17 يوليو.. نهضة وطن بحاجه لتكرارها..!!
ناصر محمد باجيل*
عاش اليمنيون منذ فجر ثورة الـ(26 سبتمبر و14 اكتوبر) حياة اتسمت في معظم احداثها السياسية بالصراع والعنف سواءً دفاعاً عن الثورة والجمهورية والكفاح لطرد الاستعمار أو في الصراعات الداخلية من أجل الوصول إلى السلطة، ولم نتمكن من تحقيق أيٍ من اهداف الثورة اليمنية الستة بإستثناء القضاء على الحكم الإمامي الفردي المستبد، والاستعمار ، اما بقية الاهداف فقد ظلت مختزلة التنفيذ في الواقع الملموس، تنتظر من يعمل على تحقيقها إلى أن جاء الاخ الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية السابق إلى السلطة عبر الانتخابات الديمقراطية من قبل مجلس الشعب التاسيسي، في فترة زمنية صعبه اخرج بها اليمن من الظلمات الى النور، وبدأ يعمل على تحقيق تلك الأهداف بكل كفائة وفاعلية ونجاح ملموس منذ الوهلة الاولى لتولية زمام إدارة الدولة، حيث بدء ببناء جيش وطني قوي وصل في عهده إلى مصاف أقوى الجيوش ، ثم عمل في خطى متوازيه نحو رفع مستوى الشعب اقتصادياً وصحياً وثقافياً وسياسياً وفي كل المجالات ، مرورا بالاصلاحات والتحديث والتطوير في كل قطاعات الدولة واسس نهجها الديمقراطي وبني نهضتها وتنميتها وأشاع قيم التسامح والتعاييش والسلام والبناء والتنمية والأمن والأمان والاستقرار ، وصولا الى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية في 22مايو 1990م،. ليصبح حقا يوم ال 17 من يوليو ميلاد الوطن الحقيقي.
لقد مثل يوم 17 يوليو 1978م يوماً خالد في ذاكرة اليمنين حيث شهد اليمن أرضا وانسانا التطور والتقدم والازدهار والبناء والتنمية والسلام والامن والامان والاستقرار والديمقراطية والشوروى باميتاز وهو ما مهد الطريق للقبول بالآخر والتعايش السلمي و البحث عن القواسم المشتركة بين أطراف العمل السياسي في الساحة الوطنية وصهرها في بوتقة واحدة سميت فيما بعد بالمؤتمر الشعبي العام الذي كان نتاجاً لسلسلة طويلة من الحوار الوطني البناء منذ صعود الرئيس السابق الى الحكم وحتى يوم الاعلان عن ميلاد هذا التنظيم السياسي في 24اغسطس 1982م ، اليوم الذي أعلن ميلاد التعددية السياسية وحرية الراي والصحافة، ولو في اطار المكون السياسي الواحد انذاك، نظراً لتعدد المشارب والاتجاهات السياسية التي انضوت في اطاره..
تعتبر فترة السبعينات وبداية الثمانينات من أعقد فترات الحكم في بلادنا نظراً لصعوبة المخاض السياسي الذي نتج عنه الإعلان عن المؤتمر الشعبي العام من قبل قيادات حزبية كانت تتصارع حتى الامس القريب، غير ان الرئيس السابق علي عبدالله صالح كان رباناً ماهراً وقائداً محنكاً استطاع ان يضمد الجراح ويحقن الدماء ووعمل بكل جدارة واقتدار على تعزيز لغة التفاهم عبر حوار الافكار من خلال ما عرف بلجنة الحوار الوطني التي انيط بها صياغة مشروع الميثاق الوطني إلى نهج وطني بدلاً عن أزيز الرصاص.. والذي مثل الميثاق الوطني الإطار الفكري للمؤتمر الشعبي العام فكرا ومنهجا وسلوكا..
وبناء على ذلك لقد تحقق للشعب اليمني مايستحقة وكان يحلم به كطفرة ملموسة وواقع معاش تمثلت في ثورة تنموية شاملة في جميع المجالات، واهمها الانجازات الانمائية والتنموية في قطاعات المواصلات والاتصالات والإعلام والثقافة والسياحة والآثار وشبكة الطرق والمواصلات البرية والبحرية والجوية وفي خدمات المياه والكهرباء ورعاية الشباب والصحة والتعليم الاساسي والجامعة والعالي والفني والمهني ومحو الامية وفي الرعاية الاجتماعية ورعاية المغتربين وفي تطوير القطاع المالي والمصرفي والتجاري والاستثماري وفي الادارة والقضاء..
وها هي تحل علينا ذكرى ال 17 من يوليو، هذا اليوم التاريخي من الدهر الخالد في الوجدان الوطني، يوما خالدا في تاريخ اليمن وعنوانا لأزهى مرحلة ستعيد شروقها ضياءا للأجيال، جيلا بعد جيل..، يوم لن تتجاوزه ذاكرة اليمنيين بل سيبقى محفورا في الوجدان وخالدا في التاريخ اليمني والعربي المعاصر في انصع صفحاته التاريخ ، هذا اليوم الازلي الذي مثل صمام امان الدولة اليمنية الحديثة ونقطة تحول جوهرية في تاريخ اليمن، يوم أن بدأ الوطن عهده الديمقراطي واثبا نحو آفاق التنمية الشاملة والبناء المستدام والحرية والسلام التي تحققت لشعبنا اليمني وفي الوقت الراهن تتوارى بسبب ان هناك من الاعداء من لم يرقه ذلك فقد بدأت ابواب التآمر تنفتح على اليمن..، وسعى الحاقدون الى تشويه هذه المرحلة المشرقة في تاريخ اليمن بدوافع الحقد والانتقام والكيد السياسي ليس بالقول فقط بل تطورت الأمور وتعظامت بمنعطفات كارثية على اليمن أرضا وانسانا انطلاقا من التحريض الذي تدعو إليه بعض القوى الحاقدة في الساحة والتي أدت إلى ارتكاب أعمال العنف والفوضى والدمار والخراب وإزهاق الأرواح البريئة وإقلاق السكينة العامة وإحداث الأضرار الكبيرة في الممتلكات العامة والخاصة في مايسمى التغيير الذي شهدته بعض البلدان العربية ومن بينها بلادنا والتي ادت نتائجها الى ادخال البلاد في اتون العنف والحرب والفوضى والانقلاب على الدستور و النظام الجمهوري، وسيطرة المليشيات الحوثية الكهنوتية على أجزاء واسعه من البلاد لتعيدها الى مرحلة ماقبل ثورتي 26سبتمبر و14اكتوبر..
ان التضحيات الجسيمة التي قدمها شعبنا اليمني العظيم في كافة انحاء الجمهورية وفي مقدمتهم الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح ورفيق دربة الشهيد عارف عوض الزوكا ورفاقهم الابطال، -رحمهم الله جميعآ – بشكل خاص في سبيل الحفاظ على اهداف الثورة اليمنية والنظام الجمهوري والسعي الى انهاء الانقلاب وعودة النظام الدستوري الذي توج باندلاع انتفاضة ال2 من ديسمبر كانت تاكيدا على مشروع الفداء والتضحية التي حملها الزعيم علي عبدالله صالح للدفاع عن الثورة والجمهورية ومكتسباتها والثوابت الوطنية ..
اليوم يحدونا الأمل في أن يستمر ويكمل رفاق درب الزعيم وخاصة من قيادات ” المؤتمر الشعبي العام” مسيرته الكفاحية والنضالية المنحازة للوطن والجمهورية جسداً واحداً روحها “وصايا الزعيم المؤسس” ولحاقا بركب المقاومة الوطنيه ضد مليشيا الكهنوت الحوثي.
لاسيما وان ما تمر به بلادنا وما يعاني منه شعبنا نتيجة للانقلاب على النظام الجمهوري وموسساته الدستورية والتبعات الكارثية التي نتجت عنه فان الضرورة تقتضي من كل المخلصين لهذا الوطن وشعبه العظيم الى تجديد عهد ال 17 من يوليو بما يحقق لبلادنا استعادة نظامها الجمهوري وموسساتها الدستورية وسيادتها الوطنية سبيلا لتحقيق تطلعات ابناءها في اقامة الدولة اليمنية الحديثة..
العزة لليمن أرضا وانسانا
المجد والخلود للشهداء
الحرية للأسرى والمخطفين
الشفاء للجرحى والمصابين
تحيا الجمهورية اليمنية.
- عضو مجلس النواب