المصالحة الخليجية بين الأمل والمخاوف
مصطفى محمود*
برغم سعادتنا وتفائلنا بالمصالحة الخليجية كبداية ان يعم الخير والسلام لجميع الشعوب العربية وان يصفى الود بينهم وأن تنتهي الحروب والمشاكل بين الأشقاء العرب، وان يكون هناك درس لادعياء السياسة أنه لا توجد صداقة دائمة ولا عداوة دائمة وانما هناك مصالح وانه لا يمكن نسف العلاقات الاخوية بين العرب مهما طال الخلاف، وايضا لما سيكون لها من انعكاسات ايجابيه في حرب اليمن ولكن هناك بعض النقاط المهمه التي تثير مخاوفنا لما تكتنفه من غموض وهي كالاتي:
النقطه الاولى: مامصير مطالب مصر ونظامها في المصالحة الجديدة وهل ستكف قناة الجزيرة الذراع الأقوى لقطر من مهاجمة نظام السيسي والتي دائما ما تصفه بالانقلابي.
النقطه الثانيه :عن طبيعة العلاقات السعودية الاماراتية بعد تقارب قطر والسعودية وثأثيره على مصير الحرب في اليمن؟
النقطه الثالثه : غياب ملك البحرين عن القمة الخليجية يعني ان المصالحة الخليجية ليست مكتملة فهي تمت بين السعودية وقطر وان دولة البحرين و الامارات ليس جزء من تلك المصالحه وهذا مايثير مخاوفنا ان نشهد تكتل إماراتي مصري مقابل سعودي قطري في كافة الملفات الدولية خصوصا اليمن.
النقطه الرابعه :كيف يمكن التغاضي عن تصريحات الإعلاميين والمحللين العرب الذين انحازو لاحد طرفي الصراع وكانت تصريحاتهم تنطوي على إهانات كبيرة للطرف الآخر ووصلوا بأهاناتهم لحد الخوض بالاعراض؟.. هل يتم الاستغناء عن خدماتهم ويذهب تملقهم أدراج الرياح بعد أن وضعوا كل بيضهم في سلة واحدة و نفخوا في نار العداوة بين الشعوب ظناً منهم أن الأنظمة سوف يطاح بها بتغريدة من قبلهم !
النقطه الخامسه :ما مصير العلاقات السعودية من جهة والقطرية والتركية من جهة مقابلة، وهل سنشهد عودة للملف السوري للواجهه خصوصا بعد غياب؟.
كل هذه المخاوف تبحث عن الإجابات وستتكشف حقائق كثيرة وتوضح بعد فترة من الزمن فلكل خطوة هناك خسائر واعتقد ان الرابح جميع الشعوب لكن الخاسر هو من صب الزيت على النار وتربح في فترة قليلة من أجل كسب ود باطل.
* كاتب من اليمن