ابواصبع يكتب | لبوزة رمزية وطنية ونموذج غائب
ابواصبع يكتب | لبوزة رمزية وطنية ونموذج غائب
غمدان ابواصبع
يحتفل اليمنيين بذكرى ثورة 14 من اكتوبر لما لها من بعد وطني وعمق سياسي راسخ في حياة من عاش حقبة النضال لمواجهة اقوى جيش في العالم والمعروف بالجيش البريطاني.
وبغض النظر عن عظمة بريطانيا وقوتها العسكرية ونفوذها السياسي لأن هزيمتها كانت جائزة لكون ثوار أكتوبر لم يقاتلون بدوافع الحصول على المناصب ولا بدافع الانتقام وإنما حملوا هموم شعب وإرادة صلبة جسدتها جبال وقمم ردفان الشامخة لتغير تلك الكوكبة واقع ظل المستعمر الانجليزي يعمل على إعاقته لأعوام طويلة .
صحيح أن ثورة أكتوبر أصبحت تاريخ التحرر والاستقلال السياسي والاجتماعي لأبناء الجنوب اليمني خاصة واليمن الكبير عامة بصفته قيم ومبادئ عمل على ترسيخها من حملو مشعل الحرية ليتحول المناضل الكبير ورفاقه غالب راجح لبوزة من شخصية مقاتل الى رمز يقتدي به كل من يعشق روح الحرية والاستقلال وبناء الدولة اليمنية بصفتها محرك أساسي لكل مناضل أمن بدولة الوطنية القوية والنافذة في محيطها الإقليمي.
ورغم مرور أعوام طويلة من الاحتفال بثورة اكتوبر وسبتمبر لأننا لم ندرك قيمتها ومدى التضحية الذي دفع روادها الاوائل الا في هذه الأعوام الخمس التي يعاني منها ببلدنا حالة من تشظي والانقسامات في ظل عودة الإمامة تحت شعار الحوثية وسعيها لإعادة الماضي القبيح بكل أبعاده وتراكماته المبنية على تفتيت هوية اليمن على أساس مناطقي وطائفي لنشهد مرارة باتت الالم هي أبرز عناوينها ليعود بعودة الحوثية زمن الأنين الذي طالما رددتها ونحن ننشد قصيدة الزبيري وهو يصف حقبة الإمامة والاستعمار بصفته انين الخائف المرعوب من أدوات الجهل والتخلف الذي بات يهدد كل انسان حر يرفض العبودية ورفض الظلم الممارس من قبل مليشيا الكهنوت.
سيظل غالب راجح لبوزة ورفاقه عنوان بارز ننشده في وقتنا الحاضر ونحن نشاهد وطن يتمزق ويعاني من الارتهان السياسي وتفتيت المجتمعي وهو الشعور الذي جعل الإنسان اليمني اليوم يدعو تلك النخبة التي رحلت الى ربها بعد أن قدمت ارواحهم الزكية فداء لليمن وشعبها ليعيش الأجيال حياة خالية من العبودية والارتهان للأجنبي.