بدء العد التنازلي لعقد مؤتمر المانحين بشأن اليمن.. هل تنجح نجمة هوليود بتحسين وجه الأمم المتحدة؟

معين برس- خبر للأنباء:

مع بدء العد التنازلي لموعد مؤتمر المانحين الذي دعت إليه الأمم المتحدة بشأن الوضع الإنساني في اليمن، والمقرر انعقاده في 16 مارس/ آذار الجاري، أطلقت الأمم المتحدة سلسلة تحذيرات جديدة على موقع “تويتر”، من انزلاق ملايين اليمنيين نحو المجاعة.

وتأتي التحذيرات بعد نحو 48 ساعة على مغادرة نجمة هوليود،  أنجلينا جولي، المبعوثة الخاصة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليمن، في زيارة استغرفت يومي 6 و7 مارس/ آذار الجاري، التقت خلالها بعائلات النازحين في صنعاء وعدن، وقالت إن وضعهم مأساوي.

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، يوم الجمعة، من انزلاق ملايين اليمنيين إلى المجاعة، تأثراً بالانهيار الاقتصادي في البلاد التي تشهد حربا توشك على دخول عامها الثامن على التوالي بعد أيام معدودة.

وقالت المنظمة، في حسابها على تويتر، “الأطفال في اليمن لا يتضورون جوعا بسبب نقص الغذاء، ولكن لأن أسرهم لا تستطيع تحمل تكاليف الطعام”.

وأضافت “لا يمكن التقليل من شأن تأثير الانهيار الاقتصادي على الأزمة الإنسانية في اليمن، وبدون اتخاذ إجراء عاجل، يمكن أن يهوي الملايين في المجاعة”.

عواقب وخيمة

يأتي ذلك بعد 24 ساعة على تحذير سابق لذات المنظمة، قالت فيه إن اليمن “يواجه أزمة تعليمية حادة، حيث إن عدد الأطفال الذين يواجهون انقطاعا في تعليمهم قد يرتفع إلى 6 ملايين”، مشيرة إلى أن مستقبلا مجهولا ينتظر أولئك الأطفال و”عواقب وخيمة طويلة الأمد”.

المنظمة الأممية كانت قد ذكرت في تقرير سنوي سابق “أن نحو مليوني طفل يمني، لم يستطيعوا الالتحاق بالتعليم جراء ظروف البلاد”.

مراقبون اعتبروا ارتفاع عدد الأطفال غير القادرين على الالتحاق بالتعليم من مليوني طفل إلى قرابة 6 ملايين، يعني عدم وصول المساعدات إليهم سواء التعليمية أو الغذائية.

وأكدوا لوكالة “خبر”، أن رعاية أطفال في التعليم تتطلب توفير رواتب المعلمين وإعادة تأهيل المدارس التي تعرضت لاضرار جراء النزاع المسلح، والضغط على الاطراف المتنازعة بتحييد المدارس وافراغ التي يتم استخدامها لأغراض عسكرية حوثية.

تهويل أممي

الأمم المتحدة لم تتوقف عند هذا الحد من التحذيرات، سيما وقد بدأ العد التنازلي لعقد مؤتمر المانحين، ومحاولتها إحراز تعاطف دولي من وراء زيارة نجمة هوليود “أنجلينا جولي” لليمن، بمزيد من التهويل الذي يضمن لها جني مئات الملايين من المنح المُقدمة.

قالت الأمم المتحدة، في تغريدة ثانية لها مساء الخميس، إنه “يحتاج ما يقرب من 21 مليون شخص، أو ما يقرب من 70 في المائة من إجمالي السكان في اليمن، إلى مساعدات إنسانية منقذة للحياة بما في ذلك 11.3 مليون طفل أو ما يقرب من 80 في المائة من الأطفال (أربعة من كل خمسة أطفال)”.

وسبق أن أعلنت منظمات تابعة للأمم المتحدة نفسها، في العام 2018م عن أن البلاد تشهد أسوأ أزمة إنسانية، وان 80 بالمئة من السكان بحاجة إلى مساعدات عاجلة، ولكن منظماتها اهدرت مليارات الدولارات من المنح المُقدمة لليمنيين.

وبالرغم من ان الامم المتحدة اعلنت منتصف العام الماضي، تقليص مساعداتها للمستفيدين في البلد مع حلول العام 2022، نتيجة نقص في تمويل عملياتها الانسانية المقدرة بـ3. 9 مليار دولار لهذا العام، إلا ان تلك التحذيرات لم تلق صدى حتى اللحظة.

وترجع الأسباب إلى عدم مصداقية الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة في البلاد، بعد تورطها بقضايا فساد مع اطراف نافذة في الحكومة اليمنية واخرى في قيادات الصف الاول الحوثي، مع فارق ان الاخيرة احكمت كامل قبضتها على المساعدات.

وحاولت مرارا المنظمات الاممية تبرير فسادها الى تعرضها لقيود وضغوط حوثية بدرجة أولى، في الوقت الذي كشفت مصادر متعددة اتلاف برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة، مئات الاطنان من المساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، بينها 70 ألف طن من الدقيق المنتهي الصلاحية أتلف في يناير 2020 بمحافظة الحديدة، دون استفادة ملايين الجياع منها.

فرصة أممية

وذكر مراقبون لوكالة “خبر”، أن الفساد المشترك بين جميع الاطراف لم يكن بمفرده هو العامل الاساسي في عدم استجابة الدول المانحة، بقدر اعتراض اليمنيين على آلية الامم المتحدة في انفاق المساعدات وذهاب ما يقارب 60 بالمئة منها لصالحها وموظفيها على هيئة رواتب شهرية ونثريات سفر وايجارات مقار وغيرها.

ولجأت الأمم المتحدة إلى استباق عقد المؤتمر، بارسال أنجلينا جولي، لمحاولة إحراز تقدم على حساب الزيارة.

ولضمان استعادة الثقة بينها والمانحين والمستفيدين، اقترح مراقبون إشراف الدول المانحة بشكل مباشر على آلية تقديم المساعدات لليمنيين لضمان وصولها المباشر إلى المستفيدين، وللحد من اتساع فجوة الجوع التي تجبر الآلاف على الالتحاق بالجماعات المتطرفة والمتشددة، فضلا عن تسرّب ملايين الأطفال والفتيات من المدارس وانزلاقهم في سوق العمل لتعريض حياتهم لمخاطر نفسية وجسدية.

فهل ستنجح نجمة هوليود المبعوثة الخاصة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنجلينا جولي، بمنح الأمم المتحدة فرصة لتحسين وجهها امام اليمنيين والمانحين والعالم ككل، وهل تنوي الامم المتحدة فعليا التقاط هذه الفرصة ام انها تسعى وراء مزيد من الكسب والتخادم المشترك مع قوى النفوذ لدى طرفي الحرب في الحكومة والمليشيا الحوثية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى