المليشيا الـحــوثــيــة إلى أيــن؟ “1”

مصطفى محمود *

نجحت المليشيا الحوثيه السلاليه ( 2014 م في اخضاع اليمنيين في نطاق سيطرتها ، فقط لأنها نجحت في زرع فوبيا الرقيب الداخلي في ذواتهم الجريحة، وسلبتهم اعتقادهم بفاعليتهم، فجعلت من الجميع رهائنَ لإملاءات وشكوك نفسية داخلية أكثر من كونهم رهائن لخاطفين حقيقيين. فكم من مرة كان الخاطف يغفو باطمئنان تاركاً الباب مفتوحاً لرهينته بعد أن جعلها تتوهم أن كل الأبواب المفتوحة موصدةٌ أو أن فرارها مصيره الفشل والعقاب الحتميينِ آخر المطاف، فصارت الرهينةَ والحارسَ معاً!

تدلنا التجارب البشرية عبر التأريخ أن تحول الوعي بالحرية إلى سلوك حر فعلي ليس أمراً بسيطاً أو حتمياً أو مباشراً، إذ تبقى المسافة الاجتماعية بين المعتقد والفعل مكتظة بعدد لا يحصى من متغيرات التأجيل والكف والإحباط. لكن إدراك الرهينة لعبوديتها، ووعيها برذائل واجرام المليشيا الحوثيه يمثلان الخطوة الأولى الضرورية لانتصارها النفسي القادم على تفكيرها الأزماتي. إن فعل الحرية هو أعقد أنواع السلوك البشري قاطبةً، لأن درب التحرر الداخلي العميق يتطلب أولاً التخلص من اي أوهام صنعها التأريخ الاجتماعي للإنسان، أوهامٍ ترتدي لباس الدين والفضيله لكنها تمارس دور السجان نحو معتنقيها.

ولأن التأريخ النوعي للبشرية كان على الدوام يصنعه هذا الصنف من الوعي الاجتماعي المعارض لواقعي العبودية والظلم، فإن السنوات القادمة في اليمن ستشهد تناقصاً مؤكداً في أعداد الملاييين الخاضعة لسيكولوجية التسليم للمليشيا السلاليه، لصالح ظهور ملايين أخرى مؤمنه بالهوذه اليمنيه حتما ستكتشف تدريجياً وبالتجربة الملموسة، بطلانَ ولا أحقية فكرة “الرهينة”. . إن مصدر هذا التفاؤل هو امتلاك الشخصية اليمنيه لخصائص متحدية أخرى يمكن أن تتفوق تقمصها الحالي لدور الرهينة.

ان السوسيولوجيا في اليمن كانت على الدوام أكثر تريثاً وأشد تأصيلاً من حصان السلاله الجامح. التي تتوهم إنها أصبحت مالكه للمجتمع اليمني حقاً، لأنها سيطرت عليه بالحديد والنار في ست سنوات او حتي خمسه عشر سنه. بضغط السلاح والقوه والإلحاح اللاهوتي السلالي انصح السلاله منذ الآن أن تتشاءم وأن تترك التفاؤل (للاقيال) مثقفي التنوير الفاقدين لغريزة السلطة والمالكين لدافع الهويه اليمنيه فالحراك الاقيال الموضوعي بات يتفاعل هناك.. في أعماق شخصية الفرد اليمني ، حيث تقبع تلك الرهينة التي بدأت تطرح أسئلة التشكيك بكل شيء… أسئلة الحرية!

ينبع ،،،،،،

* كاتب من اليمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى