تغاريد غير مشفّرة 1 – 11 | تراجع وإنحدار غير مسبوق!!

أحمد سيف حاشد *

(1)
طلاق!!
‏تيئيس الناس من الرواتب، والإجهاز على ما بقي لهم من أمل، يعني أنك تستنفذ صبرهم، وتحاصرهم وتعدم تعدد الخيارات أمامهم، وتدفعهم دفعا إلى المواجهة، وربما الانقلاب أو الثورة عليك عند أول لحظة أو فرصة ستأتي لهم.. إنك فقط تضاعف احتقانهم ضدك، وهو احتقان طويل وكبير، وستأتي القشة التي تقسم ظهر البعير .

(2)
تم تعطيل لجنة الحريات وحقوق الإنسان في مجلس نواب صنعاء أكثر من ستة أشهر من عملها الميداني، ولم يتم تدخل رئاسة المجلس لوقف هذا التعطيل، رغم طرحنا المتكرر والمرير، وفي ظل هامشية ومحدودية ما هو متاح لنا من عمل رقابي على السجون.

أكتفى المجلس وأعضائه بقرار تكليف لجنة الحريات وحقوق الإنسان باستكمال زيارتها الميدانية للسجون، وإلزام وزارة الداخلية ومصلحة السجون بتسهيل مهمتها، فيما أكثر من ستة أشهر من تعطيل عمل اللجنة الميداني يراه المجلس وهيئة رئاسته بالأمر الهين الذي لا يستدعى تحقيق أو إنفاد لقانون.

(3)
كان يفترض أن يوصي المجلس على الأقل بما أوصت به اللجنة وهو التحقيق، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من أعاق ومنع لجنة الحريات وحقوق الإنسان في المجلس من زيارة السجون وممارسة سلطتها الرقابية الميدانية، ومهامها الدستورية والقانونية، ولكن هذا المجلس الخاضع نجده أقل حتى من أن يثبت ما بقي له من وجود شكلي، ولذلك لم يتم تنفيذ أو إقرار توصية اللجنة بالتحقيق والإحالة واتخاذ ما يوجبه الدستور والقانون.

لذلك يأمن منتهكو القانون من المساس بهم فضلا عن العقاب، وسيستمر الحال بصيغة أو بأخرى بالإنحسار طالما لم نر ردعا أو حتى عتاب خائف.

بذلك يضع المجلس نفسه حيثما شاء، وقد وضعها كعادته تحت قاع، ودون هامش.. مجلس وجد ليطيع لا لينتزع الحقوق له ولغيره، ويرفع المظالم عن مواطنيه.

(4)
وضعوا أيديهم بثبات على القرآن، وأقسموا اليمين بالله العظيم أمام الأشهاد، بأنهم سيحافظون على الدستور، والقانون، والنظام الجمهوري والوحدة والسيادة والاستقلال ثم ما لبثوا أن حنثوا بأيمانهم بتكرار وإمعان.

آخر مشاهدة هكذا حال عندما أشترط القانون أن يحضر للرد على السؤال أو المساءلة أو الاستجواب الوزير أو نائبه لا دونهما.. فيحضر دونهما ولم يعترض أحد من أعضاء المجلس إلا ما ندر..
مسيرة قرآنية ولكنهم أكثر جرأة على نكث أيمانهم وعلى القرآن الذي وضعوا يوما أيديهم عليه وهم يقسمون اليمين، فقسموا ظهره وهم غير عابئين.

(5)
الوزير أو نائبه يجب أن يحضر إحداهما إلى المجلس؛ لأنهما المعنيين وفق قانون المجلس بتنفيذ التوصيات أو الرد على الإحاطة، غير أن الذين أتوا إلينا ليس لهم قراراً أو قولاً فيما نحن بصدده.

أكثر من ستة أشهر نريد أن يحضر أحد المعنيين لمناقشة الإحاطة المقدمة من اللجنة، والمعنيين هنا الوزير ونائبه وفق للائحة المجلس، والأمر في جوهره مسائلة، فيما الذين حضروا غير معنيين، وليس بأيديهم حل ولا عقد.

(6)
في فترة سابقة طلبنا رئيس الأمن والمخابرات للحضور إلى لجنة الحريات، ولكننا فشلنا بسبب ضعف وهشاشة هيئة رئاسة المجلس، فيما استطعتُ بمفردي في عهد سابق استدعاء واستجواب غالب القمش رئيس جهاز الأمن السياسي، ومعه نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع د. رشاد العليمي..!! إننا نشهد تراجع مستمر وخذلان أكبر وعلى الدوام من قبل رئاسة المجلس.

لماذا تصرون على الاستكبار في وجوهنا، ولا تحاولوا أن تتواضعوا، أو على الأقل تتصنعوا التواضع، لعلكم تكسبوا ذكراً حسناً إن أتى القادم بما هو أقبح مما نعيشه اليوم، ونقول فيكم ما نقوله اليوم على غالب القمش.
واعلموا أن دوام الحال من المحال.

(7)
كلما نريده منكم هو الالتزام بما بقي لنا من دستور وقانون، وقليل من التواضع، ومراعاة الحريات العامة وحقوق مواطنيكم، وقليلا من التواضع أمامهم حتى وإن تصنعتموه.

ومن أعضاء مجلس النواب نطلب الالتزام بالدستور والقوانين قبل الحكومة، وأقل من القليل شجاعة تكفي، واستذكار ما وضعتم أيديكم عليه وهو القرآن الكريم الذي توغلون بكسره والتحدث عنه.

(8)
في الأمس القريب كان وزير ثقافة صنعاء يتحدث عن الوضع المزري، وعن مخطوطات مندثرة تعرضت للرطوبة، والأرضة، وعوامل الطبيعة، وعن 15 ألف مخطوطة مرمية بمخزن، وعن مائة وستين ألف قطعة من أهم القطع الأثرية غير موثقة وغير مؤرشفة وغير مسجلة..!!

واليوم الباحث المهتم بتتبع ومراقبة الآثار المهربة من اليمن عبدالله محسن يتحدث عن العثور على مومياء أثرية في مقلب قمامة في أمانة العاصمة !

ماذا يعني هذا..؟!! وما دلالة أن نجد موميا عمرها آلاف السنين في مقلب قمامة؟!!

أنه لذابح ومؤلم أن يصل حالنا إلى هذا الحد من، وأكثر منه تلاشي ما بقي لنا من تاريخ ووطن.

(9)
شعب منكوب وثروته منهوبة:
طبقا للبيانات المسلمة من وزارة النفط بصنعاء لمجلس نواب صنعاء في يناير 2023م:

من عام 2009 إلى عام 2013م الحكومة تحصل على 69 سنتاً (أقل من واحد دولار أمريكي) مقابل بيع كل مليون وحدة حرارية من بلحاف.

يا حرجاه يا بلاشاه..

فيما تراوحت أسعار بيع الغاز الفعلية من 12 دولار للمليون وحدة في 2009م إلى 16.5 دولار للمليون وحدة حرارية عام 2013م، وفقا للمعادلة العالمية لتسعير الغاز الطبيعي.

إنه جانب واحد فقط من خسائر تكبدتها اليمن في عقود بيع الغاز..
هذا ما كشفه لنا أيضا أحد خبراء النفط.

(10)
بمناسبة يوم المرأة العالمي
كامل تضامني مع الإنسانة انتصار الحمادي

لا زلت أقاوم الإرغام والذود عن حقوقي كإنسان..
والذود عن حقي في الرأي والتعبير، وأنافح دفاعا على من تنتهك حقوقهم في الرأي والتعبير، وغيرها من الحقوق.

ليست فقط السلطة وحدها هي من تريدك تفكّر كما تفكر هي، بل أيضاً المجتمع أحيانا يعمد إلى قمعك، ويريد أن يستحوذ على إرادتك لتكون مفردة في قطيع.

النجومية الزائفة المصنوعة بإعلام تافه تتعالى عليك وهي مشبعة بعبث التفاهة والسقوط.. والنخب مشوهة الوعي، وممسوخة الضمير، تريد أن تفرض وصايتها عليك..

لا زلت أقاوم كل ذلك منذ صرت راشدا بل وقبل أن أكون رشيد..
أشعر أن الوسط الذي أعيش فيه كل يوم يمارس إجباري أو يحاول إرغامي أن أكون أنا وحدا منهم حد التماهي أو التحلل.

لازلت أقاوم وأتمرد على محاولة التدجين والاحتواء التي تحاصرني وتحاول أن تمسخني أو تختزالي في “س” أو “ص” من الناس.

اليوم وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة أعرب عن كامل تضامني مع الفنانة الإنسانة انتصار الحمادي التي قاومت وتقاوم الابتزاز بخمس سنوات طوال من السجن والعذاب والألم، لا أكبر منها إلا الادعاء أن في هذه البلاد التعسة وزارة اسمها “وزارة حقوق الإنسان” يرأسها وزير مراوغ.

(11)
قل ما تراه صحيحا ولا تكترث بالمسفهين طالما أنت تمارس حقوقك.. أحيانا يأتي موقفك ورأيك صادماً للكثيرين حتى وإن كان صحيحاً، فينتفض البعض ضدك ويخاصمك ويعاديك، وبعضهم يفجر بالخصومة ولا يلتمس لك حق أو احتمال صواب.

المهم أن تقف وتمحص ما تراه صواباً أو احتمال صواب ولا تكتمه أو تتنازل عنه لخاطر فلان.. قل ما تراه صواباً؛ فإن كان صواباً سيأتي اليوم الذي يعرفون صوابك ويقدرونه، وإن كان خطأ فأنت تمارس حقك في التعبير والرأي والافتراض، وهو بتقديري حق أصيل لك، ومن المهم أن تتراجع عنه عندما تكتشف خطأ أو خطل.

الدين يقين لديهم وقد خلطوا بين العادات والعبادات.. عندما تدحض مسلمة في الوعي ينتفض العالم في وجهك لأنك تتعدى أو (تعتدي) على ما هو راسخا وسائدا في ذهن الناس، ولكن بمرور الوقت ربما يكتشف الناس ما كانوا يجهلونه.

جاليليو قال فرضيته عن الأرض والشمس والكون فتمت محاكمته أمام محكمة التفتيش الكنيسية بتهمة (الهرطقة) وأرغم على التنازل عن فرضيته التي دللها بالبراهين، ولكن في 2008 قام الفاتيكان بإتمام تصحيح أخطائه تجاه جاليليو وكرمه بوضع تمثال له داخل جدران الفاتيكان جميلا وعرفانا له.

المهم والشاهد هنا هو : قل ما تراه صوابا، ولا تكترث بسفهاء القوم ..

  • من حائط البرلماني حاشد على فيسبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى