آزال الصباري تكتب عن| التمييز بين الأبناء.
آزال الصباري *
لفتت انتباهي فقرة على الماشي مع مايا و أثارت عندي موضوع يستحق النقاش… قالت الضيفة أنها تحب أولادها الذكور وتفضلهم على الأناث، حاولت مايا أن تستوضحها عن السبب، فقالت لما تجيها بنت تتشائم بمعنى كلامها، وأنا بصراحة أمقت هذه النظرة، ليس لأني امرأة تعيش في هذا المجتمع فقط، بل لأن هذه النظرة هي السبب في هشاشة المراة وضعفها، وهي السبب الذي يجعل المرأة سهلة الكسر سريعة الاستسلام وفريسة سهلة للأنفس الشريرة.
وإن حضيت الابنة بالاهتمام إلا أنه غالبا ما تقدم الأسرة النصيب الأكبر من الاهتمام والرعاية للابن، فيكون له نصيب الأسد من العطاء والرعاية والتشجيع، وذلك ما يجعل الابن مستقبلا واثقا من أفعاله، يسير فلايتعثر كما تتعثر الفتاة ولا يحتاج لمن يسنده في كل صغيرة وكبيرة، بينما الفتاة تظل تمشي خلف الحائط،ومن السهل أن تُستغل وتتعرض للأذية، لذلك أقول دائما أن أي نجاح تحققه المرأة هو كبير مقارنة بالنجاحات الكثيرة التي يحققها الرجل فنجاح المرأة أمر قد كلفها الكثير والكثير، في حين نجاح الرجل أقل تكلفه وأقل عناء.
هناك أمور كثيرة تجعل نظرة التفرقة والتمييز بين الأبناء قائمة ومتوارثة بل تتعامل معها الأسرة كنص دستوري، من تلك الأمور أن الابن هو من يحمل اسم أبيه ويحافظ على نسل عائلته ولاتستطيع الابنة أن تصنع ذلك، فتجد ذلك الرجل الذي قد انجب البنات لمرات ثم يأتيه ولد فيقول لمولوده الذكر وأخيرا لقد انتظرتك طويلا، يقولها أمام الجميع أمام بناته، نعم يسمعن ذلك من الأب، لا أعتقد أن بناته حين يسمعن ذلك لن يتأثرن ولن يشعرن بالحسرة، من يقول أن الأمر عادي فإنه يكذب، الفتاة تنكسر حين تسمع ذلك،وما أكثر العبارة التي تسمعها الفتيات من أسرهن، حين تسأل البنت مثلا ” ليش مصروفه أكثر من مصروفي؟ ” أو تقول “ليش أعطيته أكثر مني؟” يكون الرد “هو رجال وأنت بنت”
هذه عبارة شائعة تقال بعد كل سؤال وكل نقاش.
لماذا؟ تظل الأسرة الشرقية وخصوصا اليمنية تتشائم من الأناث، وإن لم تتشائم في يوم ولادتها فإنها تقمعها حين تكبر، وتفاضل بين الذكور والإناث فتمنح الأبناء الثقة والدعم بينما تحيط الفتاة بالخوف والقلق والتشكيك بكل تصرفانها، قد يثير حديثتي غضب البعض، لكنه الواقع، إنه تشائم مركب ومعقد، فالمرأة وهي أنثى تتشائم من البنات، وتظل تقلل من قيمتها بقصد أو بغير قصد، حين تحمل المرأة ويكون حملها متعبا تتكهن أن في بطنها أنثى، تبدأ المرأة بلوم البنت ولاتزال جنين في أحشائها، والعكس مع الجنين الذكر، من الأمور المضحكة التي تتبادلها النساء كدليل على أن الابن الطفل أجمل تقول الجدات أن بول الطفل الذكر لارائحة له بينما بول الطفلة له رائحة تزعج الأنف، لا أدري كيف توصلن لهذا الا ستنتاج الخطير، والأمر في الأخير هي أحكام مسبقة تتحكم بعقول الجدات.
إن النساء اللاتي يفضلن أبناءهن الذكور، كهذه الضيفة مثلا فالمسألة برأيي ليست حب،بل هل تفضيل مكتسب بالوارثة، وهو نتاج للتربية التي نشأت عليها، تقول ضيفة الحلقة “ما احب البنات لأنهن مظلمومات، في الحقيقة هي تحب بناتها كما تحب أبنائها لكنها تكره الظلم، وتكره أن ترى ابنة لها تعاني وتقاسي، هي تحب أن ترى أبناءها أقويا وذلك لن يكون إلا لأبنائها الذكور، وهذا سبب من مبررات تفضيل النساء لأبنائهن الذكور،لم تدرك هذا السيدة أن حديثها هذا يجل بناتها أكثر عرضة للظلم.
- من حائط الكاتبة في فيسبوك