آزال الصباري تكتب عن | الهاشميون والأقيال
آزال الصباري *
في الوقت الذي يصعد فيه الإنسان بشكل عام والعربي واليمني بشكل أخص إلى مناصب الحكم في أمريكا، ويصبح اليمني أمريكيا أو بريطانيا أو فرنسيا أو…و في غضون سنوات لا تتجاوز نصف العقد في أصعب حالات الحصول على الجنسية، ويعترف به مواطنا ضمن القانون العام للبلد لا يتدخل لقبه أو اسم موطنه الأصلي أو لون بشرته في مصيره ووطنه الجديد، نخوض نحن في اليمن صراعا دينيا طبقيا اجتماعيا مخزيا ومقرفا تتقزز منه الإنسانية وتترفع عنه فكرة العصر ويستعيذ منه إبليس.
يالها من طامة!! لقد أعادتنا الحرب إلى التعصب الأعمى، بعثت الجاهلية من مرقدها، وتسيدت أفكارها العقول والقلوب، إنها عنصرية الهاشميين والأقيال، ليس عيبا أن يتذكر اليمني الهاشمي هاشميته القرشية ، وليس منقصة ولا سقوطا أن يفخر اليمني الحميري التبعي بتاريخه وهويته اليمانية، تلك أمور جيدة، لنقل مقبولة، لكن أن يؤخذ الأمرين مأخذا عنصريا متطرفا فتلك طامة كبرى، أن يدعي الأول حق الوصاية والسيادة والولاية على رقاب الناس، ويعمل بكل الوسائل ليرسخ فكرة السيد والقبيلي،و بالمقابل يواجه الثاني فكر الأول بنفس الطريقة وبنفس القالب العنصري، ويزعم أحقيته بالأرض لأنه يمني غب، ويستهدف بهذا الهجوم المضاد الهاشميين ككل وكان الصواب أن يحارب النظرة الاستعلائية كفكرة لا الجماعة الهاشمية كلقب ، إن هذا الهجوم يلغي أي إنسان من يمنيته ومنهم فئات أخرى غير الهاشميين، فيُحارب الإنسان ككل ، بدلا من نشر الوعي الوطني المعاصر الذي يؤمن بأن الأرض للجميع وإننا شركاء في هذه الأرض لنعمرها لا لنهدمها على رؤؤسنا.
نعيش نحن اليمنيون صراعا خطيرا، تتفاقم وتستشري سمومه، الصراع يكبر، والدائرة تتسع، وهي ليست دائرة على ورقة أو في كتاب أو حول حلقة نقاشية ، إنها أخدود سنحترق فيه جميعا وستصبح هذه الأرض ركام أسودا، لايمكن لمقال أن يؤطر بين سطور ما يحدث بصورة تصاعديه ، الأمر يتطلب سطور لا تنتهي ولن تنتهي حتى يتوقف هذا الصراع، هل تعتقدون أنه سيتوقف؟ لا أظن أن أحدكم لايزال يؤمن بأن أحد الفريقين سينتصر ويقصي الآخر، تلك أمور فقط يمكنها أن تحدث في لعبة بوبجي أو فاير….لقد سمعت عن هذه اللعبتين وانتصاراتهما من أفواه الأطفال، هل هذا الوطن لعبة ألكترونية؟!!
تقصُّها آزال الصباري | من طقوسنا الجميلة
حسنا، لنكن منصفين فحركة الأقيال جاءت ردة فعل لما يقوم به الهاشيمون من إصرار على التمييز والاستحواذ والهيمنة، ومحاولة الصعود سياسيا بسلم ديني يعتقدون بأنه سيستغفل الجميع، يصرون على طريقة الإسلام السياسي ، ولكنهم بقصدٍ ودون قصد يتجاوزون الإسلام السياسي إلى إسلام الولاية وآل البيت فيوقدون النار حولهم بعنصرية مضادة تهيج ضدهم شعب برمته، ولا ننسى أن الوعي الإنساني الوطني، و التعايش، ونظرية الإختلاف مفاهيم غير معترف بها، ولن تؤتي نفعها وإن أُعترف بها مادام الهاشميون يصرون على حقهم في الولاية والتقديس.
ليس من وجهٍ للحياة هنا، يمكنك أن تشاهد مزيج من البشر يتعايشون بسلام رغم الاختلافات في العرق واللون والنسب والمناطق، يحدث هذا في كل العالم، وينعدم في اليمن، إن اليمن مساحة مفخخة بمسميات لا تعترف بالإنسان، لا نملك نحن اليمنيون أدنى طرق التفكير الإنساني في حقيقة الأمر نحن مجتمع عنصري، فهنا السيد والقبيلي والمزين والجزار، والخادم، وتلك ليست أسماء نسمي بعضنا بها وحسب بل هي تكبر وغرور وتعالٍ وتغطرس، وهي احتقار وانتقاص ونظرة دونية، وهي كل المشاعر القبيحة والسيئة التي بأمكانها أن تحيل الإنسان إلى وحش مفترس يخفي أنيابه بالقليل من الحيلة.
في نهاية المطاف إما نتفق ونحيا سويا بسلام وإما أن يستمر الصراع وننتهي سويا، وبالمقابل هناك من يسرهم حالنا ويتمنون أن يستمر.
- من حائط الكاتبة على فيسبوك