التمزيق سلاح #الإمارات في تفتيت المؤتمر الشعبي العام
معين برس- رصد:
من يتابع سياسات #الإمارات العربية المتحدة في #اليمن ، سيجد بدون عناء أنها تهوى تفتيت أي شيء موحدا أو يدل على الوحدة ، فمنذ وطأت أقدامها اليمن تحت شعار حماية الشرعية وهي تمزق أوصال الشرعية بكل السبل ، سواء عن طريق بناء المليشيات أو عن طريق منع الشرعية من إدارة مؤسساتها في الأراضي المحررة ، ولم يسلم من التمزيق ، حتى المكونات التي أنتجتها ، فقد جعلتها بمسميات مختلفة ، ما بين نخب وأحزمة ومجالس.
لست بصدد الحديث عن دور الإمارات في تقويض وحدة اليمن ، فالواقع شاهد على ذلك ، لكنني سأتحدث عن دور الإمارات في تجريف حزب المؤتمر الشعبي العام وتمزيقه ، لأن البعض يعتقد خطأ أن الإمارات تريد أن تستعيد الدولة في اليمن من خلال حزب المؤتمر ، لكن ذلك غير صحيح ، فهي قد فعلت في المؤتمر مالم تستطع أحداث ٢٠١١، فعله ولا حتى انقلاب ٢٠١٤، فقد تابع الجميع الإعلان عن كتلة المجلس السياسي النيابية التي تم إشهارها أمس في الرياض ، وجميع عناصرها من أعضاء المؤتمر الشعبي العام.
لو أن الإمارات حريصة على حزب المؤتمر الشعبي العام ، لأستثمرت في أحمد علي عبدالله صالح المقيم في أراضيها بحكم العقوبات التي لم تسع إلى المطالبة برفعها بحكم القانون الدولي الذي يخولها ذلك ، لكنها لا تريد من تعتقد أنهم يشكلون عامل جذب لوحدة الحزب ، فراحت تستثمر في أولئك الذين لا تستهويهم سوى المغامرات الصبيانية الذين لا ينتجون سوى التفكيك والتمزيق.
والسؤال الذي يطرح نفسه : ما الفرق بين عصابة الحوثي التي طوعت بعضا من إنتهازي المؤتمر لتبرير عدوانها على الشعب اليمني ، وبين الإمارات التي أشترت ذمم من لا ذمم لهم من أدعياء المؤتمر لتبرير احتلالها لأجزاء كبيرة من أراضي اليمن ، فالمسافة الفاصلة بين القيادات المؤتمرية التي تأبى أن تكون ذيلا لعصابة الحوثي أو للإمارات وبين من يتمرغون بين يدي السيد أو بين يدي آل زايد ، هي المسافة الفاصلة بين الحق والباطل.
إن إنقسام المؤتمر بين مؤيد للعدوان الداخلي ومؤيد للعدوان الخارجي أفرغ المؤتمر من مشروعه الوطني وجعل أمثال رشاد العليمي وسلطان البركاني ومعمر الإرياني والشايف ومجلي يتحدثون باسمه ويتقاسمون المغانم ، وتحول المؤتمر من حزب جمهوري وحدوي إلى جماعات إما مؤيدة للإمامة أو مؤيدة للاحتلال أو انتهازية لا يهمها سوى الحصول على المال ، وبعد أن كنا نفاخر بأن المؤتمر الحزب الوحيد الذي صمد في وجه الأعاصير ولم يندثر مثل بقية الأحزاب التي تم تجريفها ، ها نحن نشهد هذا التجريف د، لكن يبقى الأمل في أعضاء وقواعد المؤتمر الجمهوريين الوحدويين المؤمنين بسيادة وكرامة اليمن ، فهم القادرون على الدفاع عن حزبهم الوطني.