خبراء دوليون لـ”خبر”: #الحوثيون وكلاء الحرس الثوري والنظام الإيراني صاحب القرار في اليمن “تقرير”
معين برس – خبر للأنباء – تقرير خاص:
أكد خبراء دوليون، في حديث خاص لوكالة “خبر”، أن النظام الإيراني هو من يتحكم بقرار مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، وأنه بات لا يخشى إظهار دعمه من وكلاء الحرس الثوري الإيراني مثل الحوثيين، فضلاً عن اتخاذه من سيطرة الأخيرين على مأرب مفتاحاً لكسب السيطرة الاستراتيجية جنوبي السعودية.
ويعتقد الخبير الإيراني البارز جيسون برودسكي، مدير السياسات في متحدون ضد إيران النووية، “أن لدى إيران مستوى مختلفاً من السيطرة على الحوثيين مقارنة بمنظمة مثل حزب الله. فإيران تعتبرهم مجرد أداة لكسب نفوذ لطهران”.
وأضاف “برودسكي” في حديثه لوكالة “خبر”، “بالطبع فإن طهران لها نفوذ على الحوثيين. لكن المشكلة أنها لم تستخدم نفوذها للضغط على الحوثيين لتقديم تنازلات من أجل السلام”.
ويرى أن سيطرة الحوثيين على محافظة مأرب النفطية، الواقعة شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، هو “لغرض تعزيز مكاسبهم على الأرض لإجبار التحالف الذي تقوده السعودية على تقديم المزيد من التنازلات”.
الحوثيون والحرس الثوري
ويرى خبير إيراني آخر أن النظام الإيراني ينفذ قراراته في اليمن بالتنسبق مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري.
وأكد الخبير العسكري الإيراني المعارض بابك تغفائي، أن “قادة الحوثيين بنسقون قراراتهم مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني”.
يتجلى ذلك في ظهور سفير طهران لدى الحوثيين بصنعاء حسن إيرلو -وهو ضابط سابق في الحرس الثوري- من خلال ظهوره في عدد من الفعاليات الحوثية الطائفية، علاوة على تنفيذه العديد من الزيارات للمرافق الحكومية والخاصة.
وجدد تغفائي تأكيده بوقوف إيران وراء مختلف القرارات والخطوات الحوثية بقوله: “مُتأكد من أنهم قد أبلغوا الحرس الثوري الإيراني عن عملياتهم في مأرب مسبقاً”.
ولفت، في سياق حديثه مع “خبر”، إلى أن “النظام الإيراني لا يخشى إظهار دعمه من وكلاء الحرس الثوري الإيراني مثل الحوثيين”.
الحوثيون وكلاء
الخبيرة الأمريكية المتخصصة بشؤون الأمن القومي والجماعات الإرهابية، ارينا تسوكرمان، هي الأخرى تتفق مع سابقيها في عودة القرار الحوثي إلى طهران.
وقالت “تسوكرمان” لوكالة خبر، “إيران هي صاحبة القرار في اليمن وتعتبر الحوثيين وكلاء لا يمكن الاستغناء عنهم. هذا هو السبب في إلقاء أعداد كبيرة من المقاتلين الحوثيين في مأرب رغم خسارتهم”.
وعن استمرار التصعيد العسكري للحوثيين في جبهات مأرب رغم الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي تلقوها خلال الأشهر الأخيرة لوحدها، ترى الخبيرة الأمريكية المتخصصة بشؤون الأمن القومي والجماعات الإرهابية، أن “إيران” تعتبر “مأرب مفتاحا لكسب السيطرة الاستراتيجية على الطريق المؤدي إلى الجنوب والحدود إلى السعودية”.
وتؤكد “تسوكرمان”، أنه “لهذا السبب، بالنسبة لإيران، لا يهم ما يجب القيام به من تضحيات للوصول إلى هذا الهدف”.
وأضافت، “لكن لا يُنظر إلى الحوثيين على أنهم شركاء على قدم المساواة، وحياتهم لا قيمة لها بالنسبة لإيران. لهذا السبب، فهي لا ترسل العديد من مقاتلي الحرس الثوري الإيراني أو حزب الله إلى هناك ولن تخاطر إلا إذا كان الحوثيون على وشك الخسارة، وهو ما لم يحدث بعد”.
وبطريقتها الخاصة، كشفت الخبيرة الأمريكية عن مكامن الخطر في السياسة العسكرية التي تنهجها المليشيا الحوثية مع اقتراب حبل المشنقة من رقبتها، وإدراكها أن العد التنازلي لنهايتها اقترب.
تقول “تسوكرمان”، عندما تتلقى مليشيات الحوثي ضربات موجعة في ميادين القتال تقوم بمناشدة المجتمع الدولي بالتدخل والمطالبة بوقف إطلاق النار كما يحدث تماما عندما يكون التحالف والقوات اليمنية على وشك الانتصار (في إشارة منها إلى ما حدث للحوثيين في الحديدة).
وخلال الأسابيع الأخيرة الماضية خسرت المليشيا مساحات كبيرة على امتداد الساحل الغربي وحتى تخوم محافظتي تعز وإب، عقب معارك هي الأعنف خاضتها ضدها القوات المشتركة بعد ساعات قليلة من إعلانها إعادة التموضع في تلك الجبهات، الأمر الذي أربك حسابات المليشيا وأسهم بفعالية عسكرية وميدانية كبيرة في تغيير مسار معارك جبهات مأرب والجوف شرقي صنعاء لصالح القوات الحكومية والمقاومة الشعبية، بحسب خبراء ومحللين عسكريين.