، منح الريدز، ثقة كبيرة خصوصا أنه جاء في توقيت مبكر وزرع فكرة قوية لدى اللاعبين بالقدرة على العودة والتأهل مرة أخرى إلى النهائي.
هدأت الأوضاع قليلا وظهر ميسي في الصورة، لكن ظهوره كان غير مثمر خصوصا أنه أهدر مع زملائه عدة فرص كانت كفيلة بإنهاء المباراة، وذلك في ظل تألق الحارس البرازيلي أليسون بيكر، الذي كان صاحب الفضل في خروج الشوط الأول بتقدم فريقه 1-0.
البديل الحاسم
في واحدة من أفضل القرارات الفنية في تاريخه، قرر يورجن كلوب مع بداية الشوط الثاني، الدفع بفينالدوم بدلا من روبرتسون، من أجل زيادة الضغط الهجومي على برشلونة، على أمل أن يقوم بإسناد المهاجمين ويساهم في الضغط.
ودخل ليفربول، الشوط الثاني بضغط كبير، وكاد المدافع فيرجيل فان ديك أن يُسجل الهدف الثاني للريدز، بتسديدة بكعب القدم، لكن تير شتجين كان لها بالمرصاد.
واستمرت المحاولات، حتى نجح البديل فينالدوم في تسجيل الهدف الثاني لليفربول في الدقيقة 54، حيث استغل أرنولد خطأ فادحا من ألبا في التمرير، وأرسل عرضية إلى فينالدوم الذي سدد في منتصف المرمى لتنفجر الاحتفالات في الآنفيلد.
وبدأت هتافات الدعم من كل مكان من أجل ضغط على لاعبي ليفربول وتسجيل الهدف الثالث، على أمل معادلة لقاء الذهاب ولعب وقت إضافية أو ركلات الترجيح.
الخدعة القاتلة
وبالفعل الحلم تحول إلى حقيقة بعد دقيقتين فقط، حيث سجل فينالدوم هدفه الشخصي الثاني والثالث لليفربول، بعدما استقبل عرضية من الجهة اليسرى عبر زميله شيردان شاكيري، وأسكنها برأسه على يمين تير شتيجن على طريقة أفضل المهاجمين في العالم ليتحول الآنفيلد إلى كتلة من النار بسبب احتفالات الجماهير التي بدأت تفكر في النهائي الثاني على التوالي.
في المقابل، تحول لاعبو برشلونة إلى أشباح تائهين في الملعب، حتى جاءتهم الصاعقة عبر خدعة، ربما ستظل خالدة في الملاعب الأوروبية، بدأت من الظهير أرنولد الذي استغل ضربة ركنية، ووجد لاعبو برشلونة في وضع غير مستعد فلعب الكرة في ثوان إلى القاتل أوريجي الوحيد الذي انتبه إلى الكرة وأسكنها شباك شتيجن معلنا الهدف الرابع والقاتل للقاء.
ومع هذه الحماسة والقوة البدنية الهائلة لكتيبة كلوب، كانت عودة برشلونة شبه مستحيلة، خصوصا أن الفريق تحول إلى مجرد لاعبين هواة على أرض الملعب، لينتهي اللقاء بفوز الريدز الرباعية وعبورهم إلى النهائي الحلم.