تمثيلية الموت أمهات مزيفات يرقصن على جثث الحوثيين “تقرير”
معين برس | سلمان عسكر
كشف مصدر في صنعاء أن الحوثيين قاموا بتجهيز فرق خاصة من #النساء الزينبيات مهمتهن محصورة في تضليل الرأي العام من خلال تمثيل دور مسرحية هزلية تتقمص دور أسرة القتيل وإظهارها #في موقف الفرحة والابتهاج والسرور بمقتل ابنها أو أحد أقاربها في الجبهات الحوثية.
وقال المصدر لـ«الوطن» إن الميليشيات الحوثية قامت ضمن خططها الإجرامية واستخفافها بالناس ومشاعرهم وعواطفهم بتشكيل مجموعات من الفرق النسائية «الزينبيات» في عدد من المواقع في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين، مهمتهن الرئيسية التواجد في منزل أسرة الصريع الحوثي مع كل جنازة، وتقمص دور أسرته وأقاربه، ومرافقة الجنازة إلى المقبرة وسط زغاريد وأغانٍ وموالات وكلمات فخر وحماسة، مما يوحي للآخرين بأن أسرة الفقيد تحتفل بموت ابنهم.
الفرق النسائية
بيّن أن كل فرقة من هذه الفرق النسائية تتكون من نحو ثماني نساء لكل واحدة دور تقوم بتأديته حسب الترتيب المعد لذلك، حيث تتولى إحداهن دور الإعلامية التي تقوم بالرد والتحدث مع وسائل الإعلام والظهور بمظهر التباهي والافتخار، فيما يتمثل دور اثنتين إلى ثلاث من النساء الظهور كشقيقات للمقتول، وتمثل أخرى دور أم القتيل، وكذلك دور العمة أو الخالة، ودور الزوجة إن كان متزوجا أو الخطيبة إن كان خاطبا.
وأضاف المصدر أن جميع ممثلي تلك الأدوار يقمن بالسير خلف الجنائز ويرفعن أصواتهن بالزغاريد وكلمات الفخر وترديد الصرخة الحوثية، والنداء باسم المقتول وتهنئته بوصوله الجنة، إلى جانب إظهار علامات الفرحة والسرور والابتهاج المختلفة بشتى الطرق، فيما تعكف القنوات الإعلامية الحوثية على إبراز هذه المظاهر بالتصوير لتعكس حال أسرة المقتول، للإيحاء بأن كل الأسر تبتهج بمقتل أبنائها في الجبهات على هذه الطريقة.
إخراج وتمثيل
لفت المصدر إلى أن هذه الأدوار تقوم بإخراجها وتمثيلها فرقة نسائية حوثية لا تربطهن أي علاقة بالأسرة المفجوعة نهائيا، بل يمثلن دورا مخادعا كاذبا لتضليل اليمنيين، دعاية وإغراء للآخرين بنوع من المكر والخدع، وتابع «تبدأ مهمة هؤلاء عند القيام بتشييع الصريع للدفن وإظهار الفرحة ورفع الصوت بالاعتزاز بهذا العمل الذي أسموه البطولي، من أجل الإيحاء للناس بأن أسرة الصريع سعيدة وفرحة بمقتله، بينما نجد في الحقيقة أن أسرة المقتول غارقة في النواح والبكاء والصراخ جراء الألم والحسرة».
وقال إنه شاهد في مديرية بني مطر غرب العاصمة صنعاء أثناء تشييع جنازة لشاب لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره قتل في الجبهات، سقطت والدته مغشيا عليها على الأرض ألما وقهرا على فقدها ولدها عند التوجه به إلى المقبرة، وتم إسعافها للمستشفى في وضع مأساوي ومحزن، فيما شقيقته الكبرى وشقيقه الأصغر يبكون ويصرخون وينوحون بأصوات عالية أمام المنزل، في الوقت الذي كانت تستعد الفرقة الزينبية تمثيل دور أسرة السريع أمام الكاميرات الحوثية لتصوير مقاطع مكذوبة، وكذلك الحديث لوسائل الإعلام.
الصراخ والنواح
أضاف المصدر أنه شاهد بالفعل إحدى الزينبيات تصرخ بصوت عال وتقول «ابن أخي يلحق بالشهداء والصادقين وسندفع بالبديل من أسرتنا والمزيد، وجاهزون لجبهات العز والرفعة ومسيرة القرآن وطريق الجنة عوضا عنه، على الرغم من أنها ليست عمة الصريع ولا تقرب للأسرة بل تدعي دورا وهميا كاذبا للتشجيع على أن الأسرة ستدفع ببديل لكل قتيل».
وأوضح المصدر أنه أيضا سمع المشرفة على الفرقة الزينبية عند دفن أحد القتلى وهي تنادي بصوت مرتفع قائلة على أفراد الفرقة «يا الله لدينا جنازة ثانية في مقبرة قريبة»، ليتم نقلهن على الفور عبر الباص إلى منزل أسرة صريع آخر لتمثيل الدور نفسه، ويبث عبر قنوات الحوثي ولتضليل الناس بهذه الأعمال القبيحة والعبث بمشاعرهم، والاستخفاف بعقولهم واسترخاص قيمهم ومكانتهم.
الاعتداء على الفرقة
يوضح المصدر أن فرق الزينبيات تتحرك دائما برفقة سيارة أمنية لحمايتهن، وخطف من يحاول الإساءة لهن أو التعرض على عناصرهن، وتابع «هناك عدة محاولات اعتداء عليهن من أقارب القتلى، لأن الاحتفال بهذا الشكل مستفز لأسرة أهل المقتول، ولا يمكن أن يكون الفرح ظاهرا عليها بالرقص بعد فقدان ابنها».
وبين أن هذا العمل تمارسه في العادة العصابات الزينبية الحوثية بشكل دائم ومتكرر، وأن الجميع يعلمون بهذا الفيلم التمثيلي والمسرحية الهزيلة، ولكن ليس لهم حول ولا قوة، سوى الصمت أمام تهديدات الحوثيين وانتهاكاتهم، وقال: ليس هناك أسرة مجردة من العاطفة، وتقوم بالرقص والزغردة والفرح في مقتل ومصرع قريب لها، مهما علا صبرها، تلك عاطفة إنسانية، ولكن الحوثيين يواصلون خداعهم وانتهاكاتهم وعبثهم بكل شيء في اليمن حسب أهوائهم.
* المصدر: صحيفة الوطن