عندما تصبح الشرعية أسوأ من الانقلاب..
محمد الشاوش *
الشرعية الدستورية المنبثقة من إرادة الجماهير هي الهدف الذي تسعى إليه الشعوب على طريق التداول على السلطة بطرق سلمية ، كونها تقدم أفضل حل وصل إليه العقل البشري لتداول السلطة وترك العنف بخصوصها.
ولكن عن اي شرعية نتحدث ، عن شرعية فاعلة ام عن شرعية عاجزة ، عن شرعية قادرة على التعامل مع ما حولها من أحداث أو عن شرعية عاجزة وكسيحة ، وهنا يكمن الفارق .
لنأخذ ما حصل في #مصر مثالا، لاخلاف أن الشرعية كانت بيد الرئيس مرسي، ولكن شرعيته حينها كانت قد وصلت إلى طريق مسدود لعدم قدرتها على التعامل مع المجتمع الدولي والأحداث التي فرضها وجوده في الحكم وفق الممكن وليس الحديث عن مثليات لاتسمن ولاتغني من جوع لن ترى في الواقع وجود.
هذا يكشف ضعف مرتكزات الأحزاب التي تتخذ من الدين برنامج لها ، فيحضر لديها بقوة العاطفي على حساب العقلي والمثالي على حساب الواقعي ، فتتوه في المثالية والعاطفة وتهجر الواقع حتى تصبح غريبة في موطنها وغريبة على المستوى الدولي.
ولذلك دعم المجتمع الدولي باستثناء بسيط انقلاب الرئيس السيسي على الرئيس مرسي وتجاوز شرعية مرسي المنبثقة عن الجماهير .
قد يقول قائل أن المجتمع الدولي تحكمه مصالحه وهذا صحيح فالسياسة مصالح وهذا ليس عيب ، بل العيب أن تقدم جماعة أو حزب على حكم بلد ما باسم الشرعية أو بغيرها وهي غير قادرة على إدارة ذلك البلد وتمثيل مصالحه التمثيل السوي أمام المجتمع الدولي.
ولذلك لن تفيدنا في اليمن شرعية عاجزة تملك الحق في الحكم ولكنها لاتستطيع أن تحكم، كان المطلوب إلاول لها ولمن وقف معها رجوعها إلى صنعاء فطردت من عدن.
* كاتب من اليمن