لماذا كان الوعل رمزاً متفرّداً في الحضارة اليمنية القديمة؟

معين برس:

الوعل اليمني، حيوان بري ذا قدرة هائلة على التنبؤ بالبرق الذي يسبق هطول الأمطار.

في فترة الجدب ينطلق الوعل، وهي ظاهرة تسمى “جنون الأوعال”، حيث تروى مشاهدة القطيع من الوعول وقد اعترته حالة من الهياج والثورة والاضطراب، نتيجة الجفاف وتأخر نزول المطر، فتصدر منه أصوات الثغاء والإجفال، بينما الحال ذلك في القطيع ينفصل عنها أكبر فحولها جسماً وأكثرها قوة، فيعدو صوب أعلى قمم الجبال في المنطقة فيصعدها ، ثم يختار أعلى صخرة في تلك القمة فيتسنمها، ثم أعلى شخبة في الصخرة فيعتليها، ويجمع ذروتها الحادة قوائمه الأربع في توازن عجيب، ثم يأخذ في التلفت بعظمة في كل الاتجاهات ضاربا ببصره إلى أعماق الأفق في كل ناحية مميزا أماكن لمعان البرق ، ونزول المطر.

وبعد أن يمضي على تلك الحالة وقت ما، يبدأ في الإنحدار السريع نحو القطيع، وحينما يصل إليها تزول عنها كل آثار الفزع والاضطراب لأنه سيقودها إلى مناطق الكلأ والماء.

هذه الظاهرة التي توحي بما يمثله الوعل من مظاهر القوة والشموخ والإدراك والتنبؤ، وحسن القيادة للقطيع، اتخذه الإنسان اليمني رمزاً مقدساً ومنحه التفرد دون سائر الحيوانات في الحضارة اليمنية القديمة.

المصدر: مطهر الإرياني في كتابه (نقوش مسندية )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى