أرقام وحقائق عن معارك الضالع.. أين قُتل شقيق المشاط؟

معين برس – خبر للأنباء – تقرير خاص: 

عشرات القيادات الميدانية الحوثية لقت مصرعها بينها قيادات من الصف الأول، تتحفظ عليها المليشيا مرات عدة خوفاً من قذف الرعب في قلوب قياداتها وعناصرها الذين يصارعون سكرات موتهم.

ووفقاً لمصادر عسكرية، فإن الحديدة، والضالع، جبهتان لا ثالث لهما، تحوَّل فيها الآلاف من قيادات وعناصر مليشيا الحوثي إلى موائد شواء، بينهم قيادات من الصف الأول الذين تكتمت المليشيا عن الإفصاح عنهم أحايين كثيرة.

وبينما لقي صالح الصماد، رئيس مجلس السياسي لمليشيا الحوثي مصرعه في أبريل 2018م، بمعارك تحرير الحديدة، التي خاضت فيها المقاومة المشتركة ممثلة بحراس الجمهورية وألوية العمالقة والمقاومة التهامية أشرس معارك الدفاع عن الوطن واستعادة الجمهورية، جاءت أنباء مشابهة في يناير 2020م، بجرح قيادي حوثي من الصف الأول في معارك تحرير الضالع وإب.

المصادر التي أكدت -حينها- لوكالة خبر، أن القيادي الكبير جرح في جبهات غربي قعطبة، وتم نقله تحت حراسة مشددة الى احد مشافي مدينة إب ومنه نقل على الفور الى العاصمة صنعاء، لم تتمكن من معرفة هويته للتكتم الشديد الذي ساد الحادثة، الا ان تلك السحابة سرعان بدأت تنجلي بعد ان ظهر رئيس المجلس السياسي للمليشيا، مهدي المشاط، وموسسة شهداء المليشيا تسلمه درع استشهاد شقيقه رفيق المشاط.

المليشيا لم تعلن حتى اللحظة عن مكان وزمان مقتل شقيق رئيس مجلسها، الا ان الوقائع والشواهد التي حدثت تشير الى انه لقي مصرعه في إحدى جبهات الضالع، والشمالية الغربية هي الأكثر ترجيحا فيها.

إرباك وانهيار

وتعتبر جبهة الضالع بالنسبة للمليشيا جبهة حساسة في ظل الخسائر التي تتجرعها مرارا، بعد ان اصاب قياداتها الميدانية ومقاتليها حالات ارباك وانهيار، ما حدا بقيادة الصف الاول الحوثية، ان تستقدم بين الحين والآخر قيادات رفعية لزيارة الجبهة ورفع معنويات مقاتليها حينا، وآخر لإدارة معارك معيَّنة، ومن ثم المغادرة والاكتفاء بادارة الجبهة من مكان آمن.

ويسود جبهات الضالع هدوء نسبي حذر خلال الـ48 ساعة الماضية، بعد ان احتدمت المواجهات في مختلفها.

تعريج سريع

ومنذ سقوط العود في مارس 2019 شهدت جبهة شمال غربي قعطبة، وجبهة مريس شمالي قعطبة، معارك ضارية تكبدت خلالها المليشيا مئات القتلى والجرحى بينهم عشرات القيادات البارزة.

وكشفا لحجم ضراوة هذه الجبهة، تعرج سريعا وكالة خبر، على صرعى بعض قيادات المليشيا، حيث قتل نهاية العام 2018، في معركة شرسة عشرات الحوثيين بينهم القيادي البارز لدى المليشيا والمشرف الامني بمحافظة الضالع، هشام الغرباني، فضلا عن أسر القيادي العقيد عبد الواحد عبد الله وآخرين.

كما لقي القيادي الحوثي أبو صالح الشبواني، مصرعه، في هجوم لمسلحين نهاية مارس 2019م، استهدف نقطة نعوة التابعة للمليشيات جنوب مدينة جبن.

أشرس المعارك

وفي معركة، وصفت بواحدة من اشرس المعارك، التي شهدتها جبهات الضالع، في مايو 2019م، سقط اكثر من 40 قتيلا حوثيا في مواجهات امتدت من منطقة مريس إلى أسفل نقيل الشيم، ومنطقة “حمر السادة” 5 كيلومترات، شمالي مديرية قعطبة، والدائري الغربي بمنطقة العبارى، تخللها قصفت مدفعي لمواقع تمركز الميليشيا.

وفي نفس الفترة الزمنية، قتل القائد الميداني البارز أبو البراء المداني، بمعركة تحرير مدينة قعطبة، منتصف مايو الماضي.

كما لقي القيادي المُكنى أبو محمد القحيم، مصرعه في مواجهات مماثلة بجبهة قعطبة في يونيو الماضي.

قتلى وأسرى

وفي يوليو 2019م، قتل 20 حوثيا بينهم القيادي الميداني “أبو محمد السفياني” فيما جرح آخرون، فضلا عن أسر 13 آخرين، في صد تسللين باتجاه منطقتي باب غلق وشخب، غربي قعطبة.

كما قتل صديق عبدالغني سفيان، في جبهة شمال غربي الفاخر، وهو أحد أبرز قيادات المليشيا الحوثية في المنطقة الوسطى.

وفي ديسمبر 2019م، لقي مسؤول إمداد جبهات المليشيا الحوثية بالضالع “أبو طلحة الصنعاني”، مصرعه بظروف غامضة، في بلدة بيت الشرجي بمديرية قعطبة.

وبعملية ناجحة لوحدة القناصة التابعة للقوات المشتركة والمقاومة الجنوبية، قتل القيادي رضوان غلاب، قائد وحدة القنص المفاجئ في قطاع باب غلق، بالاضافة الى القيادي محمد الشبيبي، مسئول العمليات الفنية في وحدة القنص المفاجئ لدى مليشيا الحوثي.

أما معارك يناير/ كانون الثاني الجاري، فقد قتل من المليشيا الحوثية القيادي العميد امير المقداد، والقيادي ابو هادي البنوس في جبهة بتار بمنطقة حجر ، جنوب غربي قعطبة.

كما قتل قائد جبهة “باب غلق”، المدعو “هزاع العديني”، في مواجهات جبهة “باب غلق” شمال مدينة الفاخر.

بالاضافة الى مصرع قيادي ميداني في ما تسمى بـ”كتائب الحسين”، خلال مواجهات بجبهة مريس.

كما قتل قيادي آخر يدعى “نسيم بابكر”، ينحدر من منطقة العود، اثناء قيادته تعزيزات الى منطقة مريس، تعرضت لاستهدفت بواسطة مدفعية المشتركة.

أرقــــــام

ورصدت منظمة حقوقية سقوط أكثر من 3611 قتيلا حوثيا في معارك 2015، فيما رشح الرقم للمضاعفة في معارك العام 2019، فضلا عن ما شهدته الاشهر الاخيرة من العام 2018م.

وبحسب مركز اعلامي محلي، اكدت مصادر عسكرية، ان احتدام معارك تحرير مدينة قعطبة ومنطقتي العبارى ومشيع، في منتصف مايو 2019م، اسفرت عن مقتل اكثر من 151 عنصرا حوثيا.

ووفق المصادر، توزع قتلى هذه المعارك، في عدة مواجهات، حيث قتل في حبيل مشيع 13 عنصرا حوثيا، و20 قتيلا في بير قيس، بينما قتل في وادي السقطي 15 عنصرا، وفي جوس الجمال 40 عنصرا، بينهم عشرة قناصين كانوا يتمركزون في خمسة منازل.

وذكر المركز ان القتلى الذين سقطوا في منطقة العبارى بلغوا 23 عنصرا، فيما سقط 40 آخرون في معركة قعطبة.

انشقاقات وتصفيات

سقوط مئات القتلى والجرحى بين صفوف مليشيا الحوثي أصاب قيادات الصف الأول بحالة ارباك شديد، ما ادى الى اصدار توجيهات صارمة لقياداتها الميدانية التي تنتمي الى محافظتي إب والضالع بالتقدم في خطوط النار الاولى، وهو ما قابلته الاخيرة بالرفض، مشترطة المشاركة سويا، الامر الذي جعلها محل اتهام بالخيانة.

الخلافات التي توغلت بين صفوف المليشيا أسفر عنها انشقاق ما یقارب 60 مقاتلاً بجبهة قعطبة، برفقة قیادي من محافظة إب، یدعى أبوالحسین الإبي.

كما أقدم قيادياً بارزاً لدى مليشيا الحوثي في قطاع نقيل “خشبه”، بإطلاق النار على عنصرين من أبناء منطقة “القفر”، بمحافظة إب، وسط البلاد، رداً على رفضهما التقدم نحو جبهات الفاخر، ما تسبب بوفاتهما على الفور.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن القتيلين كانا قد أكدا أنهما لن يتحركا إلى أي من جبهات الفاخر، إلا إذا انضم إليهما القيادي الحوثي، الذي ينحدر من محافظة “صعدة”، وهو ما لم يرق لذلك القيادي.

وارتفعت في الآونة الأخیرة وتیرة الانقسامات والانسحابات التي تعصف بالميلیشیا في أكثر من جبهة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى