الممثل الدرامي، وأهم صفاته!
صالح الصالح *
هو شخص ملهم متميز عن غيره بموهبة تجعل منه فردًا قادرا على لعب الأدوار و تقمص شخوصها النمطية، التى تعرف بصفاتها الخارجية العامة ، وهو الذي يستطيع تجسيد الشخصيات المركبة المختلفه ذات الكثافة النفسية العالية ويعيشها بصفاتها و أفعالها بكل أحاسيسه ومكوناته ويعبر عنها بجميع أسسها و تفاصيلها محققًا الإقناع لدى المشاهد ، في أي نوع من أنواع الدراما التراجيدية أو الكوميدية سواءً على المسرح أو التلفزيون أو السينما.
- صفات الممثل الناجح :
1- أن يكون مدركًا أن الفن مسؤولية، وبالتالي لا بد أن يتمتع بمستوى عالي من الأخلاق و الإيجابية المحببة لدى المجتمع ، فهو المقرب من قلوب الجميع ، و محط أنظارهم وقدوة محبيه ، لأنه بنظرهم مجموعة من القيم النبيلة التى تضفي للحياة معنى و متنفس جميل.
2- أن يكون كامل الجسد و الحواس سليم العقل و النطق.
3- يمتلك حسا فنيا فطريًا عاليًا ، إلى جانب الخبرة العلمية المكتسبة من التعليم و المؤهلات الدراسية العامة و النوعية .
4- أن يحظى بمؤهل مهني ، من أحد معاهد الفنون المسرحية أو اي تخصص في مجال التمثيل الدرامي التلفزيوني أو السينمائي .
5- إذا لم يكن متخصص أكاديميًا في هذا المجال، يجيب عليه الحصول على شهادات ست دورات تدريبية على يد متخصصين في مجال فن التمثيل يتعلم فيها الجوانب العملية الأساسية في فن الممثل ( تمارين الصوت – الإلقاء – لغة الجسد – الارتجال – الفرضيات المشهديه – الأنماط – تمارين الليونة – بناء المشهد – لعب الدور و تجسيد الشخصية – أساسيات المكياج الدرامي – وظائف المؤثر البصري و السمعي – مواجهة الجمهور و كسر الخجل – الوقوف أمام الكاميرا و التعامل مع تقنيات الإنتاج – وظائف الديكور و الاكسسوارات).
وإن يتعلم في الجانب النظري المعرفي: ( أخلاقيات المهنة ، تحليل النص – بناء الشخصية – تعاريف المفردات الدرامية – مدارس فن التمثيل – مبادئ علم النفس – اسس بناء السيناريو – قرأة العرض ).
و يعد هذا ضروريا للممثل فقد أجمع المتخصصون في هذا المجال أن الموهبة تمثل 5% فقط من تكوين الممثل .
6- أن يتمتع الممثل بثقافة عالية ، على المستوى المهني و المستوى العام ، فالممثل الضعيف معرفيا لا يتطور مهنيًا و يسقط في نظر جمهوره .
7- سرعة البديهة في التفكير و اللباقة في سرعة الرد بمهارات تحدث عالية .
8- أن يجيد مهارات القراءة و الإطلاع على كل ما هو جديد ، في عالم الفن و التمثيل .
9- قبول النقد البناء و تفهم رأي المشاهد والعمل على تطوير مهاراته بشكل مستمر .
10-, القدرة على الفصل بين هويته و هوية الشخصيه التى يجسدها .
11- التمتع بمهارات تواصل عالية و شخصية جذابة و ثقة بالنفس قوية .
12- الإحساس وقوة التركيز و سرعة تذكر الاشياء و سرعة استرجاعها .
13- القدرة على إيجاد العلاقات الذهنية و منطقية الإحساس و القدرة على التحليل النفسي ، فإذا لم يكن لدى الممثل هذا مدخر في داخله ليخرج منه هذه الأشياء عند القيام بأي دور فهو ليس ممثلا .
14-,العقل و الجسم النشط الذي تكمن فيه القوة الديناميكية لتكوين الشخصية .
15-,تبني الدور الذي يقوم به و الإخلاص له بإحساس صادق وصولًا إلى الاتقان وهذا ما يسمى الموهبة الفنية .
16-, الإدراك بما يدور في الحياة و يخضعها في خدمة الدور الذي يقوم به إحساسا و شعورا .
17-, يدرك أن الإحساس و الانفعالات تتولد من تلقاء نفسها و لا يحتاج إلى تصنعها و التكلف بتمثيلها.
18-,الإلمام التام بالشخصية وأبعدها النفسية وصفاتها الخارجية و دراسة أفعالها و دوافعها و علاقتها بالمكان و الزمان و الشخصيات من حولها وتكوين بناء واضح لها ، يساعد على تجسيدها و إتقانها .
19- القدرة على التكيف والعمل ضمن فريق واحد تحت قيادة مخرج العمل والدفع نحو إنجاز العمل و نجاحه .
20- القدرة على تحمل ساعات العمل الطويلة و التغلب على ظروف العمل الصعبة .
21- يتقن مهارات الحفظ و الاقناع و التحدث بطلاقة و الاستماع الجيد .
22- انتقاء العمل الذي سيشارك فيه بعناية و مدى ملائمته لشخصيته و أخلاقه و رصيده الفني و التفكير في قيمة العمل الفكرية و الموضوعية ، فالممثل الذي يحترم جمهوره لا ينجر وراء الأعمال الهابطة من أجل الكسب المادي على حساب قيمه ومبادئه المهنية .
23- أن لا يطلب من حد تلميعه بل يترك ذلك لجمهوره فإتقانه و إجادته لفنه هي التى تتكلم عنه و تجعل له المكانة التى يحلم بالوصول إليها .
هذه لمحة عن ماهية الممثل الصفات التى يجيب أن تتوفر فيه ليكون مستعدًا لدخول عالم التمثيل الدرامي .
وفي الحلقة القادمة سوف أتحدث عن إعداد الممثل، ابتداءً من التجارب الفردية إلى أن أصبح لإعداد الممثل أكاديميات متخصصة ترشد موهبته و تكسبه الخبرة و المهارة و تعطيه الدروس العملية و النظرية التى يستطيع من خلالها أن يصل الى احتراف فن التمثيل ، كما سنتحدث عن التجارب الكبيرة في فن التمثيل من تجارب الروسي استانيسلافسكي والالماني و برتولت برخت و ميرخولد .. وصولًا إلى أهم الأكاديميات و المعهد الفنية المعاصرة في العالم و الوطن العربي.
- مخرج يمني