خديجة خالد تكتب | “عالقة على حدود الأعوام “

خديجة خالد

عالقة في حدود الأعوام ،عام تلو الآخر يغادر واعوام تلو أخرى استقبلها ،والايام تمشي بي وهن على وهن وامشي بكلي مثقلة باليأس والرجاء.

في نهاية كل عام تستعصي عليّ الكتابة.. الأفكار تتزاحم داخل الرأس الصغير، وتتشابك ذكريات العام لتدعوني إلى تشييعه…كلما حبت أواخر أيام العام زحفت إليّ أنياب الحزن.

وفي السنوات الأخيرة أضيف الانقباض إلى الحزن بحيث غدا ذيل العام كرأسه، أسعى جاهداةً كي ألفّق ساعاته وأمضي، نتيجة الحرب الواقعة في البلاد وقطع الطرقات..

ها نحن نودع اليوم عاما ونستقبل عاما جديدا… نودعه بكل ما حمل معه من أفراح واحزان ونجاحات وحروب.. نودعه بثوانيه ودقائقه وساعاته وأيامه ولا نعلم ما يحمل لنا العام الجديد.. هل هي أنغام فرح؟  أم همسات أحزان؟ أم سراب تتلاشى فيه كل الأحلام وتسير فيه سفينة العمر تبحث عن مرسى لأمانينا بين الحطام.

بين عامٍ أودعه وآخر أستقبله  أحرص على السير تحت انهمار المطر  حيث تبكي السماء أحزاننا و ضعفنا الإنساني المتواصل…

صوت المطر المتهالك تحت عجلات المركبات يفجّر في داخلي القنابل التي تتساقط كل يوم على الأبرياء في وطني الجريح  فتختلط دموعي بدموع السماء لتعبر عن عمق حزني وألمي.

ثم أبكي؛ لأنني تعثرت كثيراً خلال العام الذي تدقّ أجراس رحيله، ولأنني لم أستطع تحقيق الكثير من أحلامي، ولأن الآخرين حالوا بيني وبين تحقيق ما أصبو إليه.

ألم أكن أيضاً سبباً في تحطيم بعض أحلام الآخرين.
ربما أكون قد سحقت نملة تسعى في رحلتها الصيفية فقضيت على أحلامها وأنا أحثّ الخطىء مسرعةً كي لا أفوّت فرصة للنجاح.

لذلك أبكي..

أبكي صديقاتي اللواتي أجبرتهن ظروف الحرب للبعد عني وحالت الطرق الشائكة على الحدود المصطنعة بيني وبينهن.. وعندما ينتهي العام ويبدأ عام جديد لا تنتهي المأساة !؟

ففي العام الجديد نبكي لأنّ مجرد ولادته تعني أنه ميت لا محالة.

وفي استقبال العام الجديد أرجوكم لا تستهتروا بالكلمة
فبالكلمة تقوم الحروب، وبها يعمّ السلام.. بها نتميّز عن سوانا من الكائنات، وبها يعني لنا مطلع العام شيئاً جديداً.

العام الجديد مناسبة كسواه من المناسبات لا يغدو لها معنى إلاّ إذا عاهدنا أنفسنا على القيام بكل ما يعزّز احترامنا لأنفسنا أمام أنفسنا قبل سوانا .

كل عام ونحنُ بسلام وطمأنينة ..

2021/12/31

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى