اليمن.. تربية الأطفال الخاطئة

أسعد أبو الخطاب *

تعريف تربية الطفل بأنها عملية تربيته وتعليمه منذ الولادة وحتى سن البلوغ، وتوفير الاحتياجات الأساسية له والتي تشمل النمو الجسدي، والتطوّر العقلي والفكري، وتوفير الأمان والحماية، وذلك لأنّها تعد من الواجبات الاساسية الملقاة على عاتق الوالدين أو أولياء الأمور المسؤولين عن الطفل أو حتى دور الأيتام.

تربية الأطفال ضائعة في المجتمع اليمني رغم أني لم أمر بعد بتجربة مرحلة الأبوة، ولكنني أخصائي في هذا المجال، لقد مررت بتجارب ورأيت مواقف تسمح لي بأن أتحدث عن هذا الموضوع بكل دقه، للأسف ورغم العصر المتطور الذي نعيشه اليوم ورغم أنتشار التكنلوجيا لكن تعاملنا مع الأطفال لازال من حيث معاملة المجتمع لهم أو من ناحية تربية الأبوين لأطفالهم فيه غير صحيحة ولستا.

لقد غاب عن فكر الجميع اليمني أن الطفل من سنة إلى سبع سنوات يدرك كل ما حوله ويستطيع الأبوين أن يعدلو في شخصيتة حيث في هذه الفترة تبنى شخصيته الطفل فيكون نسخة لأبوبه اللذان قد لا يهتما لشعوره أو للمواقف التي يعيشها فقط لأنه صغير وقد يمر بمواقف يحتاج أحدى الأبوين يعرفة الصح من الخطآ ، يظن معظم الأبوين أن هذه المواقف ستنسى لكن في الحقيقة يحدث عكس ذلك تماما وتطبع في ذاكرة طفلهم طول عمرة لن كل المواقف التي يمر بها الطفل في هذه الفترة ستكون بمثابة مقدمة حيث تجعل انطباعنا منها عن الكتاب يأخذ الطفل انطباعه عن الحياة و يبني سلوكياته وفقا لذلك .. فكل ما يظهر على الطفل بعد هذه الفترة يحولها من مشاكل نفسية إلى تصرفات عدوانية أو غير لائقة فهذا يكون فقط مخرجات ما عاشه في هذه الفترة .

يغتبر بعض الآباء أن إنفاق المال على الأطفال يحل محل التربية و أن تعبهم من أجلهم كاف لإخراج ولد صالح و هذا خطأ فادح للسف الشديد يقع فيه ناس أغلب الأبوين في أليمن لجل مضغ ألقات أو لجل أن يرتاح مع زواجتة أو السمرة مع الجيران والاقارب، وكلما حاول شاهد الطفل أمامه يحاول يهبله بعض النقود ورساله إلى الحافة أو إلى البقالة أو أماكن بعيدة، أن تربية ولد صالح لا تقتصر على الرفاهية و جودة العيش، بل تقتصر على الوقت الذي تمنحه لابنك ومحاولة معرفة أين ذهب ومع من وماذا حدث له من أشياء أيجابية وسلبية وكسر الخاجز بين الطفل وبينك لكي يصرحك بكل من  يحدث له بدون خوف وقلق وتستر ، يجب الطفل تحرص على أن تعلمه بنفسك ، على تصرفاتك في وجوده ، على طريقة تعاملك معه ، فمثلا حين يترتب عليه بعض الواجبات ليس بالضروري أن يتلقى أمرا منك لكي يحس نفسه مضطرا على فعله في حين يمكنك فتح حوار معه تكون نتيجته أفضل، فبدل من أن يحس الطفل أنه مأمور يحس أنه مسؤول ، فيصبح يؤدي واجبته دون الحاجة للتذكير بها ويصير متميز.

يجب على الأبوين أن يسعيان بأن يكونان المؤثران على ابنهما بطريقة ايجابية ، من تعليمه لطريقة الحوار المؤدب مع جميع الاشخاص وخصوصا اكبر منه سن ويحب وجوب احترام الغير و رأيهم وذلك من خلال التصرف بالسلوكيات الواجبة في حضوره والابتعاد عن أي مناقشات تؤدي إلى الصراخ أو التصرف بعنف أمامه وعدم فتح أمامه أي مشكلة ويحرص الأبوين عدما النقاش الابتر ويجب عليهما أن يجعلا من البيت الحضن الدافئ الذي يلجأ إليه ولدهما و يبديان تفهمها للمصاعب التي يواجهها وترك له المساحة الكافية للتعبير دون المبالغة في ذلك وحترم رأي الطفل وعدم أن يشعرون الطفل بانه لايوجد لديه قرار في البيت.

يجب على من أرد الزواج والعيش بسعادة قبل الإنجاب طالعوا كتب سيرة النبي صلى علية وسلم ، وكتب علم النفس وعلم الأجتماع، وحاولوا الجلوس مع أخصائي نفسي وجتماعي ، لا تربوا أولادكم مثالما تمت تربيتكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم ، أنجب ولدا يكون دعما لمجتمعنا اليمني لا عبئا عليه.

نصائح مهمة لتربية الأطفال هنالك العديد من النصائح التي يجب اتباعها للنجاح في تربية الأطفال، ومنها ما يأتي: مساعدة الطفل على حل المشكلات الاجتماعية التي تواجهه بنفسه حيث يكون أحدى الأبوين يرقب كيف يحل المشكله و مساعدتة اذا كان غير صائبفي الحل للمشكلة الاجتماعية التي تواجه، الحفاظ على الشعور بالسعادة لأنّها تؤثر بشكل إيجابي على الأبناء، الابتعاد عن الانتقاد والصراخ والعقاب البدني والشتم والسب والتنيب، لانه ذلك يجعلهم خائفين وضعيفي الشخصية، الحرص على توجيه الطفل بتقديم المشورة له وإشعاره بقربه وقوة العلاقة.

الأساليب الخاطئة وآثرها على شخصية الطفل وهي :
1- التسلط
2- الحماية الزائدة
3- الإهمال
4- التدليل
5- القسوة
6- التذبذب في معاملة الطفل
7-إثارة الألم النفسي في الطفل
8-التفرقة بين الأبناء

1. التسلط أو السيطرة: ويعني تحكم الأب او الأم في نشاط الطفل والوقوف أمام رغباته التلقائية ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التي يريدها حتى ولو كانت مشروعة او الزام الطفل بالقيام بمهام وواجبات تفوق قدراته وإمكانياته ويرافق ذلك استخدام العنف او الضرب او الحرمان أحيانا وتكون قائمة الممنوعات أكثر من قائمة المسموحات، مثل تفرض الأم على الطفل ارتداء ملابس معينة او طعام معين او أصدقاء معينين،ايضا عندما يفرض الوالدين على الابن تخصص معين في الجامعة اودخول قسم معين في الثانوية قسم العلمي او الأدبي …الخ.

ظنا من الوالدين ان ذلك في مصلحة الطفل دون ان يعلموا ان لذلك الاسلوب خطر على صحة الطفل النفسية وعلى شخصيته مستقبل ونتيجة لذلك الأسلوب المتبع في التربية الخائطة ينشأ الطفل ولديه ميل شديد للخضوع واتباع الآخرين لا يستطيع ان يبدع او ان يفكر ويكون تبعية للغير ويصبح عديم القدرة على إبداء الرأي والمناقشة في أي موضوع.

كما يساعد اتباع هذا الأسلوب في تكوين شخصية قلقة خائفة دائما من السلطة تتسم بالخجل والحساسية الزائدة، وتفقد الطفل الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وشعور دائم بالتقصير وعدم الانجاز في أي عمل يعملة، وقد ينتج عن اتباع هذا الأسلوب طفل عدواني يخرب ويكسر اشياء الآخرين لأن الطفل في صغره لم يشبع حاجته للحرية والاستمتاع بها أي لم يكتفي من هذا الاشياء.

2. الحماية الزائدة: يعني قيام احد الوالدين او كلاهما نيابة عن الطفل بالمسؤوليات التي يفترض ان يقوم بها الطفل وحده والتي يجب ان يقوم بها الطفل وحده حيث يحرص الوالدان او احدهما على حماية الطفل والتدخل في شؤونه فلا يتاح للطفل فرصة اتخاذ قرارة بنفسه وعدم إعطاءه حرية التصرف في كثير من أموره يصير الكفل مسلوب الارادة وضعيف شخصية، مثل حل الواجبات المدرسية عن الطفل او الدفاع عنه عندما يعتدي عليه احد الأطفال وقد يرجع ذلك بسبب خوف الوالدين على الطفل اذا كان الطفل الأول او الوحيد او اذا كان ولد وسط عديد من البنات او العكس فيبالغان في تربيته حتى من المالوف يقول المثل: (كل شيء زاد عن حده انقلب ضده).

وهذا الأسلوب بلا شك يؤثر سلبا على نفسية الطفل وشخصيته فينمو الطفل بشخصية ضعيفة غير مستقلة يعتمد على الغير في أداء واجباته الشخصية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ورفضها إضافة إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس وتقبل الإحباط ويكون ضغيف شخصية كذلك نجد هذا النوع من الأطفال الذي تربي على هذا الأسلوب لايثق في قراراته التي يصدرها ويثق في قرارات الآخرين ويعتمد عليهم في كل شيء ويكون نسبة حساسيته للنقد مرتفعة عندما يكبر يطالب بأن تذهب معه أحدى الأبوين معه للمدرسة حتى الجامعة ويكون متقدم من العمر يفترض ان يعتمد فيها الشخص على نفسه وتحصل له مشاكل أجتماعية في عدم التكيف مستقبلا بسبب ان هذا الفرد حرم من اشباع حاجته للاستقلال في طفولته ولذلك يظل معتمدا على الآخرين دائما.

3. الإهمال: يعني ان يترك الوالدين الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه او الاستجابة له وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب مثل السب أو التلفظ بالفاظ غير أخلاقية وقد ينتهج الوالدين او احدهما هذا الأسلوب بسبب الانشغال الدائم عن الأبناء وإهمالهم المستمر لهم فالأب يكون معظم وقته في العمل ويعود لينام أو يمضغ ألقات ثم يخرج ولا يأتي الا بعد ان ينام الأولاد والأم تنشغل بكثرة الزيارات والحفلات أوالخرجات أو في الهاتف او على الانترنت أو التلفزيون وتهمل أبناءها أو عندما تهمل الأم تلبية حاجات الطفل من طعام وشراب وملبس وغيرها من الصور والأبناء يفسرون ذلك على انه نوع من النبذ والكراهية والإهمال فتنعكس بآثارها سلبا على نموهم النفسي للطفل ويصاحب ذلك أحيانا السخرية والتحقير للطفل فمثلا عندما يقدم الطفل للأم عملا قد أنجزه وسعد به تجدها تحطمه وتنهره وتسخر من عمله ذلك وتطلب منه عدم إزعاجها بمثل تلك الأمور التافهة كذلك الحال عندما يحضر الطفل درجة مرتفعة ما في احد المواد الدراسية لا يكافأ ماديا ولا معنويا بينما ان حصل على درجة منخفضة تجده يوبخ ويسخر منه ، وهذا بلاشك يحرم الطفل من حاجته الى الإحساس بالنجاح ومع تكرار ذلك يفقد الطفل مكانته في الأسرة ويشعر تجاهها بالعدوانية وفقدان حبه لهم وعندما يكبر هذا الطفل يجد في الجماعة التي ينتمي إليها ما ينمي هذه الحاجة ويجد مكانته فيها ويجد العطاء والحب الذي حرم منه وهذا يفسر بلاشك هروب بعض الأبناء من المنزل الى شلة الأصدقاء ليجدوا ما يشبع حاجاتهم المفقودة هناك في المنزل وتكون خطورة ذلك الأسلوب المتبع وهو الإهمال أكثر ضررا على الطفل في سني حياته الأولى بإهماله ,وعدم إشباع حاجاته الفسيولوجية والنفسية لحاجة الطفل للآخرين وعجزه عن القيام باشباع تلك الحاجات ومن نتائج إتباع هذا الأسلوب في التربية ظهور بعض الاضطربات السلوكية لدى الطفل كالعدوان والعنف او الاعتداء على الآخرين أو العناد أو السرقة أو إصابة الطفل بالتبلد الانفعالي وعدم الاكتراث بالأوامر والنواهي التي يصدرها الوالدين .

4. إثارة الألم النفسي: ويكون ذلك بإشعار الطفل بالذنب كلما أتى سلوكا غير مرغوب فيه او كلما عبر عن رغبة سيئة ايضا تحقير الطفل والتقليل من شأنه والبحث عن أخطاءه ونقد سلوكه مما يفقد الطفل ثقته بنفسه فيكون مترددا عند القيام بأي عمل خوفا من حرمانه من رضا الكبار وحبهم وعندما يكبر هذا الطفل فيكون شخصية انسحابية منطوية غير واثق من نفسه يوجه عدوانه لذاته وعدم الشعور بالأمان يتوقع الأنظار دائمة موجهة إليه فيخاف كثيرا لا يحب ذاته ويمتدح الآخرين ويفتخر بهم وبإنجازاتهم وقدراتهم اما هو فيحطم نفسه ويزدريها .

5. التذبذب في معاملة الطفل: ويعني عدم استقرار الأب او الأم من حيث استخدام أساليب الثواب والعقاب فيعاقب الطفل على سلوك معين مره ويثاب على نفس السلوك مرة أخرى وذلك نلاحظه في حياتنا اليومية من تعامل بعض الآباء والأمهات مع أبناءهم مثلا : عندما يسب الطفل أمه او أباه نجد الوالدين يضحكان له ويبديان سرورهما ، بينما لو كان الطفل يعمل ذلك العمل أمام الضيوف فيجد أنواع العقاب النفسي والبدني فيكون الطفل في حيرة من أمره لا يعرف هل هو على صح ام على خطأ فمرة يمدحونه على السلوك ومرة يعاقبانه على نفس السلوك.

وغالبا ما يترتب على اتباع ذلك الأسلوب شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع الآخرين ، وعندما يكبر هذا الطفل ويتزوج تكون معاملة زوجته متقلبة متذبذبة فنجده يعاملها برفق وحنان تارة وتارة يكون قاسي بدون أي مبرر لتلك التصرفات وقد يكون في أسرته في غاية البخل والتدقيق في حساباته  ودائم التكشير أما مع أصدقائه فيكون شخص اخر كريم متسامح ضاحك مبتسم وهذا دائما نلحظه في بعض الناس، ويظهر أيضا اثر هذا التذبذب في سلوك ابناءه حيث يسمح لهم بأتيان سلوك معين في حين يعاقبهم مرة أخرى بما سمح لهم من تلك التصرفات والسلوكيات أيضا يفضل احد أبناءه على الآخر فيميل مع جنس البنات او الأولاد وذلك حسب الجنس الذي أعطاه الحنان والحب في الطفولة وفي عمله ومع مديرة ذو خلق حسن بينما يكون على من يكون منصبه اقل منه شديد وقاسي وكل ذلك بسبب ذلك التذبذب فادى به إلى شخصية مزدوجة في التعامل مع الآخرين .

6.  التفرقة بين الأبناء : ويعني عدم المساواة بين الأبناء جميعا والتفضيل بينهم بسبب الجنس او ترتيب المولود او السن او غيرها نجد بعض الأسر تفضل الأبناء الذكور على الإناث او تفضيل الأصغر على الأكبر او تفضيل ابن من الأبناء بسبب انه متفوق او جميل او ذكي وغيرها من أساليب خاطئ وهذا بلاشك يؤثر على نفسيات الأبناء الآخرين وعلى شخصياتهم فيشعرون الحقد والحسد تجاه هذا المفضل وينتج عنه شخصية أنانية يتعود الطفل ان يأخذ دون ان يعطي ويحب ان يستحوذ على كل شيء لنفسه حتى ولو على حساب الآخرين ويصبح لا يرى الا ذاته فقط والآخرين لا يهمونه ينتج عنه شخصية تعرف مالها ولا تعرف ما عليها تعرف حقوقها ولا تعرف واجباتها.

7. التدليل: التدليل نهج يتّبعه العديد من الناس في علاقاتهم مع أولادهم، رافعين شعار الحنان الزائد لمن يحبون، ناسين أو متناسين أنّ الإفراط في هذا الأمر يؤدي إلى نتائج سلبية تتعدى مرحلة الطفولة إلى مرحلتي المراهقة والنضج.

ينعكس حب الآباء لأبنائهم في صورة حماية زائدة تجعلهم ينوبون عن الطفل في الأمور التي يفترض أن يقوم بها وحده، خوفا أن يصاب بسوء أو لتوفير سبل الراحة له ويحرمون بذلك الطفل من فرصة اتخاذ قراره بنفسه، وهذا الأسلوب بلا شك يؤثر سلبًا على الطفل وشخصيته، فيكبر الطفل بشخصية اتكالية غير مستقلة يعتمد على غيره في القيام بواجباته وعدم قدرته على تحمل المسؤولية.

كما أنه يضعف شخصيه الطفل لأنه يصبح شخص اعتمادى ينتظر أن يعطى له الأخرون كل احتياجاته دون أدنى تعب أوعناء أو مقابل، ومن هنا تأتى أهمية أن نضع حدود لأطفالنا، وبالطبع لا نتوقع أن يكون الطفل سعيدا بتلك الحدود لكنها ضروريه لتعلمه الفرق بين السلوك الخاطئ والصواب.

الأسلوب السليم تجاه تربية هذا الطفل يدور حول المنح والمنع والشدة واللين وعلى الأسرة أن تختار متى تمنح ومتى تمنع·

8. الاهمال: يلجأ بعض الآباء إلى أسلوب التساهل في التربية كبديل عن التربية الصارمة، ربما تفادياً لأخطاء تربوية مروا بها، أوظناً منهم أن التساهل مع الأبناء وسيلة للتقرب منهم، وهي بالنسبة لبعضهم دليل على الرقي والتحضر، وتعتمد التربية المتساهلة على عدم الضغط على الأبناء، وتعطي الطفل فرصة التعلم الذاتي والتعلم من أخطائه دون خوف من العواقب، وهناك آباء اختاروا أسلوب التساهل في التربية، لأنهم لا يملكون الوقت والطاقة الكافية للجهد الذي تتطلبه تربية الأطفال وتعليمهم، وهنا لن تكون النتيجة في صالح الأبناء، خاصة إذا تعدى التساهل حدود الإهمال، عندها سيكون الأبناء عرضة للخطر، وسيشعرون بعدم الأمان، وأنهم مهملون وغير مهمين بالنسبة لآبائهم، وفي هذه الحالة يجب أن يعيد الآباء النظر في أسلوب تربيتهم وتعاملهم مع أبنائهم، قبل أن يدفعوا ثمن إهمالهم غالياً.

تنطوي بعض العوامل التي تزيد من خطر إهمال الأطفال وإساءة معاملتهم على الفقر وتعاطي المخدرات ومعاقرة الخمرة واضطرابات الصحة النفسية والوالد الوحيد.

قد يبدو الأطفال الذين تعرَّضوا إلى الإهمال أو إساءة المعاملة، متعبين أو جائعين أو متسخين أو لديهم إصابات بدنية أو مشاكل عاطفية أو نفسية، أو قد يبدون طبيعيين بشكلٍ كاملٍ.
يجري الاشتباهُ في إساءة المعاملة عندما يُشير نموذج الكدمات إلى أن الإصابة لم تكن عرضية، أو عندما لا تتطابق الإصابات مع تفسير مقدم الرعاية، أو عندما لا يكون الأطفال قادرين من ناحية نمائية على القيام بأشياءٍ يُمكن أن تُؤدي إلى إصابتهم (مثل أن يقوم رضيع بتشغيل الفرن)، أو عندما يكون لدى الأطفال في نفس الوقت إصابات ملتئمة وإصابات جديدة لا تبدو أنها عرضية.

ينبغي وقاية الأطفال من التعرّض إلى المزيد من الضرر عن طريق وسائل قد تنطوي على دور لخدمات وقاية الأطفال أو وكالات إنفاذ القوانين والاستشفاء، وتقديم المشورة للآباء والأطفال، وتقديم المساعدة للعائلة من خلال توفير الرعاية الآمنة والملائمة.

*ناشط حقوقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى