#الكحلاني وإخوانه
معين برس – بقلم: سام الغُباري *
لطالما سألت نفسي الأمارة بالسوء : من أين جاء الكحلاني؟ إسم غريب مشتق من الكحول، ربما .. يثملك ويتركك تطوح بجسدك في الهواء ، ترقص كالأبله ، وقد ابتلع عقلك . أحمد الكحلاني يدعوك إلى السُكر ، ويلعب بالكأس في رأسك حتى تدور، وأنت تشتهي أكثر وأكثر، فتسقط ، ثم يأخذ معطفه على ذراعه ويغادر عالمك المُتعرِق الغارق!.
لغريب أن تصحو باكرًا وفي عينيك ابتسامة رضا ، وجسدك منهك من سهر المساء وابتلاع
الكؤوس ، واحدًا تلو آخر .. ورغم تعويذة الندم إلا أنك تعود إليه برجليك مرة أخرى كل ليلة .. إنه إدمان الكحول ، كإدمان الهاشمية .. لا فرق .
يتحدث أحمد الكحلاني عن “العنصرية” ، إيه والله .. كتب ذلك في مقال يغمز إلى كتاب “القبلية الهاشمية” الذي أصدرته مؤخرًا ، ويدافع – كعادته عن الهاشمية – ، في لاس فيغاس يدافع المالكون عن حاناتهم ، لا يريدون رؤية رجل مؤمن تردعه خشيته عن معاقرة قوارير الويسكي ، يصفونه بـ “المتخلف” ، الرجل الذي لا يثمل ليس حداثيًا ، لن يكون فيلسوفًا جامحًا ، مذهلًا . نحن لا يهمنا الويسكي ، نريد أن نعرف ما الذي سيقوله رجل انتخبه اليمنيون وقد رأوه بأعينهم يقود جحافل الحوثيين إلى بيوتهم ومؤسساتهم ، يصفق لاحتلال العاصمة صنعاء التي كان نائبًا في برلمانها ، وأمينًا عليها ! . ثم يدعو للتفاوض مع الحوثيين وإحلال السلام ، وحين نرفض ذلك الحوار ، يظهر الكحلاني مُحذرًا من فتنة قد يصنعها كتاب واحد ! ، إنما نقول له وللأمم المتحدة أن الحوثيين هم الطرف الوحيد في هذا العالم الذين لا يملكون شيئًا يقولونه في طاولة المشاورات .
بعد كل الذي فعله أحمد الكحلاني من أجل إعادة الهاشميين إلى السلطة المطلقة ينام اليوم في مصر لممارسة حملة مهذبة لإغواء أعضاء اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام ، قبل سنوات كان يقاطع الزعيم صالح قائلًا : لن نتدخل ، فـ “أنصار الله هم كل شيء” ، اقتنع “صالح” بكلماته ، بعباراته المهذبة وابتسامته الجميلة . أخلاق الذئاب تقتل أحيانًا .
قلت لك ذات يوم : سنجد طريقنا إلى محاكمة عادلة ، لكنك لم تكن تصغي لأحد ، لشيء ، كنت تمر متذكرًا وسامتك القديمة عابرًا فوق الجثث التي ما تزال تسقط إلى اليوم ، أكتب إليك وهناك يمنيون يُقتلون برصاص الهاشميين ، الآن في هذه اللحظة أكاد أسمع أصوات الصحافيين الذين يسجنهم شقيقك في صنعاء ، ونجله الآسر يحنو بشعره الأشقر على المبعوث الأممي قائلًا : إن “العدوان” يبدأ من الرياض ، ولن ينتهي في صنعاء ! .
أريد أن أضع سبابتك على اللعبة البسيطة والمدهشة التي تلعبها الهاشمية على الناس ، وتدور معها في العالم بكؤوس من حرام ، فالكون كله يسمع أن الحوثيين – الذراع المسلح للهاشمية – يريدون “الحديث” عن السلام ، وأننا فقط من ندعو إلى الفتنة والحرب ، ذلك يضعنا في خانة المتهم ، ولا أحد يريد أن يفهم أن الهاشميين لا يريدون التشاور في شيء من هذه الحماقات ، ولأجل ذلك أرسلوا إلينا “يحيى نوري” ، وقد أرسلنا إليهم خيرة من لدينا ، نحن جادون ، لكنهم يسخرون . قلت للرئيس هادي عليك أن ترسل بائع الهريسة في حي البطحاء رئيسًا للوفد المفاوض ، فلم يضحك . وبعث إلى العالم وجوهًا يمانية جادة لبحث تسوية ممكنة . لكن الهاشميين لا يريدون ذلك ، كيف يمكن أن يقتنع مجتمع يقترب من نبوءة “شعب الله المختار” أنهم مجتمع بسيط يشبه كل المخلوقات التي تمشي على اثنين .
دعنا نحتضن عنصريتك العرقية إلى فنزويلا ، هل يوافق الرئيس على أن الإنسان الهاشمي ورث فنزويلا عن والده الذي اصطفاه الله ؟ هل يوافقه على أن الإنسان الهاشمي له الحق في ابتلاع منزل مواطن آخر ؟ هل يوافقه على أن أساطير الهاشمية سبب كافٍ للتفريق بين إنسان وآخر ؟ هل يوافقه على أن تكون السُلالة الهاشمية مطلقة التصرف في حقوق الناس وممتلكاتهم ومدنهم وسُلطاتهم وثرواتهم وحكمهم وكل فيء في تلك الأرض لهم منه الخُمس دونًا عن رشى الفساد وأموال الوقف والتجارة العابرة للحدود ؟ هل لدى الرئيس الفنزويلي فرصة للتفاهم مع مجتمع يعتبرك مقدمًا أقل منه إنسانية لمجرد أنك يمني أو فنزويلي .
ما ذنبنا إن لم يكن جدّنا علي بن أبي طالب ؟ هل هناك عارٌ آخر يمكنكم إلحاقه بنا أكثر من هذا العار الذي لم يكن لنا فيه شأن ؟ لقد خلقنا الله يمنيين ، إنه خطأ آبائنا الذين لم يدفنونا أحياءً كي لا نقاسمكم لقمة العيش ؟ لا بأس لقد إنتقمتم وأخذتم كل شيء . بالأمس أعلنتم مصادرة كل شيء يملكه من تبقى من اليمنيين في سجل “عار” وضعتموه في قائمة مطوّلة ،ونهبتم كل شيء ، كل الأواني والطنافس ، لبستم ردائهم واستحللتم منازلهم ، وأموالهم ، هكذا تعتقدون أن النبي محمد صلوات الله عليه يبتسم في فردوسه . يحييكم من سدرة المنتهي قائلًا لخالقه : هؤلاء هم عيالي ، أولئك اللصوص ذريتي ! ، هل تعتقد أن النبي العظيم سعيد بكم ، إن كنتم أصلًا تنتسبون إليه.
لقد بكت نساء اليمن ، أرهقتم الأطفال وروعتم الأهالي وفجرتم المساكن وحاصرتم المدن وزرعتم الأرض ألغامًا تمزق أجساد اليمنيين كيلا تكسر رأسك المقدس على الجدار ..
دعنا نطوف قرى العالم ،ونطرق بيوتهم واحدًا تلو آخر : يا أهل الله هل لديكم رجلًأ مجنونًا يقبل أن يحكمه رجل لا يعترف بكم بشرًا ؟ هل نجد لديكم رجلًا عاقلًا مستعدًا أن يتنازل عن منزله لأن حفيد علي بن أبي طالب يحتاج إليه ؟ هل لديكم أحد “مؤدب” يرد على هاشمي إحتل حقله وطرده من منزله بما لا يجرح “سيدنا” ذات الأحاسيس المرهفة . قد نجد ولدًا مُدللاً يقول لنا أمام الناس :أيها اليمنيين ، صدّقوا أحمد الكحلاني وإخوانه فورًا واقنعوا بما جاءكم أنكم غرباء في أرضكم ، غريبون في وطنكم وأن كل شيء خلقه الله هو للهاشميين ، أحفاد حيدرة ! اقنعوا انفسكم أن رسول الله جاء ليولي عيال عمه وأهله وأسباطه والأقربون ملوكًا مُطلقين جزاء إيمانكم بالله تعالى .
وما جزاء الإيمان إلا الإهانة والنهب ، هل قال لكم الله ذلك في وحي لم نقرأه سوى في كتبكم وملازمكم ومروياتكم التي تشبعت بها صدور عيالكم فخرجت نارًا من رأس تنين أسطوري واحد ، كائن خرافي التصق به الغزاة الهاشميون من الداخل ، فأحرقونا ، وما يزالون حتى هذه اللحظة يشعلون فينا الحطب . لا تنه عن خلق يا أحمد وأخوك يفعل مثله .
أيها اليمنيون ..
دعوها تمطر مدارسًا جيدة وكُتبًا محترفة ، وسوف نصنع نحن المطر ..
و نغسل عارنا .
* كاتب وصحافي يمني