ثورة 26 سبتمبر: شعلة الحرية ومنارة النضال اليمني

محمد علي الجناني

في الذكرى الثالثة والستين لثورة 26 سبتمبر المجيدة، يتجدد الفخر في قلوب اليمنيين بهذا الحدث الوطني العظيم الذي أنهى عصور الظلام والاستبداد، وفتح أبواب الحرية والاستقلال. هذه الثورة، التي أسقطت حكم الإمامة البغيض، لم تكن مجرد انتفاضة سياسية، بل كانت ثورة شعب أبيّ قاوم ثلاثية الجهل والفقر والمرض، وأرسى دعائم الجمهورية اليمنية كرمز للعدالة والمساواة. فبعد قرون من التهميش، بدأت الثورة في بناء المدارس والمستشفيات، ومنحت اليمنيين حقوقهم المدنية، وفتحت لهم آفاقاً جديدة نحو التقدم.

لقد قام حكم الإمامة على فكرة السلالة، التي جعلت الحكم حكراً على فئة تدّعي امتلاكها “حقاً إلهياً”، متجاهلة إرادة الشعب وتطلعاته. في مواجهة هذا الظلم، نهض اليمنيون الأحرار في 26 سبتمبر 1962، ليُسقطوا نظاماً أذلّ الأمة وأغرقها في التخلف. كانت هذه الثورة انتصاراً لإرادة الشعب، وتتويجاً لنضال الأجداد الذين مرغوا أنوف الأئمة في التراب، معلنين ولادة اليمن الجمهوري الحر.

واليوم، بينما نحتفل بهذه الذكرى العظيمة، نستلهم منها الدروس والعبر لمواجهة التحديات الراهنة. فجماعة الحوثي، التي تسعى لاستعادة أحلام الإمامة البائدة، ليست سوى نسخة معاصرة لذلك الحكم الظلامي. بانقلابها الغاشم، حاولت هذه الجماعة إعادة اليمن إلى مربع الاستبداد والطائفية، بل وتسببت في تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية بشكل غير مسبوق، مما فاقم معاناة اليمنيين. لكن إرادة الشعب اليمني، التي صنعت ثورة 26 سبتمبر، لا تزال حية، صلبة، قادرة على دحر الظلم وتحرير الوطن من عبث الإرهاب وفوضى السلاح.

إن ثورة 26 سبتمبر ليست مجرد ذكرى، بل هي منارة تضيء طريق النضال اليمني. إنها دعوة لاستكمال المسيرة، لتحرير اليمن من قبضة الانقلاب، وإعادة بناء وطن موحد ينعم بالاستقرار والازدهار. وفي هذه اللحظة التاريخية، أصبح لزاماً على جميع اليمنيين، من مختلف الأطياف والانتماءات، إلى التوحد ونبذ الفرقة والخلاف، والعمل معاً من أجل بناء مستقبل أفضل لليمن. بالرغم من التحديات، يبقى الأمل قائماً في يمن حر ومزدهر، يمن يستلهم من ثورة 26 سبتمبر العزيمة والإصرار على تجاوز الصعاب. في هذه المناسبة، نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للشعب اليمني العظيم، داعين الله أن يمنّ عليه بالنصر والسلام. عاشت ثورة 26 سبتمبر رمزاً للكرامة والحرية، وعاش اليمن حراً موحداً!

كل عام واليمن بخير وسلام!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى