الإمامة السلالية

رشاد المخلافي

الإمامة السلالية كانت تاريخيا وحديثا إمتدادا سياسيا واجتماعيا وثقافيا وفكريا للنظام الفارسي، فقد سعت منذ مؤسسها الأول السفاح يحيى بن الحسين الرسي الذي غزى صعدة ب15000 مقاتل طبرستاني واستبدا بالقبائل والمناطق اليمنية وخصوصا في شمال البلد ، كما سعى بالقوة لاخضاع قطاع واسع من المناطق الشمالية وبعض قبائلها لحياة الرق والعبودية تحت سيطرة السلالة الفاشية بقوة الحديد والنار ، وخلال فترات متقطعة من سيطرتهم على شمال البلد استغلوا خلالها جزء من أبناء تلك القبائل أبشع الاستغلال وسخروها كحطب ووقود في حروبهم العبثية المتواصلة ضد إخوانهم في بقية مناطق وقبائل اليمن التي رفضت حياة الرق والعبودية ورفضت الرضوخ لسيطرة الغزاة السلاليين. (الرسيين والطبريين والديلم) ورفضت إعتناق خرافاتهم وتدليسهم الفاضح على الدين الإسلامي.

بينما رضخت بعض قبائل ومناطق الشمال لسيطرة غبار التاريخ ، حيث عملت السلالة على نزع روح الانتماء الوطني فيهم وسعت إلى طمس هويتهم اليمنية الحميرية القحطانية العربية وفرضت عليهم ثقافتها وانحطاطها وهويتها المذهبية الهادوية الوثنية واجبرتهم على اعتناقها كدين بديلا عن دين الإسلام الحنيف ، فالهدوية في حقيقتها هي مذهب سياسي عمل لاعلاء شأن غبار التاريخ وإسقاط الأمة اليمنية حيث حرم على اليمنيين الوصول للسلطة والحكم والمال وحصرها في السلالة فقط كحق إلهي مقدس وفقا لخرافة الاصطفاء التي حولت إبناء السلالة إلى أصنام مقدسة تعبد كآلهة ووسطاء السماء الحصرين.

اليوم هاهي العاصمة صنعاء بفعل الخيانة والجهل عادة من جديد لترزح تحت وطأة الاحتلال العسكري الفارسي بعد ستين سنة من الانعتاق والتحرر في ظل النظام الجمهوري ، حيث أصبح قرارها السياسي والعسكري بيد طهران 100% .

طبعا المليشيا السلالية الحوثية كإمتداد فارسي ليست أكثر من واجهة تحمل الجنسية اليمنية المزيفة ، مهمتها اليوم هو حشد المقاتلين من أبناء القبائل والمناطق بأساليب الترغيب والترهيب من أجل الزج بهم في الحروب لخدمة السلالة والمشروع الفارسي الإستعماري ، فالمليشيا الحوثية السلالية ليست أكثر من أدوات فارسية قذرة ورخيصة يقودها ضباط الحرس الثوري الفارسي الذين باتوا يحكمون العاصمة صنعاء المحتلة ويتحكمون طبقا لمصالح طهران ومشروعها النووي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى