البسارة يكتب| الإتفاق على نقاط الإختلاف..!!
زياد البسارة *
إمتدادا لسلسلة لقاءات سرية ومكثفة بين طهران والرياض في أماكن عدة قوامها التردد والحذر والفشل في نهاية المطاف للتوصل إلى ما يمكن وصفة بالإنفاق على نقاط الإختلاف لا أقل ولا اكثر لولا ذلك الإتفاق الذي قدر لة النجاح برعاية صينية،،،، يجري الحديث حاليا عن سلسلة لقاءات بين طهران وصنعاء برعاية عمانية للتوصل إلى ذات الإتفاق الذي لن يختلف كثيرا عن الأول إلا من حيث بعض التفاصيل والخصوصيات المرتبطة بكل طرف.
نجاح الدبلوماسية الصينية أخيرا وبشكل مفاجئ من ترتيب لقاءات ثنائية مكثفة بين مسؤولين سعوديين وايراينيين قاد في النهاية إلى إعلان بيان مشترك عن الجانبين يتحدث عن إمكانية التوصل إلى إتفاق تاريخي قد يطوي- شكلا ليس موضوعا – على عقود من القطيعة والحرب الباردة المشتعلة بين طهران والرياض على أراضي خارج المحيط الجغرافي السعودي والإيراني على حد سواء ،،، اذ أن تفاصيلة ما تزال حبيسة جسور الثقة التي تتعرض إلى الانهيار الجزئي او الكلي بين الحين والآخر .
حتى الآن ، ليس هنالك من خطوات جدية يمكن المراهنة على مستقبل صمود هذا الإتفاق في وجة العواصف الاقليمية والأعاصير الدولية ، سوى ما ظهر إلى حيز التنفيذ من رغبات ثنائية ” لها ما يبررها ” بين طهران والرياض من قبيل اعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وفتح السفارات والقنصليات وهذا ما يجري القيام بة منذ بداية شهر رمضان على أيدي مسؤولين من كلا الجانبين،،لكن يظل ما يمكن أن يترتب على هذا الإتفاق ” إن نجح فعلا” في قدرة الرياض وطهران على السيطرة والتأثير على خلاياها وجماعاتها الموالية لها في أكثر من جبهة حرب مفتوحة بالوكالة على امتداد الخارطة العربية.
الإتفاق الذي بدأ يمهد لسلسلة اتفاقات مشابهة بين إيران وجيرانها الخليجيين يكاد أن ينعكس في المقابل على سبل التوصل إلى إتفاق بين الرياض وصنعاء بعد ثمانية أعوام من الحرب الدائرة في اليمن بدعم وتمويل سعودي وايراني على حد سواء ،، ومع وصول وفد عماني خلال اليومين الماضيين إلى صنعاء يظل الحديث أكثر عن مضامين ومحددات هذا الإتفاق ” ان نجح فعلا هو الاخر” هو الشغل الشاغل للشارع اليمني الذي يتخبط ما بين املة في نجاح هذا الإتفاق الذي يعول علية نهاية الحرب في اليمن ولو كان ذلك على حساب الإعتراف الاقليمي بالحركة الحوثية كسلطة أمر واقع في الشمال اليمني، وبين خيبة املة من احلام عودة الشرعية اليمنية الممثلة لإرادة الشعب واستعادة الدولة اليمنية ..
نعلم أن نجاح كلا من بكين ومسقط في ترتيب هذة اللقاءات ومن ثم الإعلان عن فرص نجاح الإتفاق بين طهران والرياض من جانب وبين الرياض وصنعاء- مبني على حاجة كلا من الرياض وطهران إلى جهود هاذان الوسيطان في ظل انشغال أقطاب النظام العالمي الحالي بالصراع على الأراضي الاوكرانية ،، ومع ذلك تستوقفنا علامات استفهام كثيرة حول فرص نجاح هذة الاتفاقات خصوصا مع تضارب التوجهات السياسية والدينية والفكرية التي تقوم عليها الانظمة الحاكمة في كلا من السعودية وإيران وصنعاء التي إنظمت مؤخرا إلى محور المقاومة ” الشيعي” ، ولا ندري فيما اذا كان هذا الإتفاق سيضمن عودة نظام صنعاء إلى الحضن السعودي العربي أما أنه سيستمر ولاءها لإيران بموافقة سعودية
منذ إنطلاق صافرة الحرب في اليمن وحتى هذة اللحظة والجميع يؤكد ويكرر أن لا سبيل لوقف نزيف هذا الصراع الذي يدفع فاتورتة الشعب اليمني من مخزون ثرواتة ومن لقمة عيشة – إلا إذا توصلت الأطراف الاقليمية المحركة والممولة لهذة الحرب ” طهران والرياض ” – إلى إتفاق على انهاء هذا الحرب وفق أي صيغة- يبدو أن الحكومة الشرعية لن تكون جزء منة – على اعتبار أن دور الأطراف اليمنية المنخرطة في هذا الإتفاق لن يتعدى مباركة ومن ثم تنفيذ تعليمات طهران والرياض بحذافيرها ،، ولا يملكون سوى أن يلعبوا دور الخادم المطيع في مثل هكذا إتفاق سلما او حربا..
نتمنى أن لا يحدث ذلك…..
* من حائط الكاتب في فيسبوك