“خيوط الإرهاب”.. الاعترافات الكاملة لخلية العبوات الحوثية في المخا والخوخة
معين برس – متابعات- تقرير:
سجلت شعبة الاستخبارات في القوات المشتركة إنجازًا جديدًا أضيف لرصيدها الأمني، من خلال إسقاط خلية إرهابية تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، متخصصة بنقل وزرع وتفعيل وتفجير العبوات الناسفة في المخا والخوخة، ونقل الإحداثيات إلى المليشيا الإرهابية.
وتتكون الخلية من 7 أشخاص كلهم من المخا منهم خمسة أشقاء، هم (فؤاد سعيد سالم فارس “20 عاما”، وإخوانه أحمد “25 عاما” وصلاح “23 عاما”، ويحيى “25عاما” وفارس “35 عاما”)، بالإضافة إلى المدعوين ناصر علي سعيد الرعيدي ” 35 عاما”، ومحسن حسن قليهيط “30 عاما”، فيما لا يزال اثنان فاران وهما مشرفا الخلية المدعوان أبو معاذ و علي سعيد فارس المكنى أبو منصور.
واشترك العناصر السبعة في خلية شكلتها المليشيا الحوثية بعناية منذ أن كانت تسيطر على مدينة المخا، حيث ظل العُملاء مجندين لصالح المليشيا لاستهداف أمن مديريتي الخوخة والمخا، مقابل مبالغ مالية، حتى وقع الجميع في قبضة شعبة الاستخبارات العسكرية واعترفوا بتفاصيل عمالتهم ووقوفهم وراء عمليات إرهابية عدة استهدفت المدنيين والقوات المشتركة في الساحل الغربي.
وأقر أعضاء الخلية بتنفيذ 20 تفجيرا إرهابيا في المخا والخوخة لصالح المليشيا الحوثية، استهدفت مشاريع مياه وأسواق ومناطق حيوية، وأطقم عسكرية تابعة للقوات المشتركة، حيث جُند الجميع من خلال المطلوب أمنيا المدعو علي (أبو منصور) وهو الأخ السادس للأشقاء الخمسة الذين عملوا بمعية عضوا الخلية ناصر الرعيدي ومحسن قليهيط في مديرية الجراحي، وتلقوا دورات تدريبية في الجراحي ومناطق الحوثيين بتعز، وصنعاء، وذلك للتعامل مع العبوات وتفجيرها عن بُعد ورفع الإحداثيات والمواقع.
وقال عضو الخلية المدعو فؤاد فارس، إنه انتقل إلى الجراحي بعد تحرير المخا ثم نُقل بمعية مشرفٍ حوثي يكنى (أبو معاذ) إلى صنعاء، وكان مكلفا ضمن مهامه بتفجير عبوتين ناسفتين لاستهداف فعالية إحياء ذكرى الثاني من ديسمبر وسط الحشود الكبيرة التي احتفلت في المخا، لكنه فشل في هذه المهمة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة.
وتحصّل عضو الخلية فؤاد الذي نفذ مجموعة تفجيرات إحداها استهدفت دراجة نارية تقل مواطنين، على مبالغ مالية، مقابل أعماله الإرهابية لصالح المليشيا الحوثية الإيرانية، أما شقيقه أحمد عضو الخلية الذي كان يعرف حركيًا باسم (زيد) هو الآخر عمل بدايةً في خلية مكونة من ثمانية أشخاص تلقت تدريباتها في مزارع الرمة قبل تحريرها، حيث تدرب على يد شقيقه المطلوب “علي” والمطلوب المدعو “أبو معاذ”، وكانت يومها بداية عمله في زرع العبوات.
وذكر عضو الخلية أحمد في اعترافاته أنه وبعد إكماله الدورة اتجه فورا إلى مهمته الإرهابية، وكان أول عمل له زرع عبوات في الطريق الفرعي الواصل إلى مشروع مياه يختل، هنالك وفي محيط المكان زرع عبوات ناسفة لاستهداف الأبرياء والقوات المشتركة. مُقرًا بضلوعه في جرائم إرهابية عدة في أسواق بالمخا والخوخة.
وأشار إلى أنه عندما حاول أن ينسحب من المأزق الذي وقع فيه أصر عليه أخوه المطلوب أمنيا المدعو “علي (ابو منصور)، بالاستمرار وهدده بالقتل، فواصل مهمته ، حتى وقع في أيدي أبطال الاستخبارات كعنصرٍ إرهابي قبل على نفسه العمل لصالح العصابة الحوثية في قتل أبناء جلدته في المخا والساحل الغربي.
أما عضو الخلية ناصر الرعيدي الذي ينتمي إلى جبل النار في عزلة المشالحة بمديرية المخا، فكان من أهم العناصر في الخلية، موثقا في اعترافاته تلقيه دورة تدريبية تثقيفية وقتالية في مناطق الحوثيين بتعز لمدة 40 يوما على يد مشرف حوثي يدعى (ابو زيد القشوي)، وتنسيق (ناصر مطلق) الذي كان في السابق يعمل مشرفا أمنيا للمليشيا في المخا، وعند عودة ناصر إلى المخا عقب إكماله الدورة وُظف في الجانب الأمني لنحو شهر ونصف، قبل أن يُضم إلى خلية العبوات.
يكشف عضو الخلية ناصر في اعترافاته أنه كان يقود شاحنة (دينة) لنقل الأحمال إلى الجراحي وكان اتفاقه مع الحوثيين أن يحصل على 70 ألف ريال مقابل كل عبوة ينجح في زراعتها وتفجيرها مستهدفا المدنيين أو جنود القوات المشتركة، إضافة إلى راتب شهري مقداره 100 ألف ريال، وكان يستخدم الشاحنة في نقل العبوات الناسفة لزرعها في المخا وتفجيرها عن بُعد.
وقال عضو الخلية ناصر الرعيدي إنهم كانوا في بعض الأحيان عندما يعجزون عن نقل العبوات، يلجأون إلى دسها في أكياس الذرة للتمويه، إذ كان أفراد الخلية الإرهابية على تواصل مع بعضهم لتقاسم الأدوار، حيث اتفق ناصر مع المطلوب المدعو علي المكنى أبو منصور الذي كان حلقة الوصل بين الخلية ومليشيا الحوثي -أي أنه كان المشرف على الخلية التي أغلب أعضائها إخوته- على استئجار منزل في المخا كمخبأ العبوات.
وتلقى عضو الخلية ناصر وعداً من علي ليشتري له شاحنة (دينة) وكذلك لم يحصل على كامل المبالغ التي اتفق بها مع مليشيا الحوثي، وفق اعترافاته، ولهذا قرر الإضراب عن عمله الإرهابي لفترة، وفي فترة من الفترات انتقل إلى ماوية في تعز لحضور حفل زفاف، هنالك التقاه المشرف الحوثي (أبو معاذ) وقبض عليه وأوسعه ضربا، واحتجزه في السجن لكن مشرف الخلية المقيم في الجراحي (علي) تدخل وأفرج عنه وأعاده إلى المخا مع سيارته (باص) التي كانت مصادرة من قبل أبو معاذ.
وأوضح عضو الخلية ناصر أن نقل العبوات كانت تتم بطريقة مدروسة، بحيث يقوم شخص ما من الخلية بتهريبها إلى مكان معين، ثم يتم توزيعها بطريقة سرية بين أعضاء الخلية، وهذا العميل كان أكثر من تحصل على مبالغ مالية.
أما عضو الخلية المدعو صلاح سعيد سالم فارس، فقد كلف أيضا بزرع عبوات ناسفة لاستهداف حشود الثاني من ديسمبر في المخا، بعد أن عجز أخوه عضو الخلية فؤاد عن تنفيذ المهمة، لكنه هو الآخر لم يوفق في تنفيذ العملية التي حاولت المليشيا تنفيذها دون جدوى.
ويعترف عضو الخلية صلاح بزرع مجموعة عبوات ناسفة إحداها زرعها بالقرب من فندق موكا في المخا، وكان صلاح – بحسب اعترافاته – أكثر من تسلم عبوات ناسفة وزرعها ووزعها، حيث زرع العبوات في الأطقم العسكرية المتوقفة، و في الأسواق في كل من المخا والخوخة، وهو أيضا تلقى دورة خاصة في التعامل مع العبوات المتطورة التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء لمدة عشرة أيام، في مدينة الصالح بتعز.
وأناطت مليشيا الحوثي بعضو الخلية محسن قليهيط مهاما قليلة مقارنة بالآخرين، فهذا كان من جيران أسرة عضو الخلية فارس، وكشف عن خيط من أسرار الخلية، الذي قال إنها انتقلت – أي أسرة فارس – إلى مزرعة خاصة في الزهاري لتسكن فيها بهدف ممارسة مهامها بعيدا عن الأنظار، حيث كان محسن بمثابة مسؤول مالي هو وعضو الخلية الآخر (ناصر) إذ تحصل محسن قليهيط على مبالغ مالية بالعملة المحلية والأجنبية.
وأغرى مشرف الخلية المطلوب (علي) أخاه المقبوض عليه يحيى بوعود بمبالغ مالية كما وعده بتزويجه حتى أقنعه بالانضمام إلى الخلية. وجاء في معرض اعترافات يحيى أنه انتقل إلى صنعاء والتقى شخصا من صعدة يكنى (أبو القاسم) واستضاف يحيى في منزله لمدة أربعة أيام وهنالك قدم له دورة في زرع العبوات وتفعيلها وتفجيرها عن بُعد.
وكان المدعو (أبو معاذ) هو المسؤول الأعلى للخلية وهو المكلف بتدريبها، فقد التقى كل المتهمين وعقد معهم الاتفاقات، وكان من ضمن ما اتفق مع عضو الخلية يحيى تكليفه بتفجير شخصيات اجتماعية على رأسهم زيد الخرج ، وقيادات عسكرية من أبناء تهامة.
من جانبه ذكر عضو الخلية السابع المدعو فارس سعيد سالم فارس أنه كان يعاني من مشاكل في النظر ووجد العمل لصالح الحوثيين في قتل الأبرياء فرصة للتداوي والشفاء، إذ انتقل إلى الجراحي فصنعاء التي خضع فيها للعلاج مقابل الاشتراك في خلايا العبوات، متحدثا عن قيام القيادي الحوثي المدعو (أبو معاذ) باستخدام أطفاله الذين جلبهم إلى الجراحي رهائن لاستخدام والدهم أداة للقتل والإرهاب.
وأشارت اعترافات المدعو فارس الذي تدرب على برامج خاصة في تحديد المواقع برفع الإحداثيات بعد تلقيه دورة في هذا المجال، إلى أنه كُلف أيضا من قبل الحوثيين بمهام رصد تحركات القيادات العسكرية والأمنية، واستهدافها ومنازلها بالعبوات الناسفة، كما طلبوا منه العمل في ميناء المخا لرفع المعلومات للمليشيا، وتجنيد خلايا إضافية؛ لكنه عجز أيضا عن تنفيذ هذه المهام.
ورغم العمل السري والمنظم للخلية، تمكنت شعبة الاستخبارات العسكرية من الإيقاع بكل أعضائها، وكشف خيوط الإرهاب الحوثي الذي مورس عبر هذه الخلية الإجرامية، ليضاف هذا الإنجاز الأمني إلى قائمة الإنجازات التي حققتها شعبة الاستخبارات خلال الفترة الماضية.
هذا وقد أكد متخصصون في الهندسة العسكرية أن طريقة صناعة العبوات الناسفة والأجهزة التابعة لها وتقنية تشغيلها وتفجيرها عن بعد تتطابق مع الأسلوب الذي تتبعه عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في تنفيذ عملياتها الإرهابية.
ووصف الإعلام العسكري -في بيان وزعه أمس – سقوط الخلية بـ”ضربة موجعة للمليشيات الحوثية ومخططاتها الإرهابية”، مشيرا إلى أن القوات المشتركة تمضي بحزم لردع كل من تسول له نفسه المساس بالأمن والاستقرار في الساحل الغربي، والتصدي لكل الأنشطة التخريبية والإرهابية .