” أردنا أن يكون الضحايا جزء من اجتماعنا”.. 12 يمنيا يعيشون فوق خزان صافر

معين برس:

قبل يوم ونصف يكتب المحامي عبد المجيد صبره أنه في طريقه إلى اسطنبول ومنها إلى القاهرة ثم عدن ،تاليا يصل صنعاء ، حيث تنتظره الكثير من الملفات، الكثير من الفئات الأشد ضعفا في انتظار صبره وهو محام يجوب محاكم قديمة ومستحدثة في صنعاء حاملا عديد ملفات.

صحافيون محكومون بالإعدام وأهالي أقاربهم متهمين بالتخابر وجثث تحتاج تصريح دفن ملفات شائكة في إنتظار الرجل الذي يرقب دوره في سلم العودة إلى من العاصمة ستوكهولم حيث يكثر رجال القانون نحو عاصمة بالكاد تبقى فيها مدافعين عن حق الحياة
خلال الايام الماضية كان الرجل الذي يتداخل السواد والبياض في لحيته ضمن 250  شخصية يمنية ودولية يحاولون اخبار العالم أن الهدنة لا بد أن تترسخ وان تطول وان تصبح سلام دائما وممر تجاه سنوات دون اقتتال.

قال فارع المسلمي رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية وهو منصة محلية ودولية تهدف لخلق فرصة للتباحث بين الفرقاء اليمنيين ان أهمية المنتدى كونه جاء بين هدنة واخرى هي فرصة لسماع الكلمات وليس الرصاص.

سعيد فارع وهو شاب تخرج من الجامعة الأمريكية في لبنان ودرس قبلها في الولايات المتحدة وألقى كلمة مؤثرة على مسامع الكونجرس ذات يوم ومنذ تلك اللحظة أصبح صوتا مسموعا الى حدود بعيدة او هكذا حملت إفتتاحيات الصحف الأمريكية الشاب بعد تلك الكلمة التي أصبحت حديث الصحافة في اليمن التالي كانت تتضمن كلمات معبرة عن ضحايا الضربات الجوية لطائرات بلا طيار الأمريكية.

قال أن مجرد ورود اسم يمني قديم في ستوكهولم وهو الحميد بن منصور يعد انتصارا، والحميد هو فلاح يمني تحضر أمثاله وحكمه منذ مئات السنين في جبال وسهول البلاد وتحث على العمل والإنجاز ومن الريف أيضا جاء صبره وفارع الذي تعد تجربته حديثة لكنها تبدو ناضجة وتحمل من الماضي الكثير.

قال ايضا اثناء نقل بصره بين الحضور القريب من المنصة ان اليمنيين يدخلون عامهم الثامن بينما يجتمعون  في منتدى لمدة أيام ثلاث.

تعرض المنتدى لحملة من التندر وهي أمواج موازية لكثير من جهود السلام فعندما تشتعل المعارك يتتبع الناس مصادر النيران وليس مجالس دعاة السلم او من يأتوا سعاه من أقصى المدينة.

يورد فارع خلاصة قاسية “الحروب القصيرة تغير الأنظمة لكن الحروب الطويلة تغير المجتمعات ” ولعل هذا أشد ما يخشاه الكثيرون فالمنتدى وإن لم يكن ماثلا فيه كل الأطياف إلا أنه يحاول قياس التغير الذي حل بالمجتمع وأخذ الناس إلى مسافة بعيدة ورؤية حركة البلدان وإطارات مراكبها قد تجعلهم أكثر شفافية وشجاعة ما يقوله صبرة في ستوكهولم هو ما يحسب له ألف مرة في قاعة محكمة في شارع العدل بصنعاء .

ثلاثون جلسة موزعة بين ملفات رئيسية، في وسائل التواصل لم يهتم الجمهور بغير كلمات قالتها فنانة يمنية تحضر عباراتها إلى كل منزل دراميا وقد قالت إن الفن شريكا في صنع السلام لكن تورية غير الوثقين من الفن ظهرت لتعده بلا أثر رغم أن اليمني في منزله يستمر لساعات أمام شاشات الدراما صابرا على تقطعات البث وسوى الخدمة.

يقول فارع ” حياتنا السياسية بعد الحرب ” بالنسبة للمستفيدين من تدفق النيران فهذه جملة قارسة في ليل الصحراء.

تكتب الصحفية اليمنية رانيا عبدالله وهي  أخر صحفية يمنية حازت جائزة دولية قبل أشهر أنها فخورة بصوت امرأة في المؤتمر الذي جرى بالتشارك مع أكاديمية فولك برنادوت كانت تقصد مسك المقرمي المرأة التي تناضل من أجل قضايا المهمشين وسافرت الى السويد لتمثيل فئة قال عنها المسلمي أنها ” أقلية بحياتها تعيش الأمم “.

مسك سافرت عبر الطريق الرابط بين تعز وعدن وهو طريق خطر يقتل فيه مسافرين بسبب الحرب التي جعلت السبيل مشاعا لمن أراد إدارته وفرض جباية على العابرين فيه.

لكن بالنسبة لمسك هو بصيص أمل لتغير حالنا في اليمن ” كتبت ذلك على صفحتها بينما هي تعد حقيبة سفرها، وهو ذات الطريق الذي عبرت عليه أمة السلام الحاج المسؤولة عن رابطة أمهات المختطفين وهم ضحايا يزداد عددهم كل يوم.

” اردنا ان يكون الضحايا جزء من مؤتمرنا ” يقول فارع مستدركا من حق الضحايا قبل اى احد اخر تحديد مستقبل بلاد  الشجعان الذين صفقت القاعة لذكرهم
فحين ورد ذكر 12 يمنيا يقفون على حراسة سفينة صافر المهددة بالانفجار في اى لحظة اختتم المؤتمر أعماله بذكرهم والإشادة بشجاعتهم فهم هناك الآن تحت درجة حرارة عالية يحرسون السفينة من التسرب ويخشون أن تلوث حمولتها أليم اولئك هم الشجعان كما قال رئيس الجلسة الاخيرة قبل أن يستعد الجمع للعودة إلى الديار التي تشهد حربا لا تتوقف الا لخوض غمار حربا اخرى.

يسير الآن صبره نحو ملفاته العالقة ونحو بلاد يحرس شواطئها 12 شخصا وقيل ربما ثمانية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى