طارق ..محارب من زمن النبلاء
معين برس | دوت كوم:
وقف كمحارب من زمن النبلاء ، وكان قبل ذلك الوقت وحيدا ، أول ثمانية أو ثامنهم ، منهك القوى ، مفجوع الخاطر بعمه وبولده وأخيه ، وبكل رفاقه ولكم أن تتخيلوا معنى أن يجد الرجل نفسه عقب معركة خرج منها مدمى بالذين حوله، وبلا مكان يلمه بلا رجال ينصرونه.
وحيد بمعنى الكلمة ، بدقة الفاجعة، بالعدو في صنعاء وبالمتربصين خارج صنعاء وبالرفاق الذين خذلوه وبالبنادق التي تبحث عنه وبالكذبات التي ترافق ما بقت له من حياة، وبكاء الانسان، وبالقنوات في الداخل والخارج وقد تركن كل جميلات المواجيز ما بأيديهن،بل تركن أيديهن ، وطفقن يشمتن ويشتمنه ، ويكذبن عنه تخيلوه فقط، كواحد منكم
بكل ما ذكرت ، وقدر الانبعاث الأسطوري الذي حدث له ، وكما رفاق كل الخسارات من زمن وأزمان ولد ثانية يهزأ بالخسارات ، ومن الرقم ثمانية الى الرقم تسعة ، ومائة ، وألف ، وعشرة ألاف ، وعشرون ، وثلاثون والى ما لا نهاية من الجند وجماهير تعد بالملايين ، وملايين تعد بطارق ، ومعارك وانتصارات ، وباب المندب ، وموكا ، والخوخة ، والدريهمي ومنظر.
هو الجندي القائد المقاتل الذي لم يخلع بزته العسكرية منذ سنوات ولم يتخلَ عن طينة قلبه المهذبة بالصرامة منذ شبابه ، تراه وتكاد تجزم أن ثمة بطولات ترتسم في تقاسيم وجهه ، وتحدثه وهو قبالتك وتستحيل أمامه الى جزء من التأريخ البطولي الملفت الذي عبر كل التأريخ ، تقرأ في وجهه تفاصيل المعركة في عاصمة البلاد الملطخة بالكهف ، وحجم وجع القائد على ما حدث له وفيما تتأمل وتتمعن تقرأ صلابة الرجل وشدة بأسه ، وصوته الجهور الذي له قسمات الرجوج ، وملامح الصحراء المشكلة فيه ، برية فسيحة ولولا انه كذلك لما نهض من جديد وهو الواحد واصبح الألوف ، ولما أفزع- وهو الذي ظهر بأول لقطة تلفزيونية كحزين لا اكثر- جماعات ودول وتنظيمات عالمية، وخربط طموحات الطماع، ورتب الداخل الوطني.
وعاد كأنه لم يفلت من الموت بعجب وعجيبة يصرخ فتنتظم له الحشود ويطلق رصاصته فيصيح الكهف من دركات صعدة المظلمة ومن أبراج قطر اللامعة ، ومن وسط أنقرة.
يماني أخير
آخر الشجعان في جغرافية من المكر ، والخديعة ورفاق الخلف وأوجه دون حياء وقادة يتاجرون بدماء جنودهم ويسقطون جبهات ومدن حفاظا على أولادهم، آخر الشجعان.
وهنا أحتاج الى موسيقى ملحمية ، ترافق قولي آخر الشجعان وهو يعبر الجبال الى الساحل وهو يكاد يفوق طولا بالبحر أعنة الجبال ، وصورة وهو يحتزم بالبندقية، حوله غبار يكفي لدفن مدينة في ساحل بلا رونق ولو بعلامة صفرية ، وفجأة يتشكل من بين الغبار ، كما تشكلت صورة السلال في كل قلب وطريق الجمهورية ..