الصراع القادم ضمن معسكر جماعة الحوثي حتمي

مصطفى محمود

كان يمكن لحسين الحوثي أن يزعم أنه مالك أو “صاحب” السلطة وأنه لذلك يمتلك “الحق” في توزيع سلطته وكسب الولاءات الهاشميه أو توزيع السلطة بحسب الولاءات، وفق مبدأ أعطني سلطة وخذ ولاء في سته حروب خاضها الحوثي ضحۍ خلالها سراَ اغلب الهاشميون بالكثير..

بعد اجتياح العاصمه صنعاء 2014م بدأ التغير يطرأ على نظرة الهاشميين إلى السلطة الحوثية وعلى علاقتهم بها، مع استمرار المقاومة اليمنية وارتفاع كلفة الحفاظ عليها أمام إقدام غالبية اليمنيين وعزمهم على اسقاط السلطه الحوثيه، بدأ الهاشميون الموالون يدفعون فاتورة الحفاظ على السلطة الحوثيه من دمائهم وأرواحهم بوتيرة متصاعدة. الأمر الذي جعلهم ينظرون الآن، بعد أكثر من تسع سنوات إلى سلطة الحوثي على أنها من إنجازهم خصوصا بعد اعلان التحالف ايقاف الحرب بشكل نهائي، أي إنهم الهاشميون بعد هذا الزمن القاسي وبعد النجاح النسبي في الحفاظ على سلطة الحوثي، هشّموا فكرة التسليم بأحقية الحوثي في السلطة، لصالح تصور جديد يرون فيه إلى أنفسهم على أنهم شركاء في السلطة التي يلمسون كل يوم إنها من إنتاجهم وبالتالي ينتظرون ثمارها.

على هذا سوف تصطدم أحادية “الحوثي ” في حيازة السلطة مع الهاشميين جماعية جهد الحفاظ على السلطة.» وسنجد أن الطبيعة الاحتكارية للحوثي سوف تتعرض لضغط شديد من جانب الأُسر الهاشميه التي دافعت عن السلطة وينتظرون المشاركة في امتيازاتها.

مئات الأسر الهاشميه التي قدمت شهداء وجرحى ومفقودين في قضية الحفاظ على السلطه الحوثيه لا يمكنها القبول بالتهميش مجدداً من سلطة ضحوا للحفاظ عليها. خصوصا بعد توقف الحرب وشماعه العدوان.. فهم يدركون أن أبناءهم لم يذهبوا ضحية حرب “وطنية” ضد مستعمر أو محتل، بل في صراع “داخلي ضد “دمر البلاد لأن الحوثي اسقط دوله اليمنيين و تحدى إرادتهم… لو كان الحوثي حسم الحرب سريعاَ بفترة وجيزة، ولم يتحمل الهاشميون هذا الحجم من الخسائر البشرية وحقد اليمنيين ضدهم ووجلهم من المستقبل لقبلوا ان يظلوا موظفين لدى سلطة الحوثي.

لكن اليوم يختلف المشهد من حيث الاتساع والعمق، من حيث حجم الضحايا ومشاركة الهاشميون في الدفاع عن سلطة الحوثي مشاركة واسعة تشبه النفير العام في إطار ما سمي اللجان الشعبية اولاً ثم الجيش اليمني والامن وفي كافة مؤسسات الدولة ومرافق الحياة اليمنية.

وإذا كانت السلطة الدينية في نطاق مديرية واحدة في صعدة قد ولدت الصراع بين الأخين بدر الدين الحوثي وعبدالعظيم الحوثي فإن الحرب الشاملة التي قادها عبدالملك الحوثي للحفاظ على سلطته سوف تولد صراعاً جديداً داخل جماعة الحوثي نفسها محركه الأساسي هو التوتر أو التناقض بين اتساع دائرة الهاشميين المشاركين في حماية السلطة الحوثيه وبين ضيق ومحدودية دائرة الهاشميين الذين يحوزون على امتيازات السلطة الحوثية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى