محافظ تعز نبيل شمسان في عيون التعزيين

د. مختار حميد الشرعبي *

لم نكن نعرف نبيل شمسان قبل تعينه محافظا لتعز لكن اليوم نحن نحبه بقدر كراهيتنا للفاسدين ومراكز القوى وكل من يسعى لافشاله.. واذا تفحص اي منصف دوافع حبنا سيجد ان نبيل شمسان محافظ تعز حاز بالفعل على ما يتطلبه الإعجاب، فهو “كل ما يجب أن يكون رجل الدوله العتيد حقق منجزات منظوره كالمشاريع التنمويه بصمت وانجازات غير منظوره كمعالجه تشوهات المحافظه الناتجه عن الحرب وهذا من وجهت تظري اهظم الانجازات.

فعلۍ سبيل المثال لالحصر… استطاع شمسان أن يقف ضد طغيان الفساد والفوضۍ وحيدا لاحزب مسلح يدعمه ويفرض سياساته و قراراته ولاقبيله مسلحه تقف خلفه وتحميه ولادوله مركزيه قوية، فقبل مجيئه كان واقع المؤسسه الامنيه والعسكريه مؤسسات حكوميه تتبع جهات سياسيه متعدده غير حكوميه ليس هذا وحسب بل ان تلك المؤسستين . كانت مهيمنه علي قرار السلطه المحليه وكان دور السلطه المحليه محصور في اصفاء الشرعيه علي ممارسه تلك المؤسستين.

لكن بعد مجيئ نبيل شمسان تغيير الوضع واستطاع بهدؤ. يعيد معالجة العلاقه المشوهه بين السلطه المحليه. والمؤسستين الامنيه والعسكريه اذا استعاد جزء كبير من تبعية المؤسسه الشرطويه والامنيه وقطاعتها لصالح قانون السلطه المحليه وجعل القانون هو المحدد و الضابط لاايقاع العلاقه بين المؤسسه الامنيه والسلطه المحليه من جهه.وبينها والمواطن من جهه ثانيه… وهذا انجاز ليس بالسهل علۍ اي محافط غير شمسان ان يفرضه في مرحله مابعد الحرب و حال ضعف الدولة المركزية.

قضۍ على التواجد المسلح داخل المدنيه بنسبه 80٪. واذا يقال عن مناطق سيطرة الحوثي سجن كبير كانت مدينه تعز سوق سلاح كبير كل ماتراه امامك سلاح ومسلحين ليس بكلاشنكوف وحسب بل ايضا قنابل وبازوكات وجعب.. الخ. وكان معدل الجريمه مرتفع الي درجه ان الابناء يذهبون للمدرسه. وحتماليه كل اب ان ابنه او بنته لن تعود.. غتصابات بالجمله اغتيالات بالجمله اختطافات بالجمله النهب والسلب اصبح يقترب من ان يكون عُرف، المشكلة من وجهت نظري ليست في هذه الجرائم بحد ذاتها كجرائم وانما الخطر ان المجتمع المدني بدأ يتكيف معها.ولولا شمسان لتحولت الى ثقافة جمعية.

.. غادرت كافه المنظمات محافظه تعز بسبب
هذا الوضع الخرائبي الذي دمر الهويه التعزيه وخصائصها المدنيه والجماليه و الثقافيه والاجتماعيه والتجاريه والقيميه.. لم تنتبه النخب التعزيه لتلك الكارثه إلا شمسان ادرك هذه الكارثه عمل بصمت وسريه لكي لاتتحول الى آزمه.. وقد استطاع استعادة قدر كبير من تعز.. بدأ كل شئ تعزي يستعاد بالتدريج حتي المنظمات العربية والدولية، عادة اغلبها عندما عادة تعز، كانت الخدمات شبه منقطعه او معدومه. والاخطر انك لاتجد من تشكو اليه او من يتفاعل مع شكواك.

مايثير اعجابي بشمسان انه صامت وهو يحارب من يريدون افشاله وصامت في استعادة تعز وتطويرها
كثيراً ما ينهزم رجل الدولة، وفي هزيمته يضمن لنفسه نصراً أخلاقياً يتغذى على قيمة الفاسد الضعيف، فكيف إذا انتصر وصمد رجل الدوله كشمسان؟ كيف إذا استطاع أن يبقى منتصباً، على ضعف امكانياته وادواته مثل تعز؟

يتبع..

استاذ جامعي من ابناء تعز المدينه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى