صحيفة أمريكية: ديبلوماسية بايدن الفاشلة مع إيران قد تشعل حروباً جديدة
ترجمات:
“حان وقت إنهاء هذه الحرب التي لا تنتهي”. كانت هذه كلمات الرئيس الأمريكي جو بايدن حين أمر قواته بالانسحاب من أفغانستان.
واستهل الخبيران البارزان في معهد المشروع الأمريكي مايكل روبين ومؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات جوناثان شانزر مقالهما في صحيفة “ذا هيل” بما قاله بايدن، للإشارة إلى حجم الخطأ الذي ارتكبه بتلك الخطوة، لقد شعر خصوم واشنطن بضعفها، ففهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الانسحاب الأمريكي نقصاً في شهية المواجهة في أوكرانيا. ورأت إيران أيضاً فرصة لها.
يواصل النظام الديني انتزاع تنازلات مالية من الديبلوماسيين الأمريكيين بالخداع في المفاوضات النووية في فيينا، بينما تساعد الهجمات التي تشنها المليشيات الحوثية ضد السعودية والإمارت، ما يفاقم أزمة الطاقة حول العالم.
إن الهجوم الأخير على المجمع الذي يستضيف القنصلية الأمريكية في إربيل أظهر أن الحرس الثوري لم يعد يزعج نفسه بالعمل من خلال الميليشيات العراقية، لينكر تورطه.
ثلاثة أخطاء
شجع بايدن هذا النشاط الإيراني الخبيث، إذ انتقد عندما كان مرشحاً، سياسة إدارة ترامب في الضغط على إيران واصفاً إياها بكارثة فرضتها على نفسها.
إن نائب الرئيس السابق وكبار مساعديه الذين ساعد كثير منهم في صياغة سياسة أوباما الاسترضائية لإيران، ادعوا أن مغادرة ترامب الاتفاق النووي وحملة الضغط الأقصى، سبب تقدم النظام على الجبهة النووية. لكن هذا اللوم خاطئ لثلاثة أسباب وفق روبين وشانزر.
أولاً، يبقى برنامج إيران النووي محكوماً باتفاقية الضمانات الخاصة بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، بصرف النظر عما إذا كان الاتفاق النووي، حيز التنفيذ أم لا.
ثانياً، إن قرار النظام بانتهاك التزاماته النووية مسؤولية المرشد الأعلى. إن لوم الغرب على قرارات المرشد الخطيرة يرقى إلى لعب دور المغفل المفيد لأكبر راع للإرهاب حول العالم.
ثالثاً، إن غالبية التقدم النووي الإيراني جاءت بعدما تولى بايدن منصبه، وقبل ذلك الوقت، كان النظام حذراً بشكل لافت لتفادي استفزاز ترامب، الرئيس الأمريكي الذي لم يكن بالإمكان التنبؤ بسلوكه. وأصبح النظام أكثر حذراً بعدما اغتال ترامب أبرز قائد عسكري إيراني قاسم سليماني، في يناير (كانون الثاني) 2020.
أضاف الكاتبان إن عقوبات ترامب قلصت احتياطات إيران من العملة الصعبة من 100 مليار دولار أو أكثر، إلى قرابة 12 مليار دولار، وربما أدنى من ذلك بكثير.
كان النظام شبه مفلس حين وصل بايدن إلى الرئاسة، ما قيد قدرته على تمويل وكلائه الإرهابيين، ودفع طهران إلى التفكير مرتين قبل الانخراط في استفزازات أخرى، بما في ذلك المجال النووي.
كان الحرس الثوري من بين الأكثر تضرراً، وهو الذي يحكم قبضته على قطاعات النفط والصناعة والبناء في إيران، إذ كبح تصنيفه على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية قدرته على ممارسة الأعمال التجارية الدولية.
واليوم، تشير إدارة بايدن إلى نيتها السماح للحرس الثوري باستئناف أعماله، ونتيجة لذلك، سيكون الحرس الثوري المستفيد الأساسي من الأموال المقدرة بـ131 مليار دولار التي ستتدفق إلى النظام بموجب الاتفاق النووي الجديد المقترح.
ويؤكد الباحثان أنه لم يسبق أن أدى إغراق جيش عدو بالمال إلى تليين عقيدته أو شراء السلام. إن توقع السلام من نظام مبني على فكرة رفض القيادة الأمريكية الدولية، مناف للمنطق. لقد تعهد قادة طهران بالإبقاء على العدوانية ضد الغرب.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، إذ ينتظر وكلاء النظام المنافع المالية للديبلوماسية النووية الفاشلة التي يتبعها الغرب. سيوسع حزب الله، وحماس، والحوثيون ومجموعات إرهابية أخرى ترسانتهم من الأسلحة التي تزيد تطوراً.
سيطلقونها بشكل منفصل، أو أسوأ، بشكل منسق، ما يضع حلفاء أمريكا مثل السعودية، والإمارات، والبحرين وإسرائيل في مرماها.
إن الفوضى الإقليمية التي تتهيأ أمريكا لإطلاقها، ستفاقم التحديات الحالية للنظام الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
قد يصدق البيت الأبيض روايته لكن لا توجد دولة شرق أوسطية تصدقها. تفهم هذه الدول ما ينتظرها لأنه سبق لها أن رأته.
أدى اتفاق 2015 النووي إلى تصاعد العنف الإقليمي من وكلاء إيران الإرهابيين. لكن المشهد العالمي، تغير وأصبحت الأخطار أعظم. وعوضا إنهاء “الحروب التي لا تنتهي” قد تكون جبهات جديدة على وشك الاشتعال وفق روبين وشانزر.