#الكنيسة_المؤممة_إسلاميا
#الكنيسة_المؤممة_إسلاميا
معين الصيادي *
#آيا_صوفيا .. #كنيسة في مدينة #إسطنبول التركية، وقد عملت ككاتدرائية بطريركية مسيحية أرثوذكسية وكاتدرائية رومانية كاثوليكية ومسجد عثماني ومتحف علماني.
بُنيت الكاتدرائية المسيحية في عام 537 م، اي قبل (1483 سنة) في عهد الإمبراطور الروماني جستينيان الأول، وكانت في ذلك الوقت أكبر مبنى في العالم وأول من
استخدم قبة معلقة بالكامل. يُعتبر المبنى جوهرة العمارة البيزنطية ويُقال أنها “غيرت تاريخ العمارة”. وقد وصفها عدد من النقاد بأنها “تحتل مكانة بارزة في العالم المسيحي”، وبأنها “أعظم من جميع الكنائس المسيحية الأخرى”.
وفي يوليو/ تموز الجاري 2020، أصدر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قرارا بإعادة تصنيف الموقع كمسجد..
كانت هذه النبذة المقتضبة، أقصر تعريف للكنيسة المسيحية “آيا صوفيا” ومصدره ويكبيديا، وبقدر ضخامة وفن هذه الكنيسة او الكاتدرائية معماريا، هي أيضا مكان مقدس لمعتنقي الديانة المسيحية، وملثما يقدس المسلمون دور العبادة الخاصة بهم، هم كذلك المسيح، هذا من جانب ومن آخر، تعود بناية هذه الكنيسة الي قبل (1483) سنة، وليس الى حقبة مراد علمدار وارطغرل ومهند ونور..
بصورة اخرى، ما أود قوله، كيف نريد من شعوب وديانات العالم ان تحترمنا ولا تتعامل معنا كجماعات ارهابية “المسلمين”، في الوقت الذي نصادر دور عباداتهم واماكنهم التاريخية والدينية تحت حجج حب الله والنبي..؟!
هل الله قال لنا انهبوا وابسطوا على ممتلكات ودور عبادة من ليسوا بمسلمين؟!، ومن ثم وبعيدا عن العاطفة الجياشة لنا كمسلمين بحب التوسع والنفوذ حتى في الاستحواذ على حقوق وممتلكات الآخرين فكريا وإقتصاديا وعقائديا، لماذا لا يتم بناء مسجد بنفس الضخامة والفن والابداع ونسميه جامع اردوغان فلا ضير في ذلك..؟!
الله ربنا جميعا، ومحمد نبينا جميعا، والقران كتابنا المقدس جميعا، إلا اني ضد هذا الطيش والهوس الاسلامي بالنفوذ الذي يوازيه طمس هويات ومعتقدات الآخرين، وهذا ما يجعلنا بحقيقة الأمر نموذجا مكتملا للإرهاب الفكري والديني والمجتمعي والدولي..
ليس بعيدا ان تفجِّر هذه الكنيسة وقرار اردوغان توترا كبيرا بين الشرق والغرب، وتزيد الطين بلة فوق ما هو عليه..
اتمنى ان لا تجرنا إلى تشجيع البطش بالآخرين، فنماذج الطيش المتدثر بالعباءة الدينية ليس حصريا على اردوغان، وانما على جماعات كثر في بلداننا العربية..
أخيرا.. أنا -وهذا رأيي الشخصي- ضد هذا القرار، والشعب التركي كونه شعب اوروبي قبل ان يكون اسلامي يجب ان يتعايش مع اصحاب باقي الديانات، وان يحترم حقوق وممتلكات الآخرين فالملاحظ ان فترة الحكم العثماني – حتى قبل حكم اردوغان- تم تحويل الكنيسة إلى مسجد عثماني ومتحف، وهذا يعكس الجنون لدى الاسلاميين.
وبإختصار، يمكن القول بأن الإسلاميين يؤممون المسيحيين، وآيا صوفيا، تم تأميمها بقرار إسلامي..
12 يوليو/ تموز 2020م
* رئيس التحرير .