مراد بليم يكتب | الاشتراكي مشروع وطني وليس زائدة دودية

مراد حسن بليم

كلما انهزموا وانكسروا سارعوا فورا الى تعليق فشلهم على شماعة الإشتراكي، الحكاية القديمة الجديدة ذاتها ابتداء من سقوط عمران وحتى توقيع اتفاق الرياض، وقبل واثناء وبعد ذلك، لا يجدون حججا يقنعون بها أوليائهم وأتباعهم أسباب سقوطهم المستمر بالفشل سوى نظرية المؤامرة وتوجيه الإتهام للإشتراكي، بالرغم انهم استهلكوا كل المؤامرات وكل الشرعية وكل التحالف وكل الوطن ولم يبقوا شيئا للاخرين..

يتعلق الفاشل دائما بإي مبررات ليداري فشله، ويختلق اعداء وهميين لصب جام غضبه عليهم لتخفيف وقع الهزائم التي تحاصره ومرارة خيبة الأمآل المتكررة التي يحصدها، ومع كل ذلك الضجيج الزائف عن الوطن والوطنية وعن الثوابت والمقدسات فإننا بكل وضوح نجد أن هذا الصنف هم أول الراكعين بإذلال مقيت أمام أي جهة تنمي انتفاخ بطونهم، وهم أول من يطعن الثوابت والمقدسات في الخاصرة!.

لم يتعظ هؤلاء بعد من حجم ركام البؤس الذي أحدثته سياساتهم بالبلد ، ويستمرون بإلحاح مقزز ترديد الإسطوانة ذاتها ليزدادوا تعريا وقبحا امام بهاء الحقيقة التي تفيد أن الإشتراكي المقصي والمغضوب عليه سابقا ولاحقا والذي يقف في صف الشرعية ضد الإنقلابيين بكل شرف سيظل بمشروعه عظمة في حلقهم عسيرة البلع، ومنذ ان دشنوا حربهم عليه وعلى الجنوب في 94 لاستئصاله، لم يكلفوا أنفسهم حتى أخذ استراحة قليلة كما يفعل المحاربون النبلاء ، بل استمروا في مواصلة تلك الحرب القذرة لاجتثاثه وتدميره وبلا ادنى شعور بالعرفان انه كان وحده من اشترط مسببات وجود هؤلاء في الحياة السياسية بعد ان تخشبوا في دهاليز الظلام وقارعة الطريق.

الاشتراكي حزب يؤمن بالشراكة والتعايش ويؤمن بضرورة وجود الاخر لضمان ازدهار الهامش الذي تبقى من الديمقراطية، غير انهم لا يعون فداحة ما يستمرون بفعله ضد هذا الحزب، ولم يستوعبوا بعد انه من الصعوبة محاصرة الضوء وتقنين الهواء، وأنهم كلما أمعنوا في ابتكار طرق واساليب جديدة للتظليل والتشويه والتشويش على مواقفه وانتزاعه من ضمائر الناس ، أزداد بالمقابل توغلا وبقاء وثباتا، وأنه رغم عنف كل الضربات القاتلة التي وجهت له ظل عصيا على الموت وعصيا على الانحناء كونه بكل بساطة مشروع وطني يا ايها الطارئون..
_______
– المصدر : الاشتراكي نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى