عضو سابق في فريق الخبراء: واشنطن لا تمتلك وسائل لإيقاف حرب اليمن وإدارة بايدن تعلم بتلاعب الحوثيين بالمساعدات
معين برس- ترجمة خاصة بخبر للأنباء:
كشف معهد دول الخليج بواشنطن، عن خبير أممي سابق، رغبة الولايات المتحدة في إنهاء حرب اليمن، لكنها لا تمتلك وسائل حقيقية لتحقيق هذا الهدف، مشيراً إلى أن نية السيناتور الأمريكي “ساندرز” في سحب مشروع قرار “سلطات الحرب” وتبادل المعلومات الاستخباراتية الأمريكية، وصيانة قطع غيار طائرات التحالف، كان سيمنح الحوثيين طريقاً معبداً للاستيلاء على مأرب، والمناطق النفطية، وانسحاب السعودية لن ينهي الحرب وإنما سيضمن انتصار الحوثيين في الشمال وقد يكون في جميع أنحاء اليمن.
وقال جريجوري جونسن -عضو سابق في فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن، إنه “في 13 ديسمبر، أعلن السناتور الأمريكي بيرني ساندرز، نيته سحب مشروع قرار “سلطات الحرب” المقترح بشأن اليمن، وواجه القرار الذي دعا إلى إنهاء تبادل المعلومات الاستخباراتية الأمريكية وصيانة وقطع غيار طائرات التحالف بقيادة السعودية، معارضة شديدة من البيت الأبيض والتلويح باستخدام الفيتو”.
وبحسب معهد دول الخليج بواشنطن، يرى الخبير الأممي السابق جونسن، أنه “من نواحٍ عدة، يمثل الجدل حول مشروع قرار ساندرز، رمزاً لأحجية اليمن الأوسع بالنسبة للولايات المتحدة: إذ تريد واشنطن إنهاء الحرب في اليمن ولكن ليس لديها وسائل حقيقية لتحقيق هذا الهدف، والخيارات السياسية القليلة المتاحة لديها من المحتمل أن تجعل الوضع أسوأ”.
واعتبر جونسن، “قرار ساندرز قديما وبعيدا عن الواقع على الأرض في اليمن”، مؤكدا انه “مثل الكثيرين في واشنطن، يريد ساندرز رؤية نهاية للحرب في اليمن، والتي غالبا ما توصف بأنها “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، لكن قراره كان من المحتمل أن يوسع الحرب بدلا من إنهائها”.
واشار إلى أنه “من خلال قطع المعلومات الاستخبارية والصيانة وقطع الغيار عن القوات الجوية السعودية والإماراتية، ستساعد الولايات المتحدة الحوثيين بشكل فعال في محاولاتهم للاستيلاء على مأرب وحقول النفط والغاز في المحافظة”، مؤكدا انه “على مدى العامين الماضيين، انخرط الحوثيون في هجوم في مأرب بهدف إنشاء قاعدة اقتصادية لدولة الحوثيين المستقلة”.
وأكد أن القوة الحوثية سحقت بسلاح الجو للتحالف والقوات المقاتلة على الأرض، وأن نيتهم السيطرة على مناطق نفطية، فبينما كانوا يزحفون نحو مأرب، توسعوا باتجاه شبوة. فليس هناك ما يمكن له ان يرضي رغبة الحوثيين.
الاستيلاء على اليمن
وبصورة أوضح قال جونسن: على الرغم من بعض المكاسب الكبيرة إلى حد ما في عام 2021، فقد تم سحق الحوثيين إلى حد كبير بواسطة القوة الجوية وقوات العمالقة على الأرض. ولذا كان قرار “صلاحيات الحرب” لساندرز سيزيل هذه العقبة وسيمنح الحوثيين طريقا معبدا للاستيلاء على مأرب.
ويكشف عن شهوة الحوثيين النفطية والغازية التي تنفي المزاعم الانسانية أو الحقوقية للمليشيا، يؤكد جونسن: “ما زاد الطين بلة هو ليس هناك ما يضمن رضا الحوثيين بمأرب فحسب، ففي عام 2021 عندما كان الحوثيون يستولون على أراض في مأرب، انتقلوا أيضا إلى شمال شبوة، مهددين محافظة أخرى منتجة للنفط والغاز”.
وينظر جونسن إلى أن سيطرة الحوثيين على شبوة، حال وقع ذلك، ستترك أبعادا اخرى “إذا استولى الحوثيون على شبوة، فإنهم سيفصلون عدن عن حضرموت. ومن وجهة نظر الولايات المتحدة، فإن الشيء الوحيد الأسوأ من استيلاء الحوثيين على شمال اليمن هو استيلاؤهم على اليمن بالكامل”.
ويتفق جونسن مع آخرين في ابعاد سياسة الولايات المتحدة بشأن قرار السناتور ساندر، واستخدامه كاجراء تأديبي للرياض، وان حمل وزرا على اليمنيين.
يقول جونسن: يبدو أن قرار ساندرز، كما أشار إليه مراقبو اليمن، مثل كاثرين زيمرمان من معهد أمريكان إنتربرايز، يهدف أيضا إلى معاقبة السعودية على “خطاياها في الماضي”، بما في ذلك مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في عام 2018م.
ويجدد التأكيد على أن “الانسحاب السعودي لن ينهي الحرب في اليمن، بل قد يوسعها في واقع الأمر، حيث تتدافع الجماعات المسلحة اليمنية المحلية لتأمين أكبر قدر ممكن من الأراضي والسيطرة عليها. بالتأكيد سيضمن ذلك انتصار الحوثيين في الشمال، وربما حتى في جميع أنحاء اليمن”.
وأضاف: مباشرة بعد أداء بايدن اليمين الدستورية في 20 يناير، كان على إدارته اتخاذ قرار ورفعت الحوثيين من قائمة الارهاب. علمت الولايات المتحدة أن الحوثيين يتلاعبون بالمساعدات الإنسانية القادمة إلى البلاد ويعسكرونها، ويحولون المساعدات إلى مؤيديهم ويستخدمون وعود سلال الغذاء كجزرة لحث الأسر على المساهمة بالمقاتلين -بما في ذلك الجنود الأطفال- في قضيتهم. لكنها كانت تعلم أيضا أن ترك التصنيف والعقوبات سارية المفعول من شأنه أن يحد بشدة من وصول المساعدات الإنسانية إلى البلاد ومن المحتمل أن يؤدي إلى آلاف الوفيات التي كان من الممكن تفاديها.
ولفت إلى ان القرار بدا “بالنسبة للبعض وكأنه قرار مؤيد للحوثيين ومعاد للسعودية، تماما كما بدت معارضة إدارة بايدن لقرار “سلطات الحرب” لساندرز قرارا مؤيدا للسعودية”.
لكن في الواقع، كلا القرارين هما ببساطة نتاج للغز اليمن الذي تجد الولايات المتحدة نفسها عالقة فيه، حيث تفتقر الولايات المتحدة إلى النفوذ للضغط على الحوثيين للتفاوض بحسن نية، والإجراءات القليلة التي يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة من شأنها أن تجعل الحرب أسوأ وليس أفضل.
هكذا ينظر الخبير الأممي السابق جونسن، إلى الاجرائين الحوثيين فيما يخص ملف حرب اليمن، و”نتيجة لذلك، تجد الولايات المتحدة نفسها، كما فعلت في اليمن طوال العامين الماضيين، في حالة من الشلل السياسي، لديها عدد قليل من الخيارات القابلة للتطبيق باستثناء الحفاظ على الوضع الراهن الهش والأمل في حدوث اختراق ما”، حد تعبيره.