#الحديدة .. وكارثة (تيتانيك)!؟ – يكتبها : محمد أنعم
معين برس | بقلم: محمد انعم
تستحضر ذاكرتك عند زيارتك للساحل الغربي، دائما الصور الفظيعة لأهوال #الحرب_العالمية الثانية.. حال الناس.. رجالا اطفالا نساء، يفطر القلب.. دمر الحوثة حياة أبناء تهامة بوحشية.. ومن كتبت له النجاة دفع جزء من جسده او عزيز من اقاربه.. أهذه تهامة.. لا تصدق عينيك …! لكن لا تنسى ان #الحوثي مر من هنا!
كل شيئ امامك أصبح مجرد أنقاض.. الدمار والحرائق في البر والبحر.. مزارع النخيل المحروقة، توجع القلب، لا تستطيع ان تتحمل المشاهد، فتهرب بنظرك للضفة الأخرى فترى قوارب الصيادين واكوخ التهاميين تحولت الى رماد.. وهكذا.. تشعر أنك تدور داخل محرقة مرعبة تشبه محارق النازية.. كل شيئ في الحديدة دمر، ولم يعد للناس من امل الا على حراس الجمهورية وابطال العمالقة والمقاومة التهامية..يثقون بانهم لن يتخلوا عنهم…
كم هي (إنسانية) مجلس الامن قبيحة، وانت تشاهد اهلك يقتلون بوحشية ليل نهار، بالقصف.. بالتجويع.. بالألغام.. بالمتفجرات بالحرمان من الغذاء والدواء.. وأصحاب ربطات العنق الانيقة يتحدثون عن الحل السلمي واتفاق السويد، ولا يتحركون لوقف الحوثة عن ممارسة الموت العبثي في الحديدة. لقد سقط أكثر من 600 شهيد وجريح من المدنيين منذ اعلان وقف إطلاق النار في 18 ديسمبر.. فعن أي سلام وحل سلمي يتحدث هؤلاء..؟؟
ان الأرقام التي يعلنها التحالف عن خروقات وقف إطلاق النار ومثلهم ما يزعمه الحوثة.. هذه الأرقام تؤكد ان الحرب في الحديدة طاحنة ، بينما نجد المبعوث الدولي يضلل مجلس الامن ويزعم في احاطاته عن تقدم في اتفاق السويد..
لقد حان الوقت لوقف هذه المهزلة.. فاما سلام وسلام.. او الحسم العسكري.. ويجب قول الحقيقة للجميع ليعرفوا ان اتفاق السويد وقرارات مجلس الامن وصلت الى طريق مسدود، ولم تستطيع حماية رئيس فريق المراقبين الدوليين من التحرك داخل مدينة الحديدة.. فكيف بحال مئات الالاف من المدنيين المختطفين لدى عصابة الحوثة.؟ ..كما لم يستطع المبعوث الدولي وبعد كل رحلاته المكوكية الى صنعاء اقناع الحوثة بالسماح للموظفين الدوليين بالوصول الى مطاحن البحر الأحمر ، وهنا لا نتحدث عن استحقاقات سلام شامل ، اوعن دورهم الاممي المفترض ان يقومون به في حماية المدنيين، واطلاق سراح المختطفين من أبناء الحديدة والمخفيين في سجون المليشيات المحتلة للمدينة..؟!!
صراحة ليس هناك جدية لإيجاد حل سلمي وتنفيذ اتفاق الحديدة، طالما والمبعوث الدولي اهتم بنقل لجنة تنسيق اعادة الانتشار وفريق المراقبين الى ظهر سفينة (أبو اللو) وترك الحديدة وأهلها يواجهون نفس نهاية الرحلة المأساوية للسفينة تيتانيك..الاتفاق وجد لإنقاذ حياة المدنيين ، لكن السيد جريفيث يبدو انه يفكر بنفس عقلية ربان السفينة تيتانيك ، يريد يتحرك في مهمته ولايهتم ان غريق الجميع ، فهو لا يكترث بموت أبناء الحديدة ، بدليل انه ما يزال يوهم الجميع
ان الشاطئ قريبا جدا.. بينما أسلحة الحوثة تحصد أرواح الأبرياء كل ساعة.. كان قبطان السفينة تيتانيك يتباكى ويصر على منح قوارب النجاة فقط للأطفال والنساء وهم (الأضعف) ليواجهوا الموت في وسط المحيط، اما السيد جريفيث فهو لا يرحم حتى أطفال ونساء الحديدة.. بل انه يصافح ايادي القتلة، في الوقت الذي يفترض ان يواسي أبناء تهامة الذين يتعرضون لحرب إبادة حقيقية..
ان على المقاومة المشتركة في الحديدة ان تتحمل مسؤوليتها الوطنية والدينية والتاريخية، وتوقف المهزلة وتعمل على حماية دماء وارواح أهلنا في الحديدة، فهذه معركتنا وإذا أراد المجتمع الدولي ان يضل يقف في كراسي المشاهدين، فذلك شانهم..
اليمنيون لم يجتمعوا في الساحل الغربي الا من اجل تحرير الحديدة واهلنا من عصابة الحوثي ، فهذه معركتنا وشعبنا قادر ان حسمها ..بعيدا عن من يريد ان يحول اتفاق السويد الى تيتانيك في الحديدة ..!َّ!