ترجمات| تقرير دولي يكشف كيف وصلت أسلحة إيرانية مهربة للحوثيين إلى الجيش الأوكراني
معين برس- ترجمة خاصة بخبر للأنباء:
كشف مركز (Oryx) الدولي المختص برصد وتتبع الأسلحة في مناطق النزاعات حول العالم، كيف يتم تهريب أسلحة إيرانية إلى أوكرانيا بطريقة وصفها بـ”غريبة”، موضحا أن أول ظهور لها كان في أبريل الماضي. بينما أكد موقع أوكراني مختص بتتبع الأسلحة في الحرب الاوكرانية-الروسية (Ukraine Weapons Tracker) على “استقبال أوكرانيا أسلحة إيرانية استولت عليها الولايات المتحدة عندما كانت متجهة إلى الحوثيين”.
وقال مركز (Oryx) الدولي: إنه “في الوقت الذي ينتظر فيه العديد من مراقبي الحرب الروسية الأوكرانية الظهور المحتمل لأول مرة للطائرات الإيرانية بدون طيار مع القوات المسلحة الروسية، فإن القليل نسبيا يعرفون أن الأسلحة الإيرانية الصنع تستخدم حاليا بالفعل في ساحات القتال في أوكرانيا منذ أبريل 2022 على الأقل”.
وأضاف، “وبدلاً من أن يستخدمها الجيش الروسي، يتم نشر أنظمة الأسلحة هذه من قبل القوات الأوكرانية في قتالها ضد الجيش الروسي”.
وبينما يتساءل الكثيرون باستغراب عن كيفية وصول الأسلحة الإيرانية إلى أوكرانيا، ومتى تم رصد أول مشاهدة لهذه الأسلحة؟ يجيب مركز (Oryx)، (وهو مختص برصد وتتبع الأسلحة في مناطق النزاعات)، بالقول: “ربما تكون قصة كيفية وصول هذه الأسلحة إلى أوكرانيا غريبة نوعا ما كحقيقة وجودها الفعلي في أوكرانيا، وتتطلب منا الخوض أولاً في موضوع تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن وجهود الدول الغربية لمكافحته”.
وأضاف موضحا: “حدثت أول مشاهدة لأسلحة إيرانية (مُجهزة) بالقرب من مدينة كريفي ريه الأوكرانية في أواخر أبريل 2022 بعد أن شهد مواطن دفنا مريبا لعدد من البراميل وأبلغ الشرطة المحلية”.
وللإجابة عن الشق الثاني من السؤال، يقول المركز إنه تم رصد أول ظهور لهذه الأسلحة “عندما اكتشف ضباط الشرطة البراميل المدفونة، اتضح أنها تحتوي على مخبأ أسلحة أوكراني تم إنشاؤه كأسلحة طارئة متخلفة في حالة استيلاء روسيا على المدينة. وتم العثور على عدة أنواع من المتفجرات والذخيرة وعشرة بنادق هجومية صينية من نوع 56-I في مخبأ الأسلحة، وهو نوع لم تكن تستخدمه أوكرانيا قبل الحرب”.
ووفقا للمركز، “على الرغم من أن العديد من الدول الأوروبية التي زودت أوكرانيا بالأسلحة الصغيرة من المعروف أنها تحتفظ بمخزون من النوع 56-I، فإن الصناديق الخشبية البني الفاتح الذي عثرت عليه السلطات المحلية يشير إلى أن البنادق المعنية كانت في الواقع أمثلة منتجة مؤخرا حصلت عليها إيران من الصين في العقود الماضية”.
وبحسب المركز، “جزء فقط من طراز -56-1s الذي تم تسليمه سيدخل الخدمة فعليا مع القوات المسلحة الإيرانية، مع إرجاء أعداد كبيرة لاستخدامها في نزاع إقليمي محتمل في المستقبل أو تسليمه لمليشيات تابعة لإيران في اليمن وجميع أنحاء الشرق الأوسط”.
ويؤكد مركز (Oryx) الدولي أن إيران بدأت بالفعل، منذ العام 2015 في تزويد الحوثيين بجميع أنواع الأسلحة. “وقد تضمن ذلك كل شيء من الأسلحة الصغيرة إلى أنظمة الدفاع الجوي وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار بمختلف أنواعها وحتى الصواريخ الباليستية”.
خبرات إيرانية بالتهريب
في السياق، يقول موقع أوكراني مختص بتتبع الأسلحة في الحرب الاوكرانية-الروسية (Ukraine Weapons Tracker) في تغريدة على صفحته تويتر: “ظللنا نراقب تهريب الأسلحة في الشرق الأوسط بدقة منذ سنوات ونعتقد أنه من الممكن جدا أن يتم تسليم هذه البنادق في البداية من إيران إلى الحوثيين في اليمن، ولكن تم اعتراضها في مرحلة النقل عن طريق البحر”.
وبالرغم من حالة الحصار البحري المفروض على اليمن، واعتراض ومصادرة السفن الحربية الغربية عديد شحنات أسلحة إيرانية مهربة، إلا ان ذلك لم يردع إيران من المواصلة، باستخدامها العديد من الطرق، وهو ما يعتبره مركز (Oryx)، “شهادة على خبرة إيران في تهريب الأسلحة”، رغم مصادرة كميات كبيرة من الصواريخ والمدافع، والبنادق المتنوعة، بينها أكثر من عشرة آلاف بندقية هي فقط من طراز AK.
وفي هذا الصدد يؤكد المركز بالقول: “حقيقة أن هذه الأسلحة والطائرات تستمر في الوصول إلى اليمن على الرغم من الحصار البحري المفروض هي شهادة على خبرة إيران في تهريب الأسلحة. ومع ذلك، يتم اعتراض شحنات الأسلحة من حين لآخر والاستيلاء عليها من قبل السفن الحربية الغربية التي تبحر في المنطقة”.
وذكر أنه من خلال هذه المصادرات والاعتراضات، استولت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وأستراليا (من خلال ضبط الأسلحة المهربة إلى الحوثيين) على أكثر من عشرة آلاف بندقية من طراز AK، والعديد منها من نوع Type-56-Is، وبنادق آلية، وبنادق قنص، وقذائف آر بي جي، ومدافع هاون، والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ATGM وأيضا عدد قليل من أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية وصواريخ كروز.
وكشف المركز، عن احتفاظ الدول التي استولت على هذه الأسلحة الإيرانية لأنظمة دفاع جوي، لإجراء دراسة مكثفة عليها من قبل وكالات الاستخبارات.
ذاهبا بالقول إلى أنه “لا توجد حاجة كبيرة لهذه الدول للاحتفاظ بأنواع مختلفة من الأسلحة الإيرانية الصنع أو الإيرانية، مما يمهد الطريق لتزويدها بلدانا أخرى. ومع بداية الصراع في أوكرانيا، شقت طريقها النهائي تقريبا هناك”.
وأكد أنه “وثق المزيد من مشاهدة الأسلحة الإيرانية في مايو ويوليو 2022، عندما شوهدت قذائف هاون إيرانية الصنع عيار 82 ملم من طراز HM-19 و120 ملم من طراز HM-16 مستخدمة مع قوات الدفاع الإقليمية الأوكرانية. وهذه القذائف تم تكييفها خصيصا للمليشيات التابعة لإيران في اليمن وجميع أنحاء الشرق الأوسط”.
أول ظهور في أوكرانيا
الموقع الأوكراني، المختص بتتبع الأسلحة في الحرب الاوكرانية-الروسية (Ukraine Weapons Tracker) الاوكراني، اتفق مجددا مع مركز (Oryx) الدولي، بشأن تدفق أسلحة إيرانية نحو أوكرانيا، مثلما تدفقت باتجاه الحوثيين إلى اليمن.
وقال الموقع، على صفحته في “تويتر”: “كنا محقين في التأكيد على أن أوكرانيا تستقبل أسلحة إيرانية استولت عليها الولايات المتحدة عندما كانت متجهة إلى الحوثيين – وهنا نرى قذائف هاون إيرانية بدائية في يد الجيش الأوكراني”.
في الوقت نفسه، كشف مركز (Oryx) الدولي عن أول مشاهدة أسلحة وذخيرة إيرانية الصنع في أوكرانيا، والتي قال إنها كانت عبارة عن “قذائف الهاون الإيرانية مع الجيش الاوكراني، في أوائل سبتمبر 2022”. وهي بحسب المركز- “مؤلفة من طلقات قذائف المدفعية عيار 122 ملم”، موضحاً: “وعلى الرغم من عدم الإبلاغ عن اعتراض شحنات كانت إلى الحوثيين من هذا النوع، فمن المحتمل أن هذا الاعتراض لم يتم الإبلاغ عنه”. في إشارة إلى أن الدول والسفن التي اعترضت واستولت على شحنات أسلحة مهربة للحوثين لهذا النوع من السلاح كانت في فترة حديثة وتعمدت عدم الإبلاغ عنها لغرض تهريبها نحو أوكرانيا، أو أن صفقة عقدت بين طرفين بسماح مرور شحنة مقابل تسليم أخرى.
وتوضح القائمة التالية تتبع الأسلحة الإيرانية الصنع أو المضبوطة في طريقها إلى الحوثيين في اليمن مع القوات المسلحة الأوكرانية.
*يشير العام (السنة) الموضح بين قوسين [ ] إلى ظهور السلاح لأول مرة في أوكرانيا، وليس تاريخ تسليمه:
مدافع الهاون الثقيلة
120mm HM-16 [July 2022]
مدافع الهاون الخفيفة
82mm HM-19 [May 2022]
الأسلحة الخفيفة
Type 56-1 Assault Rifle [April 2022]
الذخائر
122mm OF-462 Artillery Rounds For D-30 Howitzer [September 2022]