مراكز الحوثي الصيفية.. معسكرات تنتج جيلاً مفخخاً بالإرهاب بإشراف إيراني “تقرير”
معين برس- خبر للأنباء:
بعد ساعات من تصنيف الخارجية الأمريكية، مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، “منظمة إرهابية”، قابله ترحيب محلي ودولي واسعان، أعلنت إدارة جو بايدن تراجعها في الساعات الأولى من توليه مقاليد الحكم، في خطوة نسفت مزاعم النظام الأمريكي بمكافحة الإرهاب، واتفاقيته التي تُعد اليمن إحدى الدول الموقعة عليها. الأمر الذي منح مليشيا الحوثي فرصة ذهبية لم تترد في التقاطها وحشد طاقاتها على مختلف الأصعدة، تخللها لقاءات سرية وعلنية مع مسؤولين أمريكيين ظاهرها “مزاعم سلام” وباطنها “حرب لا تبقي ولا تذر”.
واحدة من تلك الخطوات التي حشدت لها المليشيا عقب التراجع الأمريكي من تصنيفها “منظمة امريكية”، إقامة عشرات المراكز الصيفية والمعسكرات التدريبية في مناطق عدّة خاضعة لسيطرتها، كان للطفولة نصيب كبير، دشنتها في سنوات انقلابها الأولى سريا، زادت المجاهرة فيها السنوات الثلاث الأخيرة، بلغت ذروتها هذا الموسم الذي دشنته قبل أيام.
تحذيرات مجتمعية
وأكدت مصادر مطلعة لوكالة “خبر”، أن المليشيا زجت بمئات الأطفال والنشء في عشرات المعسكرات التدريبية تحت غطاء “المراكز الصيفية، والتي خصصت لها ميزانية بمليارات الريالات من خزانة الدولة.
مصادر متعددة أفادت أن بين المستهدفين أطفالا اعمارهم لم تتجاوز الخامسة، في حين أكدت ذلك صور تداولها ناشطون على مواقع التواصل لأطفال أعمارهم بين الرابعة والسادسة، يرتدون “فنائل عليها الصرخة الخمينية الايرانية التي ترفعها المليشيا شعارا لها”، بينما آخرون “جميعهم قاصرون” ظهروا يرتدون سلاح “الكلاشنكوف” عل اكتافهم وشعارات طائفية على جباههم.
مخرجات تلك المعسكرات التدريبية بحسب مراقبين، “طفولة مفخخة بالإرهاب والكراهية، تجر اليمن والمجتمع الدولي إلى دفع ثمنا باهظًا”. ما دفع مئات المثقفين والناشطين المستقلين إلى إطلاق حملة الكترونية تحت هاشتاق #الحوثي_يفخخ_الطفولة، طالبت المجتمع الدولي “حماية أطفال اليمن من صناعتهم إرهابيا”.
تحذيرات حكومية
وفي ذات الصدد، حذرت الحكومة اليمنية من المخاطر الكارثية لإقامة جماعة الحوثي المدعومة ايرانيا مئات المعسكرات في العاصمة المختطفة صنعاء، وباقي مناطق سيطرتها تحت غطاء “المراكز الصيفية”.
ونقلت وكالة سبأ الرسمية، عن وزير الإعلام والثقافية والسياحة معمر الإرياني قوله إن مليشيا الحوثي تستخدم ما تسميها “المراكز الصيفية” لاستدراج واستقطاب الأطفال وطلبة المدارس، وتعبئتهم بالأفكار الطائفية المستوردة من ايران، وتجنيدهم والزج بهم في مختلف جبهات القتال”.
وأكد أن المليشيا تغسل عقول مئات الآلاف من الأطفال في مناطق سيطرتها، وتصنع جيلا من الإرهابيين والمتطرفين المؤدلجين بالشعارات العدائية وثقافة الموت والكراهية للآخر.
ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الاممي والأمريكي القيام بمسئولياتهم القانونية والأخلاقية إزاء هذه الممارسات، والضغط على مليشيا الحوثي لوقف عمليات اغتيال الطفولة في اليمن، وتحويل مئات الآلاف منهم الى قنبلة موقوتة، ومصدر لتهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
التحذيرات المحلية توالت من مغبة التصعيد الحوثي الخطير الذي يهدد النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي في البلاد، عقب تحويلها الطفولة إلى ادوات للقتل ونشر العنف والفوضى والارهاب في اليمن والمنطقة والعالم.
وطالبت من كل أب وأم في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الحفاظ على ابنائهم وعدم تسليمهم سلعة رخيصة لمليشيا ارهابية لا تكترث بمصيرهم.
المجتمع الدولي يرعى الإرهاب
وفي الوقت الذي صنفت الإدارة الامريكية اواخر فترة رئاسة الرئيس الامريكي الاسبق دونالد ترامب، مليشيا الحوثي “منظمة ارهابية”، وسعت الى فرض قيود تجاه التعامل معها، جاء الرئيس الحالي جو بايدن معارضا لذلك من الدقائق الاولى، مبررا ذلك إلى الوضع الانساني في مناطق سيطرة الحوثيين وضرورة وصول المساعدات الانسانية التي كان حظر وصولها قد دخل حيز التنفيذ.
وقال -حينها- المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، “خطوتنا مرتبطة بتأثر المساعدات الإنسانية لليمن بقرار الإدارة الأمريكية السابقة”، مؤكدا “لا علاقة لهذا القرار بنظرتنا للحوثيين وسلوكهم المستهجن الذي يتضمن هجمات ضد المدنيين وخطف مواطنين أمريكيين”.
وكان وزير الخارجية الأميركي السابق، مايك بومبيو، قد أدرج جماعة الحوثي في القائمة السوداء في 19 يناير/كانون الثاني 2021م- قبل يوم واحد من تولي بايدن منصبه.
جرائم الحوثي التي لم تتوقف يوما واحدا سواء بقصف المدنيين أو باختطافهم وتعذيبهم حتى الموت، أو حرمانهم من مرتباتهم، وصولا إلى انتاج اجيال مفخخة بالفكر الارهابي والزج بمئات القاصرين في المعارك “وهو ما يتعارض مع القوانين الدولية وحق الطفولة”، ذلك وأكثر عكس مدى تناقض السياسة الامريكية الداعية إلى مكافحة الارهاب، والمتعاطفة في آن واحد مع جماعة سبق وان صنَّفتها “منظمة ارهابية”. وهو ما اعتبره مراقبون ومحللون “مصالح مشتركة بين الادارة الامريكية وجماعة الحوثي”.
إشراف إيراني
وبعد أن جنّّدت المليشيا الحوثية نحو 10300 طفل يمني اجباري، في حملة مفتوحة بدأت في السنوات الثلاث الماضية (2018، 2019، 2020)، إذ افتتحت 52 معسكر تدريب لآلاف المراهقين والأطفال، بحسب تقرير أطلقه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومنظمة “سام” للحقوق والحريات، بمناسبة اليوم الدولي لمناهضة تجنيد الأطفال، والذي يوافق 12 فبراير من كل عام، بينما اكتفى المجتمع الدولي والامم المتحدة ومنظماتها الحقوقية بالتزام الصمت، زادت شهية المليشيا تجاه ذلك.
وتقول مصادر حقوقية، إن بعض الادانات التي اطلقتها منظمات حقوقية على استحياء، تجاه ذلك، استغله الحوثيون في توسيع نشاطهم، ومحاولة الافلات من كماشة “التجنيد الاجباري” إلى تفخيخ عقولهم في معسكراتها التدريبية تحت غطاء “مراكز صيفية” بواسطة دورات اعدّت مناهجها خبرات إيرانية ويمنية، مخرجات مفاهيمها رديفة لتنظيمي القاعدة وداعش وغيرهما.
مصادر مؤكدة أفادت “خبر”، نقلا عن مصادر مطلعة، أن السفير الإيراني بصنعاء وضابط الحرس الثوري الايراني السابق، المدعو “حسن ايرلو” يشرف بشكل مباشر على الدورات التي يقيمها الحوثيون -حاليا- في عشرات المراكز الصيفية الخاصة بهم، والتي تضم المئات من الاطفال والنشء.