تقرير | لماذا لجأت مليشيا الحوثي إلى عقاب المدنيين جماعيا في مناطق المواجهات؟
معين برس – خبر للأنباء:
كلما تذوَّقت مرارة الهزيمة أكثر في جبهة ما، لجأت إلى التنكيل بمواطني ذات المنطقة كنوع من العقاب الجماعي، وحقيقة الأمر أنها تظهر صورتها الحقيقية في ممارستها أشد أنواع البطش وطرق التنكيل التي تشرَّبت مفاهيمها على أيادِ مرجعياتها الطائفية والمذهبية، وفق معتقداتها بالأفضلية.
هذه هي مليشيا الحوثي دون تضليل أو تزييف.. حقائق كهنوتيتها ضد المواطنين تتجلى في أنصع صورها في مناطق احتدام المواجهات بمحافظات الجوف والبيضاء ومأرب والضالع والحديدة وتعز، فبعد أن ارتفعت خسائرها البشرية والعسكرية اسقطت مرارة هزيمتها فوق الابرياء من سكان تلك المحافظات، بحسب مصادر وكالة “خبر”.
وفي رصد لآخر الانتهاكات والجرائم الحوثية في المناطق الواقعة شمال شرقي العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرتها، اقدمت امس الاثنين على قتل المواطن “خالد الحاج”، في نقطة الشبيكة، محافظة الجوف.
والمواطن “الحاج” يعمل في مجال تجارة المواد الغذائية في سوق الاثنين بمديرية المتون، بذات المحافظة، وعندما استوقفته المليشيا في نقطة الشبيكة المخصصة لما اسمته بـ”الجمارك”، ودفعه الرسوم الجمركية المخصصة، طلبت منه دفع رسوم إضافية لما أسمته بـ”المجهود الحربي”، إلا أن الأول رفض، ما دفع أحد أفراد النقطة إلى إطلاق النار عليه وأرداه قتيلا.
وتضيف مصادرنا، نقلاً عن مصادر محلية، إن هذه الجريمة لم تردع عناصر المليشيا، حيث واصلت جرائمها واعتقلت عدداً من تجَّار “نبتة القات” على الطريق الرابط بين مديرية الحزم ومحافظة مأرب وقامت بإحراق مركبة نوع “هايلوكس غمارتين” محملة بالقات.
وذكرت المصادر أن المعتقلين لدى المليشيا هما “يوسف مشدوق- مالك المركبة، وعبد الخالق العبادي”، وكلاهما من أبناء مدينة الحزم، محافظة الجوف.
يأتي ذلك بعد أقل من أسبوع على ارتكاب جريمتين أخريتين شمال غربي محافظة الضالع، (جنوبي البلاد).
وكانت قد نقلت مصادر محلية لـ “خبر” أن المليشيا الحوثية اعتدت بالضرب على مدنيين اثنين قبل اختطافهما هما “صالح محمد عبيد الجسري، وصالح مصلح عزيز الشوكي”.
وذكرت المصادر، أن عناصر الحوثي داهمت الأربعاء الماضي، مزارع المختطفين في منطقة بيت الشوكي جنوبي مخلاف العود، 15 كيلومترا شمالي منطقة الفاخر بمديرية قعطبة، واعتدت عليهما بالضرب أمام أفراد أسرهما واطفالهما، واقتادتهما تحت تهديد السلاح إلى جهة مجهولة.
المليشيا لم تبرر سبب جريمتها باستثناء قولها أنه تم تقديم بلاغات ضد المذكورين، دون أن تذكر نوع البلاغ والتهم التي اعتبرها سكان محليون “كيدية”، فيما أرجع آخرون الأسباب إلى حالة الاضطراب الحوثية التي تصاعدت وتيرتها بعد تلقيها خسائر بشرية جديدة في جبهات قطاع الفاخر.
وبعد 48 ساعة تلقت المليشيا ضربة موجعة في جبهات شرقي الحُشا على حدودي قطاع الفاخر، ما دفعها إلى الأخذ بالثأر من أبناء المديرية وشن حملة اختطافات واسعة.
وقالت مصادر محلية، إن مسلحي مليشيا الحوثي داهموا قرية المقدار في عزلة بني مالك واختطفوا العشرات ونقلوهم إلى سجن إدارة أمن مركز ضوران بعاصمة المديرية.
واتخذ المسلحون عذراً لأسباب اختطافهم امتناع أهالي القرية عن رفع (حيَّ على خير العمل) ضمن الأذان.
ويؤكد السكَّان أن حقيقة تصعيد المليشيا لانتهاكاتها يعود إلى خسائرها البشرية في كل فترة حيث طالت الانتهاكات مالكي مزارع القات وتجّار المواد الغذائية وذوي المغتربين في الخارج وغيرهم.
وأشاروا إلى أنها نفذت اليومين الماضيين حملة جبايات واسعة على مالكي الفنادق والاستراحات والحمامات الطبيعية في مديرية دمت، شمالي ذات المحافظة، بالإضافة إلى تجَّار المواد الغذائية وباعة “القات” والباعة البساطين وفرزات مركبات النقل بين المديرية وباقي المديريات والمحافظات وغيرهم.
وشددت المليشيا على تعاون الجميع بدفع ما أسمته بـ”تبرعات” لإحياء يوم “عاشوراء”، وهي واحدة ضمن سلسلة فعاليات طائفية يحييها الحوثيون علي نفقات الأهالي فضلاً عن كون المبالغ التي يتم تحصيلها تفوق عشرات أضعاف كلفة الفعالية، موجهة تهمة الخيانة والتخابر لكل من يقف في طريقها أو يرفض الدفع.
واعتبر حقوقيون صمت المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان بما فيها التابعة للأمم المتحدة شريكة في الجرائم الحوثية بحق المدنيين، ويسقط عنها كافة القوانين التي تكفل شرعية ديمومتها بعد أن صارت تتعامل مع القضايا الإنسانية بمعيارين.
وطالبوا المنظمات المحلية والمواطنين توثيق جميع الانتهاكات والجرائم الحوثية بالصوت والصورة، والزمان والمكان، بقدر المستطاع، وتقديمها لوسائل الإعلام الوطنية وإطلاع الرأي العام العالمي الذي أصبح في معزل عن الحقيقة بسبب التشويش الأممي والحوثي.