من وحي الصيام
عبدالمجيد السامعي
صيام رمضان عبارة عن دورة تدربية لترويظ النفس على الطاعة والصبر والانقياد وهوالركن الخامس من اركان الاسلام قال تعالى{ يا أيها الذي آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} .
وقتُ فَرْضِه: فُرِضَ في السَّنةِ الثانيةِ منَ الهِجْرةِ في شهرِ شعبان ، وقد صامَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ تسعَ رَمَضانات ، كلَّها نواقِص ، أي : تسعةً وعشرين يوماً ، إلاّ واحداً فكاملٌ.
شهرُ رمضان : هُو الشهرُ التاسعُ منَ الشهورِ العربيّة ، وهُو أفضَلُ الشهور ، وسُمِّيَ رمضانَ قيل لأنّه : عندَما وضَعَ العربُ أسماءَ الشهور ، وافَقَ هذا الشهرُ شِدَّةَ الحَرّ ، فسمُّوهُ رمضانَ منَ الرَّمْضاء ، أي : شدَّةِ الحرّ ، وقيل : لأنّه يَرمِضُ الذُّنوبِ ، أي : يَحرِقُها .
فضيلةُ الصّوم : الآياتُ والأحاديثُ كثيرةٌ في ذلك :
ومنها قولُهُ تعالى : {كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية}
وقولُه : {والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما} .
وهناك نيات مصاحبة لهاذه المناسبة منها الاستعداد النفسي لإستقبال رمضان:
جاء في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: “إذا تَحَدَّثَ عَبْدِي بأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً، فأنا أكْتُبُها له حَسَنَةً ما لَمْ يَعْمَلْ، فإذا عَمِلَها، فأنا أكْتُبُها بعَشْرِ أمْثالِها… “رواه البخاري ومسلم.
وعلى هذا فالمطلوب ما يلي:
١- نية التوبة الصادقة من جميع الذنوب.
٢- نية أن يكون هذا الشهر بداية انطلاقة لعمل الخير والعمل الصالح المستمر .
٣- نية تصحيح الأخلاق والسلوك والمعاملة الحسنة مع الآخرين.
٤- نية ختم القرآن الكريم أكثر من مرة مع التدبر.
٥- نية عمل برنامج عملي لاستغلال الشهر بالطاعات والعبادات والالتزام بذلك.
٦- نية كسب أكبر قدر من الحسنات حيث أن في هذا الشهر تضاعف الأجور.
٧- نية العمل لهذا الدين ببذل النصيحة لكل مسلم حسب الإمكان مستغلاً روحانية هذا الشهر الكريم.
من سُننُ الصَّومِ
تعجيلُ الفِطْرِ إذا تيقَّنَ الغروب بِخلافِ ما إذا شكَّ فيجبُ عليهِ أن يعمَلَ بالاحتياطِ ويؤخِّرَ الفِطْر السُّحورُ ولو بِجُرعةِ ماء.
وعند الافطار يسن الإتيانُ بدُعاءِ الإفطار وهُو: (اللهُمَّ لكَ صُمْت ، وبِكَ آمنْت ، وعلى رِزْقِكَ أفطَرت . ذهَبَ الظَّمَأ ، وابتلَّتِ العروقُ وثبَتَ الأجْرُ إن شاءَ الله . الحمدُ للهِ الذي أعانَنِي فصُمت ورزَقَني فأفطَرْت . اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِرحمتِكَ التي وَسِعَتْ كُلَّ شيءٍ أن تَعفِرَ لي) ويَدعو بعده بما شاء .
المُحافَظةُ على صلاةِ التراويحِ مِن أوَّلِ ليلةٍ إلى آخِرِ ليلة ، قالَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام: (مَن قامَ رمضانَ إيماناً واحتِساباً غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ مِن ذَنْبِه) رواه البخاري ومسلم .
قال العلماء: المقصودُ بقيامِ رمضان: صلاةُ التراويح .
الإكثارُ مِن تِلاوَةِ القرآنِ بِتدبُّر ، لأنه الشهر الذي أنزل فيه ويأتي شفيعا لقارئه يوم الاجتِهادُ في العشْرِ الأَواخرِ وتحرِّي ليلةِ القَدْر فيها وفي أوتارِها آكَدُ.
تَرْكُ اللَّغْوِ والمُشاتَمة ، فإن شاتَمَهُ أحدٌ فيتذكّرُ بقلْبِهِ (اني صائم) زجراً لنفسه عن إدخال الخلل على صومه .
اللهم طهر قلوبنا واشرح صدورنا وتقبل صلاتنا وجميع طاعاتنا واجب دعواتنا وأصلح أحوالنا واجلو حزننا وبيض وجوهنا واجعل الريان بابنا والفردوس ثوابنا والكوثر شرابنا واجعل لنا فيما نحب نصيب.
اللهم صل وسلم وبارك وانعم على عبدك ورسولك سيدنا محمد تسليما كثيراوالحمدلله رب العالمين..