عبد ربه منصور هادي | ما مصير #اليمن في عهد حكمه?!
عبد ربه منصور هادي | ما مصير #اليمن في عهد حكمه?!
معين برس | رصد
شهدت اليمن خلال الأيام القليلة الماضية أحداثا متسارعة، واضطرابات جمة، خصوصا في العاصمة المؤقتة #عدن جنوبي البلاد.
وفي غمرة علاقات القوة والضعف، بين ما يعرف بـ “المجلس الانتقالي الجنوبي” الذي يقوده عيدروس الزبيدي، والحكومة المعترف بها دوليا بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، سقطت المقار الحكومية وألوية الحماية الرئاسية, وقصر معاشيق الرئاسي, وبهذا تكون سقطت مدينة عدن بالكامل, في أيدي جماعة المجلس الانتقالي .
الأسبوع الأول من أغسطس الجاري، أوقف تأرجح موازين القوى بين التحالف العربي الذي جاء لنجدة الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد اجتياح الحوثيين، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي استكمل السيطرة على كافة مفاصل عدن.
القصر الرئاسي
وسائل إعلام عالمية أكدت أن سيطرة المجلس الانتقالي على عدن لم تتطلب وقتا كبيرا، حيث وصلوا إلى القصر الرئاسي في وقت قياسي.
مقاطع فيديو نشرها مناصرون لحركة قوات المجلس الانتقالي على المنصات الاجتماعية، وثّقت “انقضاض” تلك القوات على عدن بالكامل، كما نقلت وكالة رويترز شهادات لجنود “الانتقالي” أكدوا فيها أن قواتهم لم تلق أي مقاومة.
وفي ظل هذه التطورات، يتردد على وسائل الإعلام اسمان على وجه الخصوص، وهما عيدروس الزبيدي، وهاني بن بريك، في ظل غياب شبه تام لاسم هادي الذي وصفه كثيرون بأنه “متردد ولم يكن قادرا على تسيير الوضع منذ البداية”. فيما يراه آخرون عكس ذلك, ويصفون صمته بـ”نار تحت رماد”.
ويقول الخبير في الشؤون اليمنية في مجموعة الأزمات الدولية، بيتر سالزبري، إنّ ما حدث في عدن الأسبوع الماضي شكل “ضربة حقيقية لمصداقية حكومة هادي”.
وصل هادي إلى رئاسة اليمن شهر فبراير 2012 بعد انتفاضة الشعب اليمني على الرئيس السابق علي عبد الله صالح في غمرة الربيع العربي الذي غير الخارطة السياسية لكثير من الدول العربية.
لكنه خضع للإقامة الجبرية بعد سيطرة ميليشا الحوثي على #صنعاء ومحاصرة القصر الرئاسي في 20 يناير 2015.
قدم هادي استقالته في 22 يناير 2015 لمجلس النواب، وأجبر على توقيع اتفاقية سياسية عرفت باتفاق السلم والشراكة الوطنية مع الحوثيين التي أتاحت لهم توسيع سيطرتهم على العاصمة صنعاء.
بعد فراره إلى عدن في فبراير 2015، أعلن سحب استقالته، ثم حاول بسط “سيطرته” على الجيش بإقالة قائد فرع قوات الأمن الخاصة عبد الحافظ السقاف المحسوب على صالح والحوثيين، لكن الأخير رفض.
هذه الفترة شهدت تدخلا صارخا لإيران التي تتفق “مرجعيا” مع الحوثي، إذ شوهدت الرايات الإيرانية في أكثر من منطقة باليمن، ولا سيما في جبال مران بصعدة.
ولأول مرة في تاريخ اليمن، أعلنت عدن عاصمة مؤقتة بدلا عن صنعاء التي سيطرت عليها جماعة الحوثي بالكامل، خصوصا بعد “فرار” هادي إلى المملكة العربية السعودية، و”تسييره” للأزمة من الرياض.
وفي هذا الصدد، يشير بيتر سالزبري، الخبير في الشؤون اليمنية إلى أن “التطورات الأخيرة في عدن تظهر بوضوح أن رئاسة هادي رمزية أكثر من أي شيء، وهي مجرد وسيلة للتمسك بشرعية الدولة أكثر من الجوانب العملية للحكم”.
يعيب متابعون على هادي كذلك، سماحه للمملكة العربية التي تقود التحالف العربي في اليمن منذ شهر مارس 2015 اتخاذ القرارات بدلا عنه، ويقول سالزبري في هذا الصدد إن بقاءه في الرياض “يعطي غطاء قانونيا لتدخل التحالف” في اليمن.
الباحث في معهد “تشاتام هاوس” فارع المسلمي، يرى من جانبه، أن هادي الذي فر من عدن ويقيم حاليا في السعودية هو رئيس “غائب عن الواقع وغائب عن الأرض”.
وأشار المسلمي إلى أن الحكومة اليمنية تمر حاليا “بتفتت غير مسبوق” في ظل غياب الرئيس هادي عن الساحة، ورغبة الانفصاليين بتحويل سيطرتهم العسكرية في عدن إلى “واقع سياسي” وكل ذلك وفقه، نتيجة لنجاحهم في تقويض سلطة هادي.