إنتفاضة 2 ديسمبر .. صلاة الفاتحين

إنتفاضة 2 ديسمبر .. صلاة الفاتحين

من المحرر

في الوقت الذي فرَّ كبار رجالات الدولة تحت جنح الظلام، بعض منهم يخفي رجولته تحت عبائة زوجته أو عباءة زوجة صديق له، وآخر يحمل اسم مستعار، تاركون خلفهم أمٌّ تواجه شواذ الارض، كان هناك حميري لا يُقبِّل محياه أرض إلا ان خر ساجدا لله.

اوهموها بحُبِهم لها، وبذات الوقت كانوا يرضعون من نهدٍ ويبصقون على الآخر، متعالون طامعون سلاليون لا يقبلون ان يقاسمهم حبها وحليبها اخ سواهم، بالمقابل كان هناك إبن من نسل حمير، اعلنها صريحة قولا وعملا، “أنا ابن هذا الوطن، وخادم ابناءها، وان مدَّني الله بطول العمر سأظل خادما لهذا الوطن وهذا الشعب الصابر العظيم..”

نقيضان بين الابناء، وهذا سر حياكة مؤامراتهم ضد “يوسفها” حينما ادركوا انه أحب إليها منهم، ليسقط عن اؤلئك الساقطون حقيقة “قلب الأم دليلها”، وإن رموه في غياهب افكارهم السلالية سيلتقطه سيَّارة التبابعة والمناذرة، وكساة الكعبة، ولذا قرروا قتله، ولكن قتلوه او صلبوه وإنما خُيِّل لهم، فهو حي في قلوب ملايين اليمنيين..

ثلاث سنوات نهب وسلب للدولة ومقدراتها، زادتهم عتوا ونفورا، وإصابتهم بمس العظمة، بينما زادت ابن اليمن البار الرئيس اليمني الاسبق علي عبدالله صالح – رحمه الله- ، شعبية، توجه ملايين اليمنيين على انقاض وجعها وثلاث سالفة لها، بتاج الزعامة، وقلدوه شرف السمو والفخامة. وكانوا لبعضهم العود وجلده.

وفي الثاني من ديسمبر 2017، جسَّدوا عظمة التلاحم والولاء بينهما، وما ان تهيأ وقال “يا ابناء الشعب اليمني العظيم انتفضوا لوطنكم ووحدتكم…” ، قاطعوه قبل ان يكمل “لبيك أب وأخٌ حميريٌ كريم”، مضيفين ” عصاك نحن، ان ضربت بنا بحر الامامة والطغيان فلقناه نصفين، وان رميتنا في الفيافي والقفار التهمنا حيات السلاليين والكهنوتيين”.

لم تنتهِ المعركة الثورية التي فجرها الزعيم صالح بإقتياد أبنائه إلى معتقلات مليشيا الحوثي الارهابية، ولم يجلس القادة الأبطال يندبون حظهم العاثر ووجعهم ويبكون من رحلوا بعد استشهاد رئيس حزب المؤتمر الزعيم علي عبدالله، والأمين العام للحزب الشيخ عارف الزوكا، بل صالوا وجالوا في ميادين الشرف والبطولة وغيروا موازين القوة على الأرض في الساحل الغربي، وبذلك دونوا في صفحة التاريخ فصل من فصول النضال والدفاع عن الوطن وجمهوريته وحرية شعبه.

ديسمبر .. انتفاضة احرار، وصلاة الفاتحين بمحراب الثوار.. لا سهوٌ فيها ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى