(الحرب -الفقر- المرض – النزوح – كورونا)… الخماسي القاتل الذي يحاصر أطفال وسكان الضالع في جنوب اليمن “تقرير”
معين برس- الضالع/ تقرير علي عميران:
لا تستطيع الكلمات أن تعبر عن المآسي التي تعيشها محافظة الضالع جنوب اليمن خلال سنوات الحرب التي أتت على الأخضر واليابس ربما يستطيع الكبار تحمل الجوع والمرض لفترات طويلة لكن كيف يتحمل الأطفال تلك الكوارث في ظل تدني وضعف في الخدمات الصحية وغياب دور المنظمات والدولية عن المشهد.
محافظة الضالع تعد نموذج صارخ لمعاناة أطفال اليمن وتوضيح بسيط لحجم القهر والظلم والمعاناة في ظل مجتمع دولي لا يعترف سوى بمصالحه على حساب الآخرين.
آلاف الأطفال في “الضالع ” يعانون من الأوبئة والأمراض المتوطنةوسوء التغذية وندرة الأدوية والفقر المدقع في الوقت الذي نفذت كل حيل أبناء الضالع وجهودهم الذاتية في توفير الحد الأدنى من متطلبات أطفالهم واسرهم لكي يظلوا على قيد الحياة فيما ساهمت بعض الجهود التي يقوم بها مكتب الصحة وبعض المنظمات الدولية في إنقاذ عدد من الأطفال لكن ما يزال مئات الأطفال يعانون وينتظرون نظرة من عالم بلا قلب.
ثمة كوارث مجتمعة تطوق مديريات قعطبة والضالع والازارق والحصين هذه المديريات الاكثر تضررا بمرض سوء التغذية بحسب بلاغات مكتب الصحة بالمحافظة والتي تهدد بكارثة إنسانية كبيرةفالمجاعة وسوء التغذية والكوليرا والضنك والحصبة والدفتريا والحميات المختلفة بالإضافة لفيروس كورونا القاتل وموجات النزوح المستمرة من مناطق الصراع الي مركز المحافظة ومديرية قعطبة باتت اليوم أشباح تنهش سكان محافظة الضالع تحاصرهم وتقض مضاجعهم و تجتاح مناطقهاالمجاعة ويفتك بأطفالها سوء التغذية وتحاصر أهلها الأوبئة والأمراض القاتلة تنتظر اليوم لفتة إنسانية عاجلة من قبل الجهات المعنية والمنظمات الدولية لإنقاذ أهلها من كارثة إنسانية كبيرة.
آخر الإحصائيات
وفي آخر الاحصائيات الرسمية لإجمالي عدد الحالات المصابة بسوء التغذية الحاد الوخيم والحاد المتوسط اكد الدكتور عواس مسؤول قسم التغذية بمكتب الصحة بمحافظة الضالع بتصريح بان اجمالي عدد الحالات التي تم تسجيلها بسوء التغذية الحاد الوخيم 2522حالة و عدد حالات الشفاء2058 حالة بينما بلغ اجمالي عدد حالات سوء التغذية الحاد المتوسط 5287 حالة و عدد حالات الشفاء4707 حالة
خلال الربع الاول من بداية شهر يناير الى شهر مارس من العام 2021م بينما بلغ اجمالي عدد الحالات التراكمية المؤكدة بفيروس كورونا161 حالة منها 32 حالة وفاة وإجمالي عدد الحالات التراكمية المشتبهة بفيروس كورونا 2013 حالة منها 165 حالة وفاةبينما بلغ عدد الحالات المصابة بالكوليرا 827 حالة.
وبخصوص المديريات الاكثر عرضة وتضررا اكد الدكتور عواس بان المديريات الاكثر انتشار لسوء التغذية والحميات هي مديريات الضالع و الازارق وقعطبة والحصين.
تدهور الأوضاع الصحية
وحول الوضع الصحي يقول احد المهتمين بالوضع الصحي إن ثمت مشاكل كبيرة برزت بعد الحرب وتوطنت الكثير من الأمراض بفعل الواقع على الأرض منها “الكوليرا وسوء التغذية” والحميات المنتشرة بالإضافة لفيروس كورونا القاتل وتدهورت الأوضاع بشكل عام نتيجة الفقر وارتفاع الأسعار وتدهور العملة اليمنية وتواكب هذا مع نقص كبير جدا في الخدمات الصحية نتيجة عدم وجود الإمكانيات الكافية واللازمة لدي مكتب الصحة بالمحافظةوالتي كانت أحد أسباب تدهور الوضع الصحي بالضالع
وأكد أن الضالع ربما تعد الأكثر فقرا في الخدمات الصحية بين محافظات الجنوب المحررةوقد فاقمت الحرب من معاناه الأطفال وأخرجت لنا الكثير من الولادات التي تحمل تشوهات “خلقية نتيجة التأثير السلبي للحرب على النساء الحوامل وأشد الأمراض التي تقابلنا يوميا هو سوء التغذية والتي تنشأ نتيجة لأمراض أخرى والطفل الذي يأتينا مصابا بالكوليرا ولديه سوء تغذية يصعب التعامل معه.
صحة الضالع تناشد الجهات المعنية والمنظمات الدولية بالتدخل
وكان الدكتور محمد عبدالله صالح الدبش مديرعام مكتب الصحة بـمحافظة الضالع قد قال في تصريحات سابقة أن الضالع تعيش وضعا صحيا وإنسانيا معقداوينذر بكارثة تهدد سكان وأطفال المحافظة في حال عدم تدخل المنظمات الدولية والجهات المعنيةلإنقاذها بشكل عاجل.
مؤكداً بان مستشفى النصر العام مستشفى المحافظة كان مستشفى لمديرية الضالع ومن ثم رفع اسميا إلى مستشفى المحافظة ولاكن سعته السريريةوالخدمات التخصصية لايستطيع أن يقدم شي كامل لتغطية احتياج المحافظة وهناك مستشفى آخر تم تاسيسه عام 2000 م وإلى يومنا هذا لم يستكمل نتمني من الله ان يتم خلال الايام القادمة استكماله لتقديم الخدمات الإنسانية الطارئة.
وتابع الدكتور الدبش حديثه بان مديرية قعطبة تعتبر من اكبر المديريات بمحافظة الضالع وسكانها ربع سكان المحافظة ويبلغ حوالي 170000 الف نسمة ويوجد فيها مستشفى السلام الذي يعتبر اقل من مستشفى نتيجة لضيق المبنى وبحاجة إلى توسعة للمبنى كونه يستقبل يوميا المئات من الحالات المرضية.
وحول احتياجات القطاع الصحي بالمحافظة اكد الدكتور محمد الدبش إن المحافظة بحاجة للتجهيزات النوعية الخاصة بالتجهيزات الطارئة كالجراحه والانعاش وتوسعة المباني لمستشفى المحافظة والمديريات بالإضافة باعتماد حوافز للعمال الصحيين كون الموازنه الموجودة لاتكفي بالحد الأدنى لسد احتياجات القطاع الصحي وفي حال عدم توفر منظمات دولية داعمة سيؤدي إلي عدم حصول العمال الصحيين على الحوافز المالية وخصوصاً العمال الصحيين المتطوعين.
مناشدا المنظمات الدولية ومركز الملك سلمان والمؤسسات الخيرية وهيئات الأمم المتحدة التدخل العاجل لإنقاذ سكان و أطفال الضالع من كارثة إنسانيةوشبح المجاعة والأمراض القاتلة التي تفتك بالمحافظة.
مؤكدا بان الحالات المرضية تزداد يوما بعد آخر نظرا للوضع الحالي الذي تعيشه المحافظة من تدهور للأوضاع الاقتصادية التي تمر بها وقلة الدخل على مستوى الفرد وانعدام لأبسط مقومات الحياة.
معاناة مستمرة
وفي السياق نفسه يقول الكثيرون من ابناء محافظة الضالع بان معاناتهم ليست وليدة اللحظة بل يعانون منذو سنوات من هذه الامراض والحميات المنتشرة ولكنها تضاعفت وزادت بشكل كبيرخلال سنوات الحرب ويعتمد ثلثي سكان الضالع على ما يحصلون عليه من رواتب سواء من الوظائف المدنية أو العسكرية بينما يعتمد بقية السكان على زراعة القات وفي ظل الأوضاع الحالية ومع الارتفاع الجنوني لاسعار المواد الغذائية وتدهور سعر صرف العملة الوطنية وموجة النزوح المستمرة الي مركز المحافظة ومديرية قعطبة من مختلف مناطق الصراع حيث بلغ عدد الاسر النازحة اكثر من 7000 الف اسرة نازحة وقلة الاستجابة والتدخل من قبل الجهات المعنية والمنظمات الدوليةمن اجل تحسين الوضع المعيشي لمئات الاسر الفقيرة والنازحة أصبحت تلك الرواتب لا تكفي ولو جزء بسيط من متطلبات الأسرةويتحتم على الجهات المعنية والمنظمات الدولية مسؤولية أخلاقية تجاه ابناء محافظة الضالع.
رسالة الأهالي
رسالة الأهالي ننقلها إلى من يهمهم الأمر بأن يتداركوا تلك الكارثة الإنسانية ويرفعوا صخرة المعاناة من على كاهل أطفال ولدوا في زمن الحرب فاكتووا بنيرانها دون ذنب.
* المصدر: عدن الغد