سأظل اقومهم وسيهزمون لا محالة
احمد سيف حاشد *
جردوني من كل وسائل المعارضة، بل وحتى من أبسط الحقوق، فضلا عن وسائل العيش الكريم..
قتلوا حتى تلك الوسائل التي كانت يوما ما تدافع عنهم، وهم يعانون في المعتقلات وغياهب السجون..
لم يبقو لي شيئا من تلك الوسائل إلا ما يتلاشى ويموت..
حتى وسائل التواصل الاجتماعي المحدودة والغير مستقرة حشدوا جيوش ذبابهم وقراصنتهم لإغلاقها بالبلاعات الكاذبة أو تهكيرها، ونالوا منّي كل نيل كبيراً وصغيرا.. فيما هم بعد أن كانوا مستضعفين صاروا يملكون كل وسائل السلطة من مال وإعلام وأجهزة ومخبرين وإلى جانبها قمع ونفوذ وغلبة وإخضاع.. ولازالوا يكاثرون مما لديهم من وسائل الإخضاع والقهر والعنف..
وأكثر من هذا وجدتهم لا يستحون، وهم يمنّون عليّ بصبرهم وحلمهم وطول بالهم.. وقد أوسعوني سبا ولعنا وشتيمة وإهانة، بل وضربا أيضا.. وأكثر منه قذارة..
أوصلوني إلى الحد الذي أرى فيه الحياة والموت سيان.. بل بات الموت بكرامة أعز ألف مرة من حياة يحاولون أن يفرضون عليها كل ذل ومهانة..
صرت أتحداهم في الكبيرة والصغيرة..وأتحدى ما يفكرون به، وما لا يفكرون به..
كل الاحتمالات السيئة باتت لدي واردة، وهي في كل حال دون ما أعاني..
فقط أطلب منهم عدم المن، حيث وأنا لم أمن عليهم بشيء، وأعتبر ما صنعتهم يوما معهم هو واجب قمت به حيال مظالم تستحق التضامن والمساندة..
ولكن ما يؤسف له إنهم عاشوا تلك المظالم ثم فعلوا بالناس والوطن عشرات أضعافها، وأكثر من هذا يرون ما يفعلونه لا زال قليل..
ورغم أنني أعزل فأنا أمتلك صبرا وإرادة، ولا استعجل كأحمق وعداً قبل ساعته.. إنه وعد آتي لا ريب فيه ولا محالة، وللطريق وقتها وإن تأخر.. سأظل أقاوم حتى النهاية، وأثق أنهم سيهزمون في كل حال كنت حيا أو ميتا.. فمن يريد أن ينتصر ويستمر في الانتصار لا يفعل ما يفعلونه..
* برلماني يمني