الجعفري يكتب| الميليشيات ومسؤولية اغلاق باب السلام الأخير

سعيد الجعفري

خط الضباب الرابط بين تعز وعدن هو الشريان الوحيد الذي يربط تعز بالعالم الخارجي المتاح حاليا . وعبره تستمر حياة المدينة بالحد الأدنى ، نظرا لصعوبة الطريق باعتباره خط فرعي بالأساس قدمت قوافل الشهداء وبذلت كافة الجهود لفتحه ومع كل ذالك الحوثي لازال يكافح لاغلاقه والسيطرة عليه للعودة للمربع الأول من الحصار بكل التفاصيل المريرة والوحشية في خنق مدينة تعز وامتهان الناس .

حقا نحن أمام جماعة نازية . تثبت مرارا انه من الصعب التعايش معها او الدخول معها في الشراكة بسلام حقيقي. يحقن دماء اليمنيين ويمكن البلد من العودة في استعادة السلم والتعافي. بعد سنوات من الحرب التي اشعلتها الميليشيات الحوثية، بسلاح الدولة التي استولت عليه ، وتصر على استمرارها حتى اللحظة ، مع وجود هدنة مفترضة ، لازالت هي وحدها من تستفيد منها ، بفتح مطار صنعاء ، وتوسيع الرحلات ، واستقبال المزيد من السفن ، بكل ما تحققه من عوائد مادية كبيرة كان يفترض ان تورد لحساب خاص لصرف الرواتب في مناطق سيطرتها.

واستغلال الهدنة لترتيب صفوفها للعودة الى حربها الشاملة ضد اليمنيين ، وابقاء لهيب النار المستعرة في تدمير المدن. كي تبقى على مشروع الحرب، التي اعتادت عليه وترى باستمراره وسيلة تمكنها من الاستمرار في السيطرة على المحافظات التي لا تزال تحت قبضتها . بل وتطمح في التهام المزيد.

وتؤمن الميليشيات في أن استمرار الحرب ورقة رابحة لتحقيق المزيد من المكاسب. وجني الثروات، والمتاجرة بمعاناة الناس، ومساومة العالم ، بالمزيد من الضغط للرضوخ الى مطامعها المجنونة وابقاء الشعب اليمني رهين مطامعها التي لا تنتهي.

وبالتالي فإنها تغلق جميع الابواب امام امكانية تحقيق السلام العادل ، وتهدر كل الفرص المتاحة لايقاف الحرب.

وتعتبر من كل التنازلات التي قدمت لها ، وجميع الجهود المبذولة لايقاف الحرب، واحلال السلام مكاسب وانتصار عسكري ،يفتح شهيتها نحو مواصلة الحروب. وممارسة المزيد من الابتزاز . حتى يفيق العالم اجمع امام استحالة صنع سلام مع جماعة لا تؤمن إلا بالحرب.

ولا تستطيع العيش بدونه لكن حين يصحو هذا العالم ستكون فاتورة هذه الحرب ارتفعت اكثر في دمار أكبر وبلد منهار ساهم العالم بصمته على الجرائم في اكبر كارثة انسانية بحق شعب من حقه أن يعيش مثل كل شعوب العالم بأمن وسلام ووجود دولة مسؤولة عن الجميع ومعنية بتحقيق العدل والمساواة مقابل ميليشيات حفرت قبرها بيدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى