#سقطرى .. جزيرة ابتلعت التاريخ
عندما اعتلى البحَّار السقطري حجرا قبالة شاطئ سقطرى ، عزف بنايه الخشبي ألحاناً باكية وخائفة، حينها كانت زرقة البحر وحركته المتحفزة تنذر باقتراب كارثة.. رحلنا جميعا مودعين تلك الجزيرة الأسطورية. فيما بقي الرجل هناك يحصي بألحانه أيام القحط القادمة؛ فتلك 120 يوما ستفصله عن الصيد، وهي فترة ربما أقسى بكثير من محنة “سنتياجو” الصياد العجوز صاحب ارنست همنجواي.
معين برس | تقرير خاص |
في جزيرة سقطرى اليمنية النائمة بصمت على أطراف المحيط الهندي، يخضع السكان حاليا لحياة شاقة يفرضها التغير المناخي الذي يعصف بالجزيرة (يبدأ من يونيو وحتى سبتمبر) وتسيطر العواصف والأمطار خلاله على كل شيء، أما ركوب البحر فإنه يكون ضربا من الخرافة.
ذلك هو موسم “الارتياح” كما يسميه السقطريون، وهو موسم يتكرر كل عام مدى 4 أشهر ويكون فيه المناخ مزعجا داخل الجزيرة وخطيرا حد الهلكة في السواحل.
يقول فهد كفاين (صحافي و مدرس من أبناء الجزيرة): “لا تستطيع القوارب والسفن الاقتراب من الساحل في هذه الفترة.. تعزل الجزيرة عن العالم 4 أشهر.. حتى حركة الطيران تقل إلى أدنى مستوى.. والكثير من سفن الصيد والسفن التجارية نقلت قبل أسابيع المؤن إلى الجزيرة وهي تكفي احتياجات السكان -البالغ عددهم حوالي 50 ألف نسمة- حتى انتهاء فترة الإرتياح”.
مع نهاية يونيو تكون موجات الراديو بالنسبة لسكان الجزيرة شاهدا على أن العالم لا يزال حيا؛ إذ يصعب على الصيادين والسكان الدخول إليها أو المغادرة منها.
ارض الفردوس
نحن الآن في جزيرة سقطرى، أرض الفردوس واللبان ومنبع التجارة المقدسة، وهي تبعد عن الساحل 300 ميل؛ لكنها تبدو اليوم كمحارة تكتنز كل ماهو نادر ونفيس، ففي قبالة الشاطئ تنتشر أندر مصائد اللؤلؤ، وعلى الوديان والجبال تتركز أكبر معارض العطريات الطبيعية، والأكثر من ذلك أطلال تجارة اللبان، والثقافة العتيقة السائدة لدى السكان الذين يتحدثون اللغة الحميرية.
تستقبلك سقطرى بمدينتها الهادئة (حديبو) التي تعني بالحميرية “الجنية الطيبة”، وهي مرتبطة بالأسطورة الشعبية لدى السقطريين وتتحدث ضمن أشياء أخرى عن جدلية صراع الخير والشر.
حديبو تبدو بسيطة، وتكاد الأسطورة تسيطر على كل مفاصلها؛ فالاهتمامات اليومية لبعض السقطريين لا تخرج عن: الحديث عن البحر والصيد وقصص الجن الذين يسكنون مع البشر وحكايات الفائزين في برنامج “من سيربح المليون؟”.
بُعد الجزيرة عن الشاطئ جعل السكن فيها محدودا. كما أثّرت عزلة الجزيرة على حياة سكانها بصورة كبيرة، ولذلك فإن معظمهم يعيشون بنمط واحد تنطفئ فيه الجزيرة بحلول السابعة مساء.. لا يبقى من شيء حي سوى أضواء خافتة لسفن بعيدة تولد لبرهة وتموت في الظلام.
حتى نهاية عقد السبعينيات لم تعرف سقطرى من حكومة الثورة سوى كتيبة جنود بحرية ومنظمة حزبية تابعة للحزب الاشتراكي اليمني أخذت على عاتقها مهمة التعريف بالاشتراكية وتجارب لينين وماو وبيانات الحزب الشيوعي السوفياتي.
الجزيرة عرفت الاشتراكية قبل أن تعرف النقود؛ فحتى سنوات قليلة كانت معاملات البيع والشراء لدى السكان تتم من طريق المقايضة. لكن الحكومات المتأخرة -خاصة بعد الوحدة- جاءت لتحدث تحولا اقتصاديا هائلا في حياتهم بفرض الريال كعملة في معاملاتهم.
جزيرة ابتلعت التاريخ
ابتلعت سقطرى التاريخ بكل تفاصيله. وهي اليوم، ببيئتها وحياة سكانها ونمط عيشهم وثقافتهم وعاداتهم، نموذج مصغر عن مجتمعات اليمن القديم.
ويبدو الأصل الحميري القديم طاغياً على كل شيء في هذه الجزيرة العذراء؛ فزحف المدنية -كما يُعتقد- وقف ذات يوم على بعد أميال من شاطئ سقطرى وربما ذاب في البحر.
الطفل محمد، البالغ 6 سنوات، لأبوين سقطريين، يصعب عليه فهم كلامنا؛ فوالدته ووالده وجدته أيضا يتحدثون اللغة السقطرية، وهو حال عدد كبير من سكان الجزيرة الذين لم يعرفوا العالم خارج الجزيرة.
يتحدث جميع السكان اللغة السقطرية التي تعتبر قريبة المنشأ من اللغات اليمنية القديمة، الحميرية والقتبانية، وهي واحدة من اللغات اليمنية القديمة التي عرفتها الجزيرة إلى جانب اللغتين المهرية والظفارية، وتعود كلها إلى الأصل الحميري.
وليس هناك أي حاجز لغوي بين السقطري وأي مواطن يمني أو عربي؛ فمعظم السكان هنا يجيدون التحدث باللغتين السقطرية والعربية، والأولى هي اللغة الرسمية في القبيلة والمنزل والمزرعة، وتستعمل اللغة العربية في المعاملات الرسمية والمرافق الحكومية والمدارس.
تاريخ ومطامع
يعتقد أن الإنسان اليمني سكن الجزيرة في القرن الثالث الميلادي هرباً من شبح الحروب وغياب الاستقرار السياسي. ومع انهيار دولة معين التي ورثت دولة سبأ، كان اليمنيون استوطنوا الجزيرة وارتبطت بمملكة حضرموت ومع تصدعها خضعت لمطامع الغزاة ونفوذ الدول الكبرى.
وكان الإغريق أول من أدرك أهمية الجزيرة وتم احتلالها من الاسكندر الأكبر للسيطرة على طرق التجارة، ثم غزاها الرومان وحولوها إلى ثكنة عسكرية بجيش قوامه 10 آلاف مقاتل ظل لفترة وسرعان ما عاد أدراجه.
وتاليا خضعت مدى 500 عام لحكم سلاطين حضرموت، ثم سلاطين المهرة المنحدرين من أسرة السلطان العثتري. وفي بداية القرن السادس عشر غزاها البرتغاليون بقيادة فاسكو دي غاما. ثم خضعت لحكومة التاج البريطاني في القرن التاسع عشر التي اتخذتها قاعدة خلفية لاحتلال مدينة عدن.
ثمة شواهد كثيرة تؤكد أن الغزاة وصلوا إلى سقطرى على أمل السيطرة على “الفردوس” وكل ماهو ثمين ومقدس، وخصوصاً أشجار اللبان والبخور التي تستخرج منها المواد الأساسية في الطقوس التعبدية للديانات القديمة، والتي اشتهرت تجارتها قديما في الشرق والغرب في ما عرف بطريق تجارة اللبان، فضلاً عن موقعها الإستراتيجي الذي جعلها مركزا عسكريا مهماً لجحافل القوى الكبرى التي احتلتها لفترات.
ورغم أن الجزيرة كانت -لقرون- نقطة لتلاقي الثقافات، إلا أنها لم تتأثر بأي من الألوان التي حطت عليها، وظلت بيئة طاردة لكل الغزاة، فيما أذابت من تبقوا في بوتقة واحدة هي سقطرى جذرا ولونا وثقافة.
البرتغاليون وحدهم من تركوا خلفهم ما يذكّر بأنهم كانوا هنا: أبقار تنحدر من فصيلة “الفريزيان” البرتغالية هي كل ما تبقى من أثر الدولة الكبرى التي احتلت الجزيرة لحوالى 7 اعوام جلبت فيها أبقارا وصيادين ومزارعين. ويعتقد أن سكان منطقة مومي يتحدرون من سلالة برتغالية لكن ليس هناك من دليل تاريخي أو علمي سوى أن بعضهم بعيون زرقاء.
التجارة المقدسة
تختزل أشجار العطريات المنبسطة على سلسلة جبال حجهر الممتدة لمسافة 24 كيلومتراً، تاريخ التجارة المقدسة التي انطلقت ذات يوم من هذه الجزيرة.
في بداية الألف الأول قبل الميلاد كانت سقطرى أحد المراكز المهمة لإنتاج “اللبان والبخور”، وهما مادتان مقدستان استخدمتا في الطقوس التعبدية لديانات العالم القديم. وتروي النقوش اليمنية القديمة أن الأرض التي تنتج “السلع المقدسة” هي أرض مباركة من الآلهة.
تمثل جبال حجهر معرضا طبيعيا مثيرا للعطريات والروائح الزكية فهي موطن شجرة اللبان أو دم الأخوين: وهو إسم أهم الأشجار العطرية في سقطرى، وتعتبر من النباتات النادرة التي لا يوجد مثيل لها في العالم وتستخدم في صناعة البخور وكمادة علاجية وفي الصناعات. وثمة أساطير عن هذه الشجرة النادرة تحكي قصة أول قطرة دم وأول نزيف بين الأخوين: قابيل وهابيل. وبحسب الأسطورة فقد كان قابل وهابيل أول من سكن الجزيرة..”ولما وقعت أول جريمة قتل في التاريخ وسال الدم نبتت شجرة دم الأخوين”.
وعلاوة على أنها شجرة نادرة فهي نبتة مقدسة في الديانات القديمة من الحميريين وحتى الفراعنة والأشوريين. وثمة شواهد تاريخية كثيرة تتحدث عنها النقوش القديمة التي سطرت حياة تجار يمنيين اشتهروا في تجارة اللبانيات والبخوريات التي تعتبر المادة الأساسية في الطقوس التعبدية القديمة.
مجتمعات الكهوف
في كل شبر في سقطرى تاريخ وحكايات.. من الساحل إلى الوادي وحتى مشارد الجبال… هناك حيث الحياة الصعبة والقاسية في الكهوف المغارات يعيش زهاء 3 آلاف نسمة في تجمعات بائسة اختارت العيش بعيدا من تجمعات الأثرياء الجدد الذين سيطروا على مناطق الساحل بعد إزدهار تجارة الصيد.
والكهوف الجبلية المنتشرة في الاتجاهات كلها تعتبر أحد أنماط السكن لدى السقطريين، وهي عبارة عن مغارات جبلية نحتت في الصخر بعضها بفعل الإنسان وأخرى بفعل عوامل التعرية واستخدمها السقطريون مأوى منذ مئات السنين، ولا تزال كذلك بالنسبة لمئات الأسر التي اعتادت الحياة البدائية في البراري.
في كل كهف ثمة ما يغطي الجسد في الليالي الباردة، وهناك مكان ملائم للجلوس في فترة القيلولة والمساء، وعلى بعد أمتار من المدخل ثمة نار مشتعلة دائماً وعليها إبريق شاي من الفخار الطيني الشهير في سقطرى.
كل زائر يمكنه أن يحصل على كوب شاي معتّق بفنجان من الفخار.. ولا يمكن للمرأة ربة البيت، أن تهمل النار، إذ لا يوجد كبريت يمكن استخدامه في إشعالها، وفي حال انطفأت النار فسيتعين قطع مسافات لاحضار نار، والقليل منهم هنا يجيد إشعال النار بطرق بدائية ويملك أدوات لإشعالها تعود إلى ما قبل الميلاد.
ويقول فهد كفاين إن البرد من الأسباب الرئيسة التي حملت بعض السكان على سكن الكهوف. ويشير إلى أن تجمعات الكهوف كانت حتى وقت قريب تنتشر في قرى كاملة مثل منطقة مومي، التي كانت سابقا من أكثر مناطق الجزيرة سكنا للكهوف.. “لكن الحال تغير الآن إذ ساعد ازدهار تجارة الصيد وزحف المدنية، على تغيير نمط حياة السكان الذين اخذوا ببناء منازل حديثة من الطين واللبن والقش”.
الأرملة السوداء
في مدينتي حديبو ونوجد، تم إحصاء 41 كهفا تنتشر في الهضاب والجبال ومعظمها مأهولة بالسكان.. وتعتبر مغارة “دي جب” في سهل “نوجد” من أكبر الكهوف مساحة، ومدخلها يكفي لدخول شاحنة كبيرة، وتحوي تجمعا سكانيا في عدد من المغارات الداخلية المأهولة.
إضافة إلى الكهوف المستخدمة كسكن ثمة أخرى موحشة يعشّش في بعضها نوع نادر من الوطواط إلى أنواع من العناكب صغيرة الحجم ويطلق عليها اسم “الأرملة السوداء”، وهي نوع خطر للغاية وتؤدي اللدغة البسيطة منها إلى الوفاة.
وثمة كهوف أخرى توصف بأنها تاريخية، اكتشفتها البعثات الدولية، وهي واسعة وغير مسكونة بالبشر. ويبلغ عمق احد هذه الكهوف حوالى 7 كيلومترات، وله الكثير من المغاور الفرعية، وثمة آخر اكتشفته بعثة الآثار الدانمركية يبلغ عمقه حوالى 3 كيلو مترات، وعثر في داخله على نقوش ولقى آثارية و أوان فخارية ومباخر ورسوم ملونة وقوالب مصنوعة من الطين إلى ألواح خشبية مكتوبة بخطوط قديمة يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد، ويعتقد أنها تعود إلى معبد قديم.
والأكثر غرابة في الكهوف السقطرية، تلك المغارات التي تحوي جماجم وهياكل عظمية لعشرات بل مئات الجثث، وقد تركها الناس على حالها هكذا رغم أنهم لا يدفنون جثث موتاهم في المغارات ويعتقد أن تلك الجثث والجماجم تعود للبرتغاليين الذين خاضوا معارك عنيفة مع سكان الجزيرة عند احتلالهم الجزيرة لكن لا تأكيدات علمية أو تاريخية حولها.
وقد أجرى علماء الآثار الروس دراسات بحثية آثارية على هذه الكهوف في عقد الثمانينات، لكن نتائجها غابت مع أفول نجم الدولة العظمى.
بيئة طبيعية نادرة
رغم العزلة الرهيبة الجاثمة على السكان، فإن دفء الطبيعة يعوّض كل ما يفقده السقطريون من حاجات تعتبر بالنسبة الى كثيرين منهم كماليات.
وقد عاش السقطريون في مصالحة مدهشة مع الطبيعة، ولذلك تعيش الجزيرة اليوم أبهى صور جمالها الطبيعي. وساعد الوجود الغزير للمياه العذبة السطحية والجوفية على الحفاظ على غزارة الغطاء النباتي وتنوعه. ولذلك تحتل الجزيرة اليوم الترتيب العاشر بين أغنى جزر العالم، من حيث الأنواع النباتية الفريدة وفق التصنيف العالمي.
ويوجد في الجزيرة اليوم 900 نوع من الأشجار والنباتات النادرة، منها 300 نوع لا يوجد لها مثيل في العالم وبعضها ذو خصائص علاجية نادرة ويعتمد عليها السكان في العلاج من أمراض كثيرة، ومنها أشجار “دم الأخوين” و”السبرة” و”الصبر” فضلا عن غابات أشجار النخيل الكثيفة المنتشرة في أماكن كثيرة على ضفاف الوديان ناهيك عن الحيوانات والطيور المستوطنة النادرة التي سجل منها حوالي 190 نوعاً منها 7 أنواع نادرة لا مثيل لها في أي مكان في العالم.
وثمة 150 نوعا من الفراشات التي تعيش في الجزيرة، منها 80 نوعا ليس لها مثيل في العالم.
هذا التنوع الحيوي النباتي والحيواني النادر في الجزيرة كان سببا في إقرار برنامج الأمم المتحدة للبيئة في مؤتمر “قمة الأرض” في ريو دي جانيرو في البرازيل عام 1991 اعتبار جزيرة سقطرى تراثاً بيئياً دولياً يختص بتنوع بيولوجي فريد من نوعه، بل أن البعض اعتبرها من أهم المحميات الطبيعية الكونية وهي فوق ذلك تحتل المرتبة العاشرة بين أغنى جزر العالم من حيث الأنواع النباتية الفريدة وفق التصنيف العالمي.
“قط الزبادي”
من أكثر الملامح الطبيعية التي تميز سقطرى “قط الزبادي” أو القط السقطري، وهو حيوان بري متوحش غير لاحم يتغذى على التمر ودم الدجاج، ويشبه القط لكنه اكبر حجما منه، ويستخرج منه سكان الجزيرة مادة الزباد العطرية التي تستخدمها النساء في اليمن عموما كمادة عطرية تضاهي افخر الصنوف العالمية.
ويعيش “قط الزبادي” في غابات النخيل ويلجأ السكان هناك إلى الإيقاع به في شرك يبقى فيه لساعات ويتم الإمساك به بكلتي اليدين للضغط على غدة تتركز في مؤخرته، وباستمرار الضغط يتدفق الزباد من فتحة الإخراج على شكل مادة سوداء اللون زفرة الرائحة تخالطها رائحة المسك.
بعد استخراج هذه المادة بكميات قليلة يطلق سراح القط ليعود إلى غابات النخيل، حتى تمر فترة ويمسك به مرة ثانية لاستخراج الزباد، ويصنع منه نوع من أنواع العطور العربية يسمى الزباد.
حياة بدائية
كما هي سقطرى بلاد الطبيعة النادرة فهي أيضا بلاد الفقر المزمن والمرض والأوبئة. ويواجه سكان الجزيرة مشكلات مستعصية، خاصة واقع الخدمات التعليمية والصحية.
وقد ساهم الحضور الكبير للنباتات ذات المواصفات العلاجية في سقطرى في انتشار الطب الشعبي الذي يعتمد عليه معظم السكان كمعادل موضوعي لغياب الخدمات الطبية.
وتقدم العيادة الشعبية لطبيب الأعشاب سعيد أحمد أبو رابي وهو الطبيب الأشهر في الجزيرة، خدمات معاينة للمرضى تفوق كثيرا ما تقدمه الوحدات الصحية، فضلا عن شهرته الضاربة في علاج الأمراض النفسية.
وتتعهد الوحدات الصحية القائمة بتقديم القليل من الخدمات العلاجية والاسعافية للسكان و تفتقر إلى الكادر المؤهل والأدوية ومعظمها يعمل بشكل مؤقت ولذلك يعاني السكان مشكلات صحية في انتشار الملاريا والسل ويصل عدد الوفيات المسجلة سنويا حوالي ألف حالة وفاة جراء هذه الأمراض.
ولا يختلف الحال في خدمات الكهرباء والمياه حيث تعيش الجزيرة اختناقات كبيرة في الطاقة الكهربائية والمياه النقية الصالحة للشرب.
وقد سعت الحكومة في وقت سابق للحد من عزلة الجزيرة بتنفيذ مشروع المطار الذي أنجز العام الماضي، والميناء الذي يجري العمل فيه حاليا، فضلا عن إنشاء عدد من المراكز الصحية والمدارس.
ويتحدث المسؤولون في الجزيرة عن إنجازات دولة الوحدة في الجزيرة فيما يشبه المعجزات ويشيرون في ذلك إلى مشروع محطة السنترال الذي يقدم الخدمات الهاتفية لحوالي 140 مشترك في حديبو وتكاد تربط سقطرى بمحافظات الجمهورية والعالم الخارجي، إلى المولدات الكهربائية التي توصل الطاقة الكهربائية لحوالي 480 مشتركا وتعمل لمدة 6 ساعات في اليوم وتعتمد نظام المناوبة بين الأحياء.
ويعتمد السكان على الآبار والغيول في توفير مياه الشرب أما خدمات الكهرباء فإن السكان يعتمدون على الإضاءة التقليدية.