أطفال اليمن.. براءة تذبحها رصاص قناصة مليشيا الحوثي

معين برس | تقرير:

حصدت وما زالت رصاص قناصة المليشيا الحوثية أرواح المئات من الأطفال الذين خرجوا إلى الحياة وهم يرسمون في مخيلاتهم كرة يتقاذفونها أو لعبة يغرقهم التفكير بين زحام تفاصيل تصنيعها، ببراءة جمة، في ظل صمت دولي معيب أمام مزاعم أكاذيب حقوق الطفولة والإنسان..

وفي التفاصيل، كشف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد)، عن توثيقه قتل وإصابة (366) طفلاً في محافظة تعز، (جنوب غربي اليمن)، خلال الفترة مارس 2015م وحتى أغسطس 2020م.

وأكد “تحالف رصد” في تقرير له عن (قنص الأطفال)، أن فريقه الميداني وثق مقتل وإصابة (366) طفلاً في 16 مديرية بمحافظة تعز، تتراوح أعمارهم بين (1-17 عاما) برصاص قناصة يتبعون ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة ايرانياً.

وأوضح التقرير أن رصاص قناصة مليشيا الحوثي حصدت أرواح (130) طفلا (88) ذكور و(42) إناث وإصابة (236) آخرين (170) ذكور و(66) إناث.

وأشار التقرير إلى أن مديرية القاهرة وسط مدينة تعز، سجلت المرتبة الأولى من حيث عدد الأطفال الضحايا الذين سقطوا برصاص قناصة الحوثي، بواقع (22) قتيلا و(53) جريحا من الأطفال، تليها مديرية المظفر غربي المدينة بعدد (29) قتيلا و(45) جريحا، فيما احتلت مديرية صالة شرقا، المرتبة الثالثة بمعدل (26) قتيلا و(43) جريحا جميعهم أطفال دون سن الـ 18 عاما.

وذكر التقرير أن مديرية المقاطرة جنوبي المحافظة (3) حالات قتل، بينما سجلت مديرية المعافر جنوب غربي المحافظة، حالتي قتل طفلين وإصابة طفل ثالث.

ووفقاً للتقرير، بعد “الصواريخ” و”المدفعية” و”الألغام الأرضية” بكل أنواعها، يُعد سلاح القناصة الحوثيين رابع أكثر الأسلحة فتكا بأرواح المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال.

ولفت التقرير إلى أن مليشيا الحوثي قامت بنصب عدد كبير من قناصتها في عدة مبان ومنشآت داخل الأحياء السكنية وعلى التباب المرتفعة المحيطة بمدينة تعز وبعض القرى والمناطق الريفية التي كانت مسرحا للمواجهات الدامية.

وطالب تحالف رصد، سرعة فتح تحقيق عاجل في واقعة استهداف طفلة الماء بتعز “رويدا” من قبل أحد قناصة ميليشيا الحوثي مطلع الاسبوع الجاري، وكافة الوقائع المماثلة سابقا ولاحقا وإحالة ملفاتها إلى القضاء تمهيدا لملاحقة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة.

وبحسب مصادر رصد وكالة “خبر”، حصدت رصاص القناصة الحوثيين في معظم المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا في الحديدة والضالع والجوف والبيضاء عشرات الضحايا من الاطفال، دون أن تحرك المنظمات الدولية ساكنا تجاه الابادة التي تتعرض لها الطفولة بعد ان اصبحت عرضة للموت إمَّا باختطافها والزج بها في الجبهات الحوثية، او اصطيادهم أثناء اللعب بجوار منازلهم وخلال استعانة ذويهم بهم في شراء احتياجاتهم المنزلية من محلات بيع المواد الغذائية المجاورة لهم.

وزرعت المليشيا قناصتها على تخوم المساكن والمزارع وبجوانب الطرقات، بطريقة وصفها مراقبون أنها “عقاب جماعي”، تمارسه ضد المدنيين في فلذات أكبادهم بما يشبه الجرائم النازية.

وتساءل المراقبون: لماذا يكتنف الصمت أرجاء منظمات الأمم المتحدة التي لطالما أسهبت كثيرا عن حقوق الانسان ومخاوفها المستمرة من الوضع الانساني المتردي الذي يواجهه اليمنيون، فيما صبَّت جل اهتماماتها حيال المساعدات والمعونات التي غالبا ما تحذر من عدم استمرارية تقديمها في ظل عدم الضخ المالي الكافي بالنسبة لها من الجهات المانحة؟

ويرى المراقبون أن المزاعم الإنسانية في أروقة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ليست إلا هامشا في خانة مصالحها، إن كان نسفها قد يضخ إلى أرصدتها ملايين الدولارات فلا ضير في المزيد، و”للطفولة أقارب تنعيها”.

* المصدر: وكالة خبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى