رفا ورهف… فصلٌ من أوجاع اليمن
حجة – معين برس
نتيجة إصابتهما بـ ” سوء التغذية الحاد”, وفقدانهما نصف وزنهما على الأقل, دخلتا التوأم رفا ورهف (9 أشهر) في نوم عميق على سرير المرض بمستشفى بني سعد بمحافظة المحويت شمال غرب اليمن.
جسدان هزيلان , بالكاد يقويان على التقاط أنفاسهما، وإلى جانب “سوء التغذية الحاد” الذي تعانياه أصيبتا بعد أسبوع من تلقيهما العلاج بوباء “الكوليرا” مازاد حجم معاناتاهما.
وحسب ” المشهد اليمني ” – تقول والدة التوأم رفا ورهف (19 عاما), كانتا ترفضان الرضاعة وأي سائل يشربانه يتقيآنه مع اسهال حاد في نفس الوقت.
وتضيف, كانت حالتهما تسوء يوما بعد يوم وكنت عاجزة عن معرفة السبب (…) قررت الذهاب بهما إلى المستشفى بحثاً عن العلاج.
بمرارة ووجع, تتابع والدة التوأم, لم نكن نمتلك المال الكافي لنقلهما للميتشفى, أو حتى شراء دواء خافض للحرارة، حتى تكفل أحد الميسورين في المنطقة باسعافهما على نفقته إلى المستشفى.
إشراف مباشر
يقول د. عبدالكريم صالح عبده الموظف في قسم سوء التغذية بمستشفى خميس بني سعد, تم اسعاف الحالتين إلى المستشفى واجراء الفحوصات الأولية وتبين اصابتهما بسوء التغذية الحاد الوخيم، مضيفاً: تعاني التوأم رفا أيضاً من متلازمة المنغولية او ما يعرف بمتلازمة بـ”داون” منذ ولادتها.
وأشار د. عبدالكريم صالح عبده إلى أن حالة التوأم تحسنت في الاسبوع الأول من العلاج إلا أن حالتهما انتكست إثر إصابتهما بمرض الاسهالات المائية الحادة المعروف بـ”الكوليرا” – حسب المشهد اليمني.
نقص عناصر غذائية
ووفقاً لمنظمة الامم المتحدة للطفولة “يونيسف” يقدر عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في اليمن خلال عام 2018 بـ1.8 مليون طفل، بمن فيهم نحو 400 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم الذي يهدد أرواحهم.
وقدمت “يونيسف” بحسب بيان نشرته على موقعها الالكتروني الشهر الماضي، رعاية علاجية لأكثر من 244 ألف طفل باليمن تحت سن الخامسة، أغلبهم يعانون من تغدية حادة وذلك بداية من العام الجاري، كما علاجاً من نقص عناصر غذائية محددة لأكثر من 317 ألف طفل تحت سن الخامسة أيضًا.
من جانبه يقول مدير مستشفى خميس بني سعد الدكتور فؤاد الحسني, إن قسم سوء التغذية استقبل 34 حالة منذ افتتاح القسم في يونيو 2018، منها سبع حالات خلال اكتوبر الماضي.
وأكد الحسني أن المستشفى يستقبل حالات مرضية أخرى مثل؛ الملاريا، التيفوئيد، الجارديا، حمى الضنك، مضيفاً “أربع حالات توفت خلال الاسبوع الماضي جراء مرض حمى الضنك”.
بنية تحتية
وكانت قد أكدت الاسبوع المنصرم مصادر طبية بمحافظة تعز ان المراكز الصحية تستقبل يوميا 400 حالة مصابة بسوء التغذية, في الوقت الذي اغلقت عشرات المراكز نتيجة الحرب الحوثية التي الحقت دمارا بالغا في البنية التحتية للبلاد.
الوضع الصحي يتدهور بشكل رهيب (…) والمرض صار قاتلاً آخر يزيد معاناة اليمنيين إلى جانب الحرب التي أفتعلتها الميليشيا الحوثية الانقلابية, وهو ما يتطلب أنها هذه الحرب, وإيقاف الميليشيا عند حدها.
مجاعة كبرى
وكان منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك حذر في اكتوبر الماضي من خطر حدوث مجاعة كبرى وشيكة في اليمن، لم يشهد مثيلها من قبل أي مهني يعمل في المجال الإنساني.
ويتم إعلان حدوث مجاعة في مكان ما عند الوصول إلى درجات معينة من انعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية، ومعدلات الوفيات. والمعايير الثلاثة للمجاعة هي: أن تواجه أسرة واحدة على الأقل من بين كل خمس شحا شديدا في الغذاء، أن يعاني أكثر من 30% من الأطفال تحت سن الخامسة من سوء التغذية الشديد، أن يموت شخصان على الأقل من بين كل عشرة آلاف يوميا.