بابكر يكتب عن| فاتورة المغامرة الصبيانية في اليمن
ناجي بابكر*
وحدة الشعب اليمني.. من يدفع فاتورة تلك المغامرة الصبيانية الطائشة منذ دخول الحوثيين العاصمة صنعاء بدعم وتمويل وتخطيط خليجي أواخر العام ٢٠١٤م – وحتى اليوم، الذي لم تتضح فيه الصورة بعد حول مستقبل اليمن المنكوب على الخارطة الدولية، ما بين إعتباره ولاية فارسية بلسان حال صور الخميني التي تزين شوارع صنعاء او النظر إليه على أنه سيصبح مستعمرة خليجية من واقع صور محمد بن زايد التي تعتلي سطوح بعض المنازل.
وأمام هذا وذاك…، ينظر المواطن اليمني إلى تلك الصور بنصف عينيه وكأنه يتوجس منهما خيفة مستقبل وطنه الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من التشطير أو الانفصال.
مخلفات سنوات الحرب العجاف ليست هي الكابوس الذي يؤرق مضاجع اليمنيين كلما أحس اليمني بحاجته إلى غفوة يتناسى خلالها همومه واوجاعه ومطالبه- إذ أن ما ينتظره في يقظته كفيل بنسف آماله وأحلامه التي يشاهدها وقد تحولت إلى عاصفة سوداء تذروها الرياح.
كيف لا والزغاريد التي كانت حكرا على ولائم الأفراح والاعراس قد أصبحت اليوم جزء اساسيا لإستقبال جثث القتلى في مقابر الاموات، ورياض الشهداء حد زعمهم .كيف لا وتلك الأغاني والاناشيد الوطنية التي رافقت إحتفالاتنا بأعياد التحرير والاستقلال قد أضحت اليوم زوامل وشيلات تحرك فينا الحنين إلى خلافة باذان وحقبة الكابتن هنزكيف، لا والموظف اليمني ينتظر نصف مرتب في العام الواحد بكل صبر وعزيمة وفوق ذلك يخشى هذا الموظف التعيس على سقوط إسمه من الكشف الوظيفي في حال إمتنع عن الدوام.
كيف لا والصمت الدولى والمؤامرات التي تحاك سرا وعلانية على هذا البلد هي الصوت المسموع الذي يصم أذان الأطراف المتصارعة والمتحاربة بإسم الله والوطن والوحده.
أيها السادة… ما يحدث في هذا الرقعة الجغرافية المغيبة تماما عن خارطه العالم هو اقل ما يمكن وصفه بجريمة حرب مكتملة الاركان ، كل الشواهد والبصمات والقرائن تشير إلى ضلوع اطراف الصراع في اليمن في خيانة سيكتب عنها التاريخ بقصد أو بغير قصد وسيقول التاريخ أيضا أن من جاء بإسم إنقاذ اليمن من أشقاء لطالما إعتبرناهم إخوان لنا في العروبة لا يختلفون عمن كانوا سببا في دمار اليمن وخرابها بإسم الولاية والخرافة إلا من حيث معدل الوجع والألم الذي يعتصر كل يمني يعاني من ويلات الغزاة والفاتحين.
- كاتب وسياسي يمني